الإرشاد الأسري علم يهدف لمساعدة الأسرة في مواجهة الصعوبات والتحديات التي تواجهها ومعرفة نقاط قوتها ونقاط ضعفها، لتحقيق التوازن بين أفراد الأسرة.
أهداف الإرشاد الأسري
للإرشاد الأسري مجموعة من الأهداف ومنها:
- تحقيق التوافق والانسجام في العلاقات والروابط بين أفراد الأسرة، وذلك لتحقيق اتصال فعّال بين أفراد الأسرة وتمكنهم من مناقشة وحل مشكلاتهم، والتعبير عن انفعالاتهم ومشاعرهم نحو بعضهم البعض بكل حرية وصراحة ومعرفة الخلل الوظيفي الذي حال بين أفراد الأسرة، مِمَّا سبَّب وجود خلل في العلاقات الأسرية، حيث أنَّ أبرز المشاكل التي تواجه الأسر هي عدم القدرة على التفاهم والانسجام فيما بينهم.
- الحفاظ على رباط الأسرة وتماسكها، فكل فرد في الأسرة عبارة عن شخصية مستقلة وله كيانه بالإضافة أنَّه يُعتبر عضو فعال في الأسرة ويُمثّل مع بقية أفراد الأسرة وحدة اجتماعية متكاملة.
- تعزيز المبادئ والقيم الأسرية الإيجابية وإضعاف والتقليل من القيم والمبادئ السلبية لدى كل فرد من أفراد الأسرة.
- زيادة وتقوية النمو الشخصي لدى الأفراد، وفاعليته في أداء الواجبات الاجتماعية، والتوافق النفسي في جو أسري مليء بالطمأنينة.
- تنمية علاقات جيدة مع الآخرين داخل الأسرة وخارجها.
- تعليم أساسيات التنشئة الاجتماعية.
- حماية الأسرة من التفكك والتشتت.
- مساعدة أفراد الأسرة في إيجاد سلوك جديد يرونه مناسب للتخلص من مشاكلهم.
تاريخ الإرشاد الأسري
ظهر الإرشاد الأسري في الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا منذ التسعينات، ومن وقتها اكتسب آفاقاً جديدة في مختلف الأماكن وانتشر في العالم قبل التسعينات في الولايات المتحدة الأمريكية.
الإرشاد الأسري كحقل علمي ومهني بدأ في الظهور في أوائل القرن العشرين، على خلفية التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت على البنية الأسرية. تطور هذا المجال مع الحاجة المتزايدة لدعم الأسر في مواجهة التغيرات التي فرضتها الحياة العصرية.
البدايات: في بدايات القرن العشرين، بدأ العلماء والممارسون في مجال علم النفس والطب النفسي بإدراك أهمية البيئة الأسرية في تشكيل سلوك الأفراد وصحتهم النفسية. كانت هذه الفترة مليئة بالتغيرات الاجتماعية الكبيرة، مثل التصنيع والتحضر، والتي أثرت بشكل مباشر على الديناميكيات الأسرية.
الخمسينيات والستينيات: شهدت هذه العقود تطورًا كبيرًا في مجال الإرشاد الأسري مع ظهور نظريات جديدة حول العلاقات الأسرية. في هذه الفترة، بدأ عدد من المعالجين النفسيين بالتركيز على النظام الأسري ككل بدلاً من التركيز على الأفراد فقط. تم تطوير نظريات مثل “نظرية الأنظمة” التي تعتبر الأسرة نظامًا متكاملًا، حيث يؤثر كل فرد في الأسرة على الآخرين ويتأثر بهم.
السبعينيات والثمانينيات: مع تقدم البحث العلمي وزيادة الوعي الاجتماعي، انتشر الإرشاد الأسري كأحد أشكال العلاج النفسي. بدأت برامج التدريب المهني تتخصص في هذا المجال، وتم الاعتراف بالإرشاد الأسري كفرع مستقل من فروع العلاج النفسي. خلال هذه الفترة، بدأت المدارس والهيئات الاجتماعية في تبني برامج للإرشاد الأسري لمساعدة الأسر على مواجهة تحديات الحياة.
الحاضر: في العصر الحديث، أصبح الإرشاد الأسري جزءًا أساسيًا من نظام دعم الصحة النفسية والاجتماعية. يركز الإرشاد الأسري اليوم على قضايا متنوعة تشمل التواصل الأسري، وحل النزاعات، والتعامل مع التغيرات الكبيرة مثل الطلاق أو فقدان أحد أفراد الأسرة.
أهمية الإرشاد الأسري
توفير الدعم النفسي والمعنوي لأفراد الأسرة عن طريق توفير أسلوب سليم في التعامل ومساعدتهم على سَدّ الفجوة الموجودة بينهم وتوضيح المطلوب لهم خصوصاً بين الزوجين.