احتياجات المجتمع المهنية

المجتمع جزء مكمل لعملية الاختيار المهني، والفرد المقبل على دخول مهنة معينة عليه دراسة نفسه ومهاراته، ودراسة المهنة وشروطها ودراسة المجتمع واحتياجاته؛ لتكون عملية اختياره للمهنة عملية متكاملة ومتناسقة وناجحة.

مفهوم المجتمع

المجتمع: يقصد به مجموعة من الأفراد الذين تحكمهم مجموعة من القواعد والقوانين، يلتزمون بحقوقهم وواجباتهم، وكل مجتمع يختلف عن المجتمع الآخر فالمجتمع العربي يختلف عن المجتمع الغربي، والمجتمع النسائي يختلف عن المجتمع الذكوري وهكذا.

تعريف الاحتياجات المهنية للمجتمع

الاحتياجات المهنية هي مجموعة المهارات والمعارف والخبرات التي يتطلبها سوق العمل في مجتمع معين لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. تتنوع هذه الاحتياجات بحسب الصناعات والقطاعات المختلفة، كما تتغير مع الزمن بفعل التقدم التكنولوجي والتحولات الاقتصادية.

ما هي احتياجات المجتمع المهنية

عندما يختار الفرد مهنة المستقبل، يتوجب عليه قبل ذلك البحث في المصادر الموثوقة عن المجتمع المهني وعن احتياجاته، وذلك يتلخص بما يلي:

• يبحث الفرد عن المهن والتخصصات المطلوبة.

• يبحث الفرد عن المهارات المطلوبة للقيام بالعمل بشكل أفضل.

• يبحث الفرد عن متطلبات سوق العمل.

• يبحث الفرد عن البرامج التدريبية، التي من خلالها يصل الفرد إلى المستوى المطلوب من التميز والتأهيل لدخول المهنة المناسبة.

الهدف من معرفة احتياجات المجتمع المهنية

يتعرف الفرد على متطلبات واحتياجات المجتمع وسوق العمل، وذلك يهدف إلى ما يلي:

• اختيار الفرد للوظيفة المناسبة والمطلوبة في سوق العمل وهذا يجعل الفرد ذو ثقة عالية بنفسه وبمهنته.

• دراسة احتياجات المجتمع المهنية يعني الدخول في تخصّصات جامعية ذات مستقبل مهني زاهر وغير راكد.

• ينتج عن اختيار الفرد للمهنة التي يحتاجها سوق العمل التميز والنجاح والتقدم؛ وذلك لشعور الفرد بالرضا المهني.

• التقليل من نسبة البطالة، بحيث يحصل الفرد على التخصّص المناسب للوظائف السائدة في المجتمع، ويلتحق الفرد بالأنشطة التدريبية للتوافق مع ما يتطلبه المجتمع المهني.

عوامل تحديد الاحتياجات المهنية

• التطور التكنولوجي: يؤدي التطور التكنولوجي السريع إلى ظهور مهن جديدة تتطلب مهارات متقدمة، مثل مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة. وبالمقابل، قد تختفي بعض الوظائف التقليدية التي كانت تعتمد على العمالة اليدوية.

• التحولات الاقتصادية: تؤثر التغيرات في الاقتصاد العالمي والمحلي، مثل التحول نحو الاقتصاد الرقمي أو الاقتصاد الأخضر، على احتياجات المجتمع المهنية. يتطلب ذلك توفير مهارات متخصصة في مجالات جديدة كالطاقة المتجددة والتجارة الإلكترونية.

• التغيرات الاجتماعية: تؤثر العوامل الاجتماعية مثل النمو السكاني والتغيرات الديموغرافية على الاحتياجات المهنية. على سبيل المثال، يتطلب شيخوخة السكان المزيد من المتخصصين في الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية.

• السياسات الحكومية: تلعب السياسات الحكومية دورًا مهمًا في توجيه الاحتياجات المهنية من خلال دعم قطاعات معينة أو الترويج لمشروعات قومية كبرى تحتاج إلى مهارات محددة.

أهمية تلبية الاحتياجات المهنية للمجتمع

• تحقيق التنمية الاقتصادية: يعتبر توافق المهارات مع احتياجات سوق العمل عاملًا حاسمًا في زيادة الإنتاجية وتحقيق النمو الاقتصادي. يؤدي ذلك إلى توفير فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة.

• تقليل البطالة: من خلال تلبية الاحتياجات المهنية الفعلية، يمكن تقليل الفجوة بين العرض والطلب على المهارات، مما يسهم في خفض معدلات البطالة.

• تعزيز التنافسية: يساعد تزويد القوى العاملة بالمهارات المطلوبة في تحسين قدرة الشركات على المنافسة في الأسواق العالمية، مما يعزز مكانة الاقتصاد الوطني على الصعيد الدولي.

• تحقيق الاستقرار الاجتماعي: يساهم توفير فرص عمل ملائمة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي من خلال تقليل التوترات الاجتماعية الناتجة عن البطالة أو تدني مستوى الدخل.

استراتيجيات تلبية الاحتياجات المهنية

• تحديث المناهج التعليمية: يجب تطوير المناهج التعليمية والتدريبية لتتماشى مع المتغيرات في سوق العمل، مما يضمن تزويد المتعلمين بالمهارات الحديثة المطلوبة.

• تعزيز التدريب المهني: يمكن تلبية الاحتياجات المهنية من خلال برامج التدريب المهني المستمر التي تركز على المهارات العملية والتطبيقية.

• التعاون بين القطاعين العام والخاص: يعتبر التعاون بين الحكومة والشركات الخاصة أمرًا ضروريًا لتحديد الاحتياجات المهنية بدقة وتطوير برامج تدريبية مناسبة.

• تشجيع الابتكار: دعم الابتكار في مجال التعليم والتدريب يمكن أن يسهم في إيجاد حلول مبتكرة لتلبية الاحتياجات المهنية المتغيرة.

تعد الاحتياجات المهنية للمجتمع عاملًا حاسمًا في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي. من خلال تحليل هذه الاحتياجات وتطوير استراتيجيات فعالة لتلبيتها، يمكن للمجتمع أن يضمن توافق مهارات الأفراد مع متطلبات سوق العمل المتغيرة، مما يعزز من قدرة الاقتصاد على النمو والتطور بشكل مستدام.