إسهامات المدرسة الظاهرية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


ترتكز المدرسة الظاهرية في علم النفس على الاعتقاد بأن الناس صالحين بالفطرة، يرى هذا النوع من علم النفس أن الأخلاق والقيم الأخلاقية والنوايا الحسنة هي القوى الدافعة للسلوك الإنساني، في حين أن التجارب الاجتماعية أو النفسية أو السلوكيات السلبية يمكن أن تُعزى إلى الانحرافات عن الميول الطبيعية، حيث تدمج المدرسة الظاهرية في علم النفس مجموعة متنوعة من التقنيات العلاجية بما في ذلك العلاج الفردي وغالبًا ما تؤكد على هدف تحقيق الذات.

تطوير المدرسة الظاهرية في علم النفس

نشأت المدرسة الظاهرية في علم النفس في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي باعتبارها قوة ثابتة في علم النفس، وذلك في المقام الأول استجابة لما اعتبره بعض علماء النفس قيودًا مهمة في مدارس التفكير السلوكي والتحليل النفسي، حيث أنه غالبًا ما تم انتقاد السلوكية لافتقارها إلى التركيز على الوعي البشري والشخصية ولأنها حتمية وآلية ومفرطة في الاعتماد على الدراسات على الحيوانات، وتم رفض التحليل النفسي لتأكيده القوي على القوى اللاواعية والغريزية ولأنه حتمي أيضًا.

التقى العديد من علماء نفس وشاركوا في هدفهم المتمثل في إنشاء جمعية مهنية تركز على نهج أكثر إيجابية وإنسانية، حيث دارت المناقشات حول الموضوعات التي اعتقدوا أنها ستصبح المبادئ الأساسية لهذا النهج الجديد لعلم النفس من تحقيق الذات والابتكار والصحة النفسية والفردية والطبيعة الجوهرية والذات والوجود والصيرورة والمعنى.

إسهامات المدرسة الظاهرية في علم النفس

قدمة المدرسة الظاهرية في علم النفس العديد من المساهمات المهمة في مجال علم النفس، حيث أنها قدمة نهجًا جديدًا لفهم الطبيعة البشرية، وطرقًا جديدة لجمع البيانات في دراسات السلوك الإنساني البشري، ومجموعة واسعة من تقنيات العلاج النفسي التي ثبت أنها فعالة، ومنها تتضمن بعض المفاهيم والأفكار الرئيسية التي انبثقت عن المدرسة الظاهرية في علم النفس في التسلسل الهرمي للاحتياجات، والعلاج الذي يركز على الشخص، واحترام إيجابي غير مشروط.

ومن إسهامات المدرسة الظاهرية في علم النفس الإرادة الحرة، ومفهوم الذات، وتطوير الذات، وتجارب الذروة، وشخص يعمل بكامل طاقته، ومنها فقد ألهمت النزعة الإنسانية في المدرسة الظاهرية في علم النفس العديد من طرق العلاج المعاصرة، ويقدر معظم المعالجين مبادئ روجر مثل التقدير الإيجابي غير المشروط، حتى لو لم يعرّفوا أنفسهم على أنهم من أنصار المدرسة الظاهرية في علم النفس.

ينظر هذا النهج الموجه إلى القيم إلى البشر على أنهم مدفوعون بطبيعتهم لتعظيم خياراتهم وتفاعلاتهم الإبداعية من أجل اكتساب إحساس متزايد بالحرية والوعي ومشاعر تأكيد الحياة، حيث يتعاون المعالج والشخص في العلاج من أجل تحديد الأهداف العلاجية والعمل للوصول إلى المعالم المحددة التي قد تساعد في تعزيز التغيير الإيجابي، وغالبًا ما يُعتبر تحقيق الذات أمرًا أساسيًا في هذا النهج.

يؤكد المدرسة الظاهرية في علم النفس على القيمة المتأصلة للبشر ويركز على قدرتهم واستعدادهم للحفاظ على كرامتهم مع النمو في احترام الذات والكفاءة، حيث يعتبر توجيه القيمة هذا مسؤولاً عن إنشاء نماذج علاجية متنوعة أخرى تستخدم مهارات التعامل مع الآخرين بغرض تعظيم تجربة حياة الفرد.

تعتبر التجربة المتمثلة في التفكير والاستشعار والإدراك والشعور والتذكر وما إلى ذلك أمرًا أساسيًا من إسهامات المدرسة الظاهرية في علم النفس، حيث أن الخبرة الشخصية للشخص هي المؤشر الرئيسي للمواقف التي تصدر من الشخص نفسه، ولا يمكن تحقيق الفهم الدقيق للسلوك الإنساني البشري من خلال دراسة الحيوانات، والإرادة الحرة موجودة ويجب على الأفراد تحمل المسؤولية الشخصية للنمو الذاتي والوفاء، حيث أنه لم يتم تحديد كل السلوكيات.

يعتبر تحقيق الذات المتمثل في الحاجة إلى أن يصل الشخص إلى أقصى إمكاناته أمر طبيعي في المدرسة الظاهرية في علم النفس، حيث أن الناس بطبيعتهم جيدون وسيشهدون النمو إذا توفرت لهم الظروف المناسبة خاصة أثناء الطفولة، وكل شخص وكل تجربة فريدة من نوعها، لذلك يجب على علماء النفس معالجة كل حالة على حدة بدلاً من الاعتماد على متوسطات من الدراسات الجماعية.

أحد الإسهامات الأساسية للمدرسة الظاهرية في علم النفس هو الاعتقاد بأن التركيز على الفرد يكون أكثر إفادة وإفادة من التركيز على مجموعات الأفراد ذات الخصائص المتشابهة، حيث يؤكد المدرسة الظاهرية في علم النفس أيضًا على أهمية الواقع الذاتي كدليل للسلوك، ومنها يفترض النموذج الطبي أن المشكلات السلوكية والعاطفية والنفسية غالبًا ما تكون عواقب لمشاكل جسدية.

وبالتالي ينبغي اتباع نهج طبي للعلاج، في حين أن هذا قد يكون صحيحًا في بعض الحالات التي تنتج عن أضرار جسدية مثل إصابات الدماغ، فقد يكون من الصعب تطبيق نموذج طبي على جميع مشكلات الصحة النفسية أو العقلية.

تكمن بعض الاختلافات الأكثر وضوحًا بين مشكلات الصحة النفسية العقلية والجسدية في طبيعة المخاوف ومعالجتها، فغالبًا ما تتحسن صعوبات الصحة النفسية العقلية، على عكس المشكلات الجسدية، حيث أنه عندما يتحدث الفرد الذي يعاني من هذه الصعوبة عن الخطأ أو يتحدث عن المشكلة، علاوة على ذلك قد يحدث المرض الجسدي نتيجة للتفاعلات الفيزيائية والكيميائية أو نشاط مسببات الأمراض في حين أن مشكلات الصحة النفسية العقلية غالبًا ما ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعلاقات الشخصية.

قد ينظر مؤيدو النموذج الطبي في المدرسة الظاهرية في علم النفس إلى الأفراد الذين يعانون من مخاوف تتعلق بالصحة النفسية العقلية على أنهم مرضى لديهم مرض يمكن تشخيصه وعلاجه بعد تحديد أعراض معينة، ومع ذلك يعتقد علماء النفس في المدرسة الظاهرية في علم النفس أن كل فرد هو كائن اجتماعي فريد وقيِّم.

وغالبًا ما يتم مساعدته بشكل أفضل من خلال العلاقات الشخصية الحقيقية، بدلاً من التركيز على أعراض محددة يؤكد مؤيدو المدرسة الظاهرية في علم النفس على قضايا مثل فهم الذات، والاعتبار الإيجابي للذات، والنمو الذاتي، بهدف مساعدة كل فرد من خلال مخاطبة الشخص بأكمله ومعالجته.

المدرسة الظاهرية في العلاج النفسي في علم النفس

عادة ما يمتنع علماء النفس في المدرسة الظاهرية في علم النفس عن استخدام التقنيات التي تعزز الدراسة الموضوعية، مثل الملاحظة غير المشاركين والتجريب العلمي؛ نظرًا لأن المعالجين في المدرسة الظاهرية في علم النفس يميلون إلى الاعتقاد بأن اختزال الطبيعة البشرية إلى مجرد أرقام يسلبها ثراءها، فمن المرجح أن يستخدموا طرقًا نوعية للدراسة مثل المقابلات غير المنظمة وملاحظة المشاركين.

تسمح المقابلات غير المنظمة للمعالج بالوصول إلى أفكار وخبرات الفرد دون توجيه الجلسة نحو أي مواضيع أو أفكار معينة، حيث تسهل ملاحظة المشاركين التي تتطلب مشاركة المعالج النفسي في الدراسة، تكوين العلاقات الشخصية وتتيح للمعالج فرصة الحصول على تعليقات مباشرة من الشخص المعالج النفسي، وتشمل الأشكال الأخرى لجمع البيانات النوعية تحليل السير الذاتية واليوميات والخطابات.

تدمج المدرسة الظاهرية في علم النفس تقنيات علاجية متعددة مثل العلاج الذي يركز على الشخص لكارل روجرز، حيث تشير المدرسة الظاهرية في علم النفس إلى أن الشخص قد تم إنشاؤه بأولوية مميزة من الاحتياجات والدوافع الإنسانية وأن كل شخص يجب أن يعتمد على إحساس شخصي بالحكمة الداخلية والشفاء، ومنها يتبع علماء النفس الذين يمارسون طريقة العلاج هذه نهجًا غير مرضي، ويستهدفون السمات والسلوكيات الإنتاجية والتكيفية والمفيدة للفرد في العلاج.


شارك المقالة: