استجابات الحفظ في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تشير استجابات الحفظ في علم النفس إلى معرفة أن الخصائص الكمية للأشياء لا تتغير بمجرد تغيير المظهر الإدراكي، كبالغين نحن نأخذ هذه المعرفة كأمر مسلم به، حيث أننا لا نعتقد أن كمية العصير تتغير إذا تم سكبه في وعاء مختلف الشكل، ولا نشعر بالقلق من أن يكون لدينا كمية أقل من الطعام إذا وصل ملف تعريف الارتباط إلى ثلاث قطع صغيرة بدلاً من واحدة كبيرة.

استجابات الحفظ في علم النفس

اتضح أن الأطفال يفكرون بشكل مختلف، حيث كان أحد أكثر الاكتشافات تأثيرًا في تاريخ علم نفس الطفل هو إثبات عالم النفس السويسري جان بياجيه أن الأطفال الصغار لا يفهمون في البداية مبادئ الحفظ من خلال استجابات الحفظ في علم النفس، وعبر عشرات الكتب وعشرات التجارب استكشف بياجيه وزملاؤه كل أشكال استجابات الحفظ التي يمكن تخيلها في الحفاظ على العدد والكتلة والكمية، والطول والوزن والمساحة، من الوقت والسرعة والحركة.

كان النهج العام متشابهًا عبر المهام في استجابات الحفظ في علم النفس من خلال تقديم محفزين متساويين في بعض الأبعاد الكمية، متبوعًا بالتحول بحيث لا تبدو المحفزات متساوية، فمهما كانت منطقة المحتوى فإن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 أو 6 سنوات يرون باستمرار أن الكمية قد تغيرت عندما تغير المظهر.

في نظرية بياجيه تعتبر استجابات الحفظ هذه سمة من سمات فترة ما قبل الجراحة للتطور، وهي الفترة بين 2 و 6 تقريبًا عندما لم يطور الأطفال بعد العمليات المنطقية، وبالتالي يسهل خدعهم بالمظاهر المضللة، وعلى العكس من ذلك فإن التمكن التدريجي للحفظ وبعض الأشكال كما أظهر بياجيه أبطأ في التطور من غيرها، هو سمة مميزة لفترة التشغيل الملموسة وهي فترة الطفولة المتوسطة التي تتطور خلالها مجموعة من العمليات المعرفية العقلية التي تسمح للأطفال بحل مجموعة واسعة من المشاكل المنطقية والفيزيائية بما في ذلك مهام الحفظ المختلفة.

خلفية استجابات الحفظ في علم النفس

كانت ظاهرة استجابات الحفظ في علم النفس موضوع مئات الدراسات في عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، حيث أنه بشكل عام أكدت هذه الدراسات ادعاءات بياجيه أن الأطفال الصغار يفشلون في مهام الحفظ، والنجاح لا يظهر إلا بشكل تدريجي عبر سنوات الطفولة، وبعض أشكال الحفظ أكثر صعوبة من غيرها، على مستوى أكثر تحديدًا كشف العمل الأخير عن عدد من التناقضات من حساب بياجيه الأصلي.

غالبًا ما كانت إجراءات تقييم بياجيه معقدة بشكل لا داعي له في استجابات الحفظ في علم النفس، حيث أنه عندما تم تبسيط الإجراءات بطرق مختلفة، كان النجاح في كثير من الأحيان واضحًا في الأعمار الأصغر، علاوة على ذلك ثبت أن التباين في الاستجابة عبر أشكال مختلفة من الحفظ أكبر من ذلك الذي أبلغت عنه بياجيه، فقد ينجح الأطفال في بعض مهام الحفظ في سن الرابعة، في حين أن المهام الأخرى ستستمر في إرباكهم جيدًا في مرحلة المراهقة، وكانت مثل هذه النتائج مساهماً رئيسياً في انخفاض شعبية نظريات التطور في المرحلة العامة، وأبرزها نظرية بياجيه للعمليات الملموسة.

لم يعد استجابات الحفظ في علم النفس موضوعًا للجهود البحثية المركزة، وهو المصير الذي حل بالعديد من الموضوعات الشائعة في تاريخ علم النفس، ومع ذلك فإن الانخفاض في الاهتمام يعكس إلى حد كبير نجاح الموجة السابقة من الدراسات، على الرغم من بعض الاختلافات في التفاصيل وبعض الأسئلة التي لم يتم حلها، فإن استنتاجات بياجيه العامة فيما يتعلق بالحفظ بما في ذلك وجود مرحلة أولية عالمية على ما يبدو من عدم الحفظ، تعتبر من بين النتائج الأكثر رسوخًا والأكثر أهمية في علم نفس الطفل.

بالإضافة إلى ذلك يؤكد بياجيه العام الذي يتضح في دراسة استجابات الحفظ في علم النفس التركيز على الأشكال الأساسية للمعرفة، والاهتمام بالتغييرات النوعية وليس مجرد التغييرات الكمية مع التنمية.

الإبداع في استجابات الحفظ في علم النفس

يمكن وصف العديد من الأعمال التي تبدو متباينة بأنها إبداعية في استجابات الحفظ في علم النفس، في حين تم تقدير الإبداع على نطاق واسع لدى كل من الأطفال والبالغين، فقد اختلف مفهوم الإبداع بشكل كبير في تعريفه، يصور البعض الإبداع على أنه سمة مرغوبة يكون الشخص موهوبًا بها أو يفتقر إليها، بينما يعتقد البعض الآخر أن إبداع الشخص مثل العديد من السلوكيات المعقدة الأخرى يمكن تعزيزه في ظل البيئة المناسبة.

فما هو الإبداع في استجابات الحفظ في علم النفس وأين يمكن العثور عليه؟ حيث يعتقد بعض علماء النفس أن الإبداع عملية داخلية غامضة لا يمكن اختبارها أو تعليمها، ويعتبر البعض أن الإبداع جزء من الشخص، ولا يزال آخرين يجدون أن الإبداع يمكن أن ينسب إلى المنتج نفسه ويصفون الأفكار والرسم والأغاني على أنها إبداعية، فالإبداع في أبسط صوره هو سلوك إنتاج شيء جديد سواء كان فكرة أو منتجًا.

في عام 1959 استكشف جوي بول جيلفورد العلاقة بين الذكاء والإبداع في استجابات الحفظ في علم النفس، لقد افترض أن الرابط كان حل مشكلة وقام جيلفورد بتفصيل نوعين من حل المشكلات في التفكير المتقارب والتفكير المتشعب، حيث أن التفكير المتقارب يعبر عن النوع الذي يتم تعزيزه غالبًا في الأوساط الأكاديمية، وهو طريقة لحل المشكلات حيث يقوم حلال المشكلات بتضييق جميع الإجابات الممكنة وصولاً إلى حل واحد.

التفكير المتشعب هو طريقة لحل المشكلات حيث يقوم الشخص الذي يقوم بحل المشكلات بإنشاء عدد من الحلول لمشكلة واحدة، ويعتقد جيلفورد أن التفكير المتباين كان في صميم الإبداع في استجابات الحفظ في علم النفس، وقد وجد مثل كثيرين غيره النظام التعليمي لتعزيز التفكير المتقارب بشكل حصري تقريبًا، ومن المعترف به الآن على نطاق واسع أن التفكير المتقارب والمتباين يلعبان دورهما الخاص في الإبداع؛ لأن التفكير التباعدي يمكّن الشخص الذي يحل المشكلة من التوصل إلى عدد من الحلول الممكنة بينما يؤدي التفكير المتقارب إلى مسار عمل يتم اختياره من تلك الأفكار العديدة والمتنوعة.

يقال إن الناس يتصرفون بشكل إبداعي عندما ينتجون منتجًا أو فكرة أصلية أو مختلفة، فقد يكون المنتج أو الفكرة مختلفة فيما يتعلق بالآخرين التي ينتجها الفرد، أو من قبل الآخرين في مجموعة أقرانهم، أو فيما يتعلق بالمجتمع الذي يعيشون فيه، حيث يُعتقد عمومًا أنه لكي تكون فكرة أو منتجًا مبدعًا، يجب ألا يكون جديدًا فحسب بل يجب أن يكون مفيدًا أو مناسبًا أيضًا، قد يُقال إن الطالب الذي يرمي كتلًا على معلمه بدلاً من البناء بها ينخرط في سلوك جديد أو مختلف، ولكن من غير المرجح أن يتم الحكم عليه على أنه إبداعي.


شارك المقالة: