اختبارات الميول المهنية

يميل الشخص لأشياء معينة ويبتعد عن أشياء أخرى، بحيث يميل الفرد إلى الأشياء والمواقف السهلة والتي لا تحتاج جهد، وفي المجال المهني يميل الفرد لبعض المهن والوظائف دون غيرها؛ لاعتقاده أنَّه قادر على القيام بها بشكل مميز، فالفرد يبحث دائماً عن الأعمال السهلة والتي تكون لها مكانة في المجتمع ويفضل التي تُحقق له النجاح والتَّفوق.

مفهوم الميول المهنية

الميول المهني: يقصد بها مشاعر الفرد الإيجابية نحو مهنة معينة، بحيث تكون هذه المهنة تناسبه وتناسب أهدافه وطموحاته في الحياة، وبعض المهن تتسم بالسهولة بالنسبة للفرد؛ وذلك يعود إلى أنَّ الفرد يتحلى بالمهارات والقدرات اللازمة لهذه المهنة، والميول المهنية ناتجة عن اختلاط عوامل وراثية وعوامل بيئية.

دليل لاختيار المسار الوظيفي المناسب

تعد اختبارات الميول المهنية من الأدوات المهمة التي تساعد الأفراد في تحديد المسار الوظيفي المناسب لهم. فهي توفر فهماً أعمق للقدرات والاهتمامات الشخصية، مما يساعد في اتخاذ قرارات مهنية مستنيرة. فيما يلي سنتناول أهمية اختبارات الميول المهنية، أنواعها، وكيفية استخدامها بشكل فعال لاختيار المهنة التي تتناسب مع مهارات الفرد وشخصيته.

أهمية اختبارات الميول المهنية

تساعد اختبارات الميول المهنية الأفراد على تحديد ما يلي:

• الاهتمامات الشخصية: تساعد الاختبارات في تحديد المجالات التي يشعر الفرد بالشغف تجاهها، سواء كانت فنية، علمية، تقنية، أو اجتماعية.

• المهارات والقدرات: تساعد هذه الاختبارات في تقييم المهارات والقدرات الطبيعية للفرد، مثل التفكير النقدي، المهارات اليدوية، أو القدرة على العمل ضمن فريق.

• القيم المهنية: تلعب القيم الشخصية دوراً كبيراً في تحديد الرضا الوظيفي. تساعد اختبارات الميول في تحديد القيم المهمة للفرد، مثل الاستقلالية، الأمان الوظيفي، أو فرصة النمو والتطوير.

• التوجهات الشخصية: تساعد الاختبارات في فهم السمات الشخصية التي قد تؤثر على اختيار المهنة، مثل الانطوائية أو الانفتاحية، وحب العمل الجماعي أو العمل بشكل مستقل.

أنواع اختبارات الميول المهنية

هناك العديد من اختبارات الميول المهنية التي تستخدم حول العالم. ومن بين أشهر هذه الاختبارات:

• اختبار هولاند لأنواع الشخصية المهنية (RIASEC): يقسم هذا الاختبار الأشخاص إلى ست فئات رئيسية: الواقعية، الاستقصائية، الفنية، الاجتماعية، المبادرة، والتقليدية. يساعد الاختبار الأفراد على معرفة أي من هذه الفئات تتوافق مع اهتماماتهم ومهاراتهم.

• اختبار مايرز بريجز للشخصية (MBTI): يعتمد هذا الاختبار على نظرية الأنماط النفسية لكارل يونغ، ويقسم الشخصيات إلى 16 نمطًا مختلفًا. يقدم MBTI رؤى حول كيفية تفاعل الأشخاص مع العالم الخارجي، وكيفية اتخاذ القرارات، مما يساعدهم في تحديد المهن المناسبة لأنماط شخصيتهم.

• اختبار كيرسي للطباع (Keirsey Temperament Sorter): هو اختبار آخر يعتمد على MBTI ولكنه يركز على تقسيم الشخصيات إلى أربعة أنواع رئيسية: الحرفيين، الأوصياء، المثاليين، والعقلانيين. يساعد هذا الاختبار في تحديد المسارات المهنية التي تتناسب مع كل نوع من هذه الأنماط.

• اختبارات الذكاءات المتعددة لهوارد غاردنر: بناءً على نظرية الذكاءات المتعددة، تساعد هذه الاختبارات في تحديد نوع الذكاء الذي يبرع فيه الفرد، مثل الذكاء اللغوي، الرياضي، المكاني، الموسيقي، أو الذاتي. يمكن أن توجه هذه الاختبارات الأفراد نحو المهن التي تستفيد من نوع الذكاء الأكثر تطورًا لديهم.

كيفية استخدام اختبارات الميول المهنية بشكل فعال

للحصول على أقصى استفادة من اختبارات الميول المهنية، يمكن اتباع الخطوات التالية:

• اختيار الاختبار المناسب: من المهم اختيار الاختبار الذي يتناسب مع احتياجاتك وأهدافك. قد يكون من المفيد استشارة مستشار مهني لمساعدتك في اختيار الاختبار الأنسب.

• الإجابة بصدق: لكي تكون نتائج الاختبار دقيقة ومفيدة، من الضروري الإجابة بصدق وموضوعية على جميع الأسئلة. تجنب التفكير فيما “يجب” أن تكون عليه الإجابة، وركز على ما تعتقده حقًا.

• تحليل النتائج بعمق: بمجرد الحصول على النتائج، يجب أن تخصص وقتًا كافيًا لتحليلها وفهم ما تعنيه. لا تتردد في مناقشة النتائج مع مستشار مهني أو معلم للحصول على رؤى إضافية.

• ربط النتائج بالواقع المهني: استخدام النتائج لتوجيه بحثك عن المهن المحتملة. قم ببحث عن الصناعات والمهن التي تتوافق مع ميولك ومهاراتك، وفكر في كيفية تطبيق هذه النتائج في سياق حياتك المهنية الفعلية.

• تجربة المجالات المختلفة: تذكر أن الاختبارات ليست سوى أدوات إرشادية. قد يكون من المفيد تجربة العمل في مجالات مختلفة، من خلال التدريب، أو العمل التطوعي، أو حتى الوظائف المؤقتة، لاكتساب فهم أعمق للميول المهنية.

فوائد اختبارات الميول المهنية

• توفير الوقت والجهد: تساعد الاختبارات في تحديد الاتجاه المهني المناسب من البداية، مما يوفر الوقت والجهد الذي قد يُنفق في استكشاف مسارات مهنية غير مناسبة.

• تعزيز الثقة بالنفس: تمنح النتائج الأفراد الثقة في اختياراتهم المهنية لأنها تستند إلى تحليل علمي لشخصياتهم واهتماماتهم.

• تحقيق الرضا الوظيفي: من خلال اختيار المهنة التي تتوافق مع الميول والمهارات، يمكن للأفراد تحقيق مستوى أعلى من الرضا الوظيفي والشعور بالسعادة في العمل.

تعد اختبارات الميول المهنية أدوات قيمة تساعد الأفراد في اتخاذ قرارات مستنيرة حول مساراتهم المهنية. من خلال فهم اهتماماتهم ومهاراتهم وقيمهم، يمكن للأفراد العثور على مهن تناسب شخصياتهم وتلبي تطلعاتهم. تذكر أن هذه الاختبارات هي نقطة انطلاق، وأن النجاح المهني يتطلب الاستمرار في التعلم والتكيف مع التغيرات المهنية على مر الزمن.