إعداد المعارض التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


تعد المعارض أحدى الوسائل التعليمية التي تعتمد بصورة أساسية على توصيل الأفكار، في القيام بعرض المواد التعليمية المختلفة، ومثال على ذلك الأشياء والعينات وكذلك النماذج والصور، وإضافة إلى الرسومات والملصقات وداخل المعارض التعليمية، يعمل الطلاب على عرض إنتاجهم سواء قاموا بعرضه على مستوى الصف أو قاموا بعرضها على مستوى المدرسة.

إعداد المعارض التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

ويعرف مجموعة من العلماء المعرض التعليمي، بأنه عبارة عن بيئة تعليمية تتجاوز حدود الزمان، وتتعدى حدود المكان؛ والهدف منها القيام بنقل التعلم، وذلك من خلال تجميع مجموعة من المعروضات، ومن خلال تصنيفها إضافة إلى تنظيمها بصورة متكاملة باستعمال أساليب، وباستعمال طرق العرض الملائمة التي تقوم بتوضح الفكرة، والتي تقوم بنقلها للأفراد المشاهدين بناءً على  خطة محددة وخطة مدروسة، وذلك لتحقيق أهداف تعليمية معينة.

يتعامل الطلاب مع المعارض إما مشاهدين وفي تلك الحالة، يقوموا الأفراد بمشاهدة المعروض لوحدها أو يقوموا الأفراد المشاركون في إعداد وفي إنشاء المعرض، وإضافة إلى تنظيمه وتزداد وترتفع فعالية التعلم وتكسب الطلاب مهارات مختلفة ومتنوعة أثناء قيامهم بإعداد وبإنتاج المعرض.

تنقسم المعارض إلى نوعين، إما أن تكون معارض عامة مفتوحة للمشاهدين وللجماهير، مثال على ذلك معرض الكتاب، ومعرض الزهور أو معارض مدرسية يقوم بإنشائها الطلاب.

الأهمية التعليمية للمعارض لذوي الاحتياجات الخاصة

1- تقوم المعارض بتوفير ما تحتويه من أشياء، وما تحتوية من عينات ونماذج وغيرها من الطرق، ومن الوسائل خبرات حسية تجاه موضوعات تثير انتباه الطلاب حتى يقوموا بدراستها، ومثال على ذلك هناك معرض يقام يعمل على توضيح مظاهر الحياة، فيقوم بعرض نماذج للملابس ويقوم بعرض أدوات الزين المستعملة، إضافة إلى عينات من المنتجات التي تنتشر في تلك المدينة.

2- تساعد وتساهم المعارض في القيام بتوضيح الأفكار التي ترتبط بموضوع معين، من دون أن تعتمد وترتبط باللغة أو بالمشرع اللفظي، مما يجعلها ملائمة للأفراد ذوي الإعاقة السمعية والأفراد المتخلفين عقلياً.

3- تعطي المعارض فرصاً كبيرة للعمل الجماعي، مما يساهم على تطوير وعلى تنمية مهارات التواصل إضافة إلى تنمية مهارة التفاعل الاجتماعي عند الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة.

4- تعطي المعارض الفرصة للطلاب حتى يقوموا بممارسة هواياتهم، ويقوموا بممارسة ميولهم مثال على ذلك عمل معرض لمنتجاتهم الفنية أو عمل معرض لما يجمعونه من الطوابع القديمة.

5- تساعد وتساهم المعارض في توسيع خبرة لدي الطلاب التلاميذ، وبشكل خاص أثناء إشراكهم في إعداد وفي تطبيق المعارض، فيقوم الطلاب بالاطلاع ويقوموا بإعداد المعلومات اللازمة، والضرورية حتى تمثيل الموضوع الذي يرتبط فيه المعرض مما يساهم في إثراء تعلمهم، ومما يعمل على زيادة معرفتهم.

6- تساهم المعارض في إحساس الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بالثقة في ذواتهم، وفي الثقة في قدراتهم عندما يتم عرض إنتاجهم، مما يشجعهم على مواصلة الجهد، ومما يساعدهم على الزيادة من العمل والإنتاج.

7- تعمل المعارض على تشجيع الطلاب أثناء عرض إنتاجهم على تطوير وعلى تنمية مهارات الإبداع ومهارات الابتكار الفني عندهم، مثال على ذلك التلوين والرسم، إضافة إلى الأعمال الخشبية وتكوين الصلصال واستعمال الصلصال في تجسيد الأشياء الحقيقية.

قواعد عامة في إعداد المعارض التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة

1- البساطة ووضوح الفكرة التي ينقلها المعرض

تعتبر البساطة وعدم تعقيد المعروضات من خصائص المعرض الناجح البساطة، وذلك حتى يكون ملائماً مع قدرات ومع إمكانيات الأفراد المتعلمين من الأشخاص ذوي الإعاقات، فيفترض أن يقتصر المعرض على محور أساسي أو أن يحتوي على موضوع واحد؛ بهدف مساعدة الطلاب على إدراك الفكرة ويهدف أيضاً إلى مساعدتهم على معرفة الغرض منه.

2- مشاركة التلاميذ في إعداد المعرض وتنظيمه

يفترض أثناء إقامة المعارض المدرسية أن يتم إشراك الطلاب في اختيار المعروضات، وأن يتم اشاركم في إحضارها، وكذلك في إنتاج المعروضات إضافة إلى تنظيمها واستقبال الأشخاص الزائرين ومرافقتهم.

3- اختيار مكان مناسب للمعرض

يجب أن يراعي اختيار مكان ملائم ومكان مناسب للمعرض من جانب سهولة الوصول إليه، وبشكل خاص للأفراد ذوي الإعاقة البدنية للأفراد ذوي الإعاقة البصرية، ويفترض ملائمة المساحة للمعروضات، وكذلك استقبال الأفراد الزائرين، إضافة إلى ذلك يجب يراعي في المكان جودة التهوية وأن تراعى الإضاءة الجيدة.

4- المعارض وسيلة للتعلم البصري

تعتبر من خصائص المعرض الناجح أن يعبر بصرياً عن الأفكار المرغوب في نقلها للأفراد المشاهدين بصورة واضحة، وبطريقة تساعد على تسهيل فهمها وعلى تسهيل إدراكها، وهذا يحتاج ما يلي، أولاً الدقة اختيار المعروضات التي تسهم في توصيل رسالة المعرض والتي تساهم كذلك في توصيل هدفه إلى الفرد المشاهد.

ويفترض أن تتضمن المعروضات على العناصر الأساسية للأشياء، وأن تتضمن البعد عن التفصيلات التي من الممكن أن ترهق الفرد المشاهد في إدراكها أو من الممكن أن تشتت انتباهه عن الفكرة الأساسية، وثانياً يجب عدم الإفراط والإكثار في استعمال التعليقات المكتوبة، ويجب التذكر أن المعرض عبارة عن رسالة بصرية من الدرجة الأولى إلا في أضيق الحدود.

وثالثاً يجب أن تنتقي الكلمات المباشرة وأن تنتقي الكلمات الواضحة للأفراد المشاهد، ويجب أن يراعى أن تستعمل  اللغة الملائمة في المعروضات للأفراد ذوي الإعاقات وبشكل خاص المكفوفين، ورابعاً يجب أن تكتب الكلمات بصورة واضحة ويجب أن يكون حجم حروف ملائم ومناسب حتى يسهل على الشخص المشاهد قراءتها.

وتكتب الكلمات التي تصاحب المعروضات على بطاقات تحتوي على العنوان، وتحتوي على المعلومات التي تساهم في زيادة الاستيعاب، ويفترض مراعاة ترتيب المعروضات، ومراعاة تنظيمها بطريقة ملائمة، بحيث تتكامل المعروضات حتى تتمكن من تحقيق الهدف من المعرض، كما يفترض أن يراعي الترابط، فيتم جمع المعروضات التي تدور تجاه فكرة واحدة مع بعضها.

5- استخدام المؤثرات الحركية والصوتية

استعمال النماذج المتحركة، مثال على ذلك النماذج الشغالة أو عرض مجموعة من المعروضات التي تكون الحركة عبارة عن عنصراً أساسياً ومهماً في فهم وفي استيعاب رسالتها وفي إدراكها، مما يسهل على الفرد المشاهد استيعاب المنتج الذي يراه بالإضافة إلى ذلك وظيفتها في جذب اهتمام الأفراد المشاهدين.

واستعمال المؤثرات الصوتية التي تكون مصاحبة للمعروضات، مثال على ذلك الموسيقى التصويرية أو القيام  بتعليقه مسجلة لرسالة علمية، مثال على ذلك يسمح للتلميذ سماع صوت هدير أمواج البحر في حال كان المعرض مرتبط بالبيئة الساحلية، أو يسمع له بسماع أغنية من التراث الشعبي عن المحافظات في حال كانت المعروضات تبين مظاهر الحياة المدن.

6- الإنتاج الجيد للمعروضات

تعتد المعروضات الجيدة من المقومات الأساسية لنجاح المعرض، وتتضمن الدقة وصحة المعلومات التي تعبر عنها المعروضات، مثال على ذلك عند استعمال النماذج يفترض أن يراعي أن يكون سليماً من الجانب العلمي.

ويجب أن يكون الإخراج الفني الجيد مثل توظيف الألوان والخامات المتنوعة، وتواجد معايير جودة الصناعة وتوافر الإنتاج للمعروضات، فيفترض أن يتوافر فيها المتانة، وأن يتوافر فيها مقاومة التلف.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة. 3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد. 4- أمل سويدان ومنى الجزار. تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة. دار الفكر: عمان.


شارك المقالة: