أهم العناصر والأدوات التي ساهمت في تطور وتقدم علم النفس المعرفي

اقرأ في هذا المقال


بسبب العديد من المواقف التي باءت في الفشل من أجل تطور وتقدم علم النفس المعرفي، ظهرت العديد من العناصر والأفكار التي تهتم في العمليات المعرفية، وتهتم في دمجها وترابطها مع النظريات التي قامت بتفسير علم نفس المعرفة وهذه العناصر الرئيسية، تتمثل في معالجة المعلومات، علم الحاسوب، ومجال اللغويات.

معالجة المعلومات في علم النفس المعرفي:

تطورت معالجة المعلومات من خلال البحث في العوامل الإنسانية، ونظرية المعلومات، ويقصد بالعوامل الإنسانية أي الأبحاث الرئيسية في مجال المهارات والقدرات الخاصة بالأفراد، والخاصة بأدائهم وإنجازاتهم، بحيث وجد هذا المجال تطوراً كبيراً وخاصة أثناء الحرب العالمية الثانية؛ لأنهم كانوا بحاجة ماسة إلى العديد من البيانات والمعلومات في ذلك الوقت.

ظهر أن أداء الأفراد من حيث السرعة والمهارة على الأجهزة المتقدمة وغيرها من الأجهزة المتشابهة، كان أدنى من المستوى المطلوب، مما جعل الأفراد يقعون في العديد من الأخطاء، ومنها تصدر علماء النفس لدراسة هذه الظواهر وهذا الأمر فتح المجال أمام العديد من البحوث الحديثة والجديدة في علم النفس المعرفي.

ومن المشكلات التي تصدى لها علماء النفس في ذلك الوقت، مشكلة الانتباه الموزع، التي تتمثل في مراقبة جميع الأجهزة والأدوات المساعدة للفرد على التقدم والتطور، وأدى ذلك إلى الانتقال من البحوث المخبرية التجريبية البسيطة، إلى دراسة المواقف الطبيعية.

تعتبر نظرية المعلومات أحد فروع علوم الاتصالات التي توفر طريقة مجردة؛ لتحليل المعرفة ومنها علم هندسة الاتصالات الذي يقوم على تحويل المعلومات إلى رموز من أجل أن يتم نقلها عبر قنوات الاتصال، مثل ما يحدث في جهاز الهاتف بحيث تساعد هذه المعلومات في التغلب على السعة المحدودة في هذه الأجهزة.

حاول علماء النفس دراسة طبيعة امكانيات المعرفة الإنسانية، في ضوء نظرية المعلومات وأصبح ينظر إلى الإنسان على أنه محدود الإمكانيات في مجال الانتباه والإدراك والمعالجة، وأشار علماء النفس إلى حاجة الفرد إلى تشفير المعلومات وترميزها لزيادة كفاءة نظام استقبال المعلومات ونقلها ومعالجتها.

تعتبر أعمال عالم النفس البريطاني دونالدز في وحدة علم النفس التطبيقي في جامعة كامبردج أهم الجهود المبذولة في مجال تكامل الأفكار، التي تم التوصل إليها في مجال تطوير منهج معالجة المعلومات، فقد قام بتطوير الأفكار المتعلقة بالإدراك والانتباه، ومن ثم توسعت التحليلات من بعده إلى جميع مواضيع علم النفس المعرفي.

علم الحاسوب في علم النفس المعرفي:

تعد التطورات في مجال علوم الحاسوب وبخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يحاول جعل الحواسيب تؤدى سلوكيات وتصرفات ذكية بدلاً عن الأفراد، في المجالات العلمية التي ترتبط بطريقة معالجة المعلومات، بحيث بدأ العمل في علم الحاسوب في الأربعينات من القرن الماضي.

وفي الخمسينات أدرك بعض السيكولوجيين القائمين على علم الحاسوب مواضيع في علم النفس، وأن سلوك الحاسوب يشبه إلى حد كبير سلوك الفرد وكلاهما يأخذ المعلومات ويقوم ببعض من التعديلات والتقويمات الداخلية عليها، ثم يقدم نتائج نهائية ملاحظة لها، وهذا الناتج عكس بطريقة أو بأخرى العمليات التي حصلت في الداخل والسيطرة عليها.

يمكن فهم النشاط العقلي للإنسان من خلال القياس على الآلات الذكية بشكل تفصيلي وتشخيصي، بحيث يعتبر كل من نيول وسيمون أن الحاسوب والإنسان كل منهما معالج للرموز.

تعتبر التأثيرات المباشرة لنظريات الحاسوب على علم النفس المعرفي بسيطة، وذات تأثير سهل في حين كانت التأثيرات غير المباشرة ذات تأثير هائل، فقد تمت استعارة عدد كبير من المفاهيم من علوم الحاسوب؛ لتستخدم في النظريات النفسية والمعرفية إضافة إلى الاستفادة من الطريقة التي يتم فيها تحليل سلوك الآله الذكية، في مجال تحليل ذكاء الفرد وكسر الحواجز والتغلب على المفاهيم الخاطئة المرتبطة به.

مجال اللغويات في علم النفس المعرفي:

جاء التأثير في علم النفس المعرفي في مجال ثالث ومهم يتمثل في اللغويات، بحيث يعتبر هذا المجال من المناهج الجديدة في تحليل بنية اللغة الأكثر تعقيداً من الاعتقادات التي سادت في الماضي، وأن المبادئ والأفكار والمناهج السلوكية غير قادرة على تفسير تعقيداتها.

كانت التحليلات في اللغويات في علم النفس المعرفي ذات تأثير جوهري في مناهضة علماء النفس المعرفي، للمفاهيم السلوكية الخاطئة التي كانت سائدة في ذلك الوقت، بحيث كان الجزء الهام والمفتاح لفهم اللغة البشرية هو الجزء الذي تم تجاهله في النظريات السلوكية ألا وهو العمليات العقلية المعرفية.


شارك المقالة: