اقرأ في هذا المقال
استجابات المعلم لتنمية الموهبة والإبداع:
ريما كان من أصعب المشكلات التي تترتب على تحويل التركيز في الصف من المعلم إلى الطالب مشكلة إقناع الطلبة، بأن المعلم ليس بالضرورة هو المرجع الأخير فيما يتعلق بالإجابة عن كل سؤال أو اتخاذ كل قرار، وفي أغلب الأحيان يصاب الطلبة موهوبون والعاديون بالإحباط عندما يرفض المعلم التعليق على إجاباتهم أو فرضياتهم بصح أو خطأ؛ لأن الطلبة اعتادوا على ملاحقة المعلم لتأكيد صحة أو خطأ إجاباتهم حتى ولو كانت مثبتة في كتبهم المدرسية.
وإذا كانت التنشئة الأسرية والاجتماعية قد علمت أطفالنا أنه لا يجوز التشكيك في كلام من هم أكبر سناً فإن مدارسناً ونظمناً التربوية قد عملت ولا تزال على ترسيخ هذه القيمة السلبية من خلال الممارسات الصفية التي تترجم حرص المعلم على أن يكون في مركز الفعل وصاحب الكلمة الأخيرة، وإليه يجب أن تتجه الأنظار لمعرفة القول الفصل.
ليس من شك في أن المعلم والكتاب المدرسي مصدران مهمان للمعرفة، ولكنهما ليسا الوحيدين، كما أنهما ليسا أهم وأوثق المصادر ولا سيما إذا لم يكن المعلم متابعاً لأحدث ما يستجد في مجال تخصصه، أو أن الكتاب المدرسي قديم قد عفا عليه الزمن، ومع ذلك فإن تغيير جوهره واستبعاد فكرة أن المعلم هو المرجع الأول والأخير ليس بالأمر السهل، وقد يواجه مقاومة ليس من جانب الطلبة والمعلمين فقط، ولكن من جانب المديرين والمشرفين التربويين وأولياء الأمور الذين يمارسون على الأغلب أدواراً سلطوية.
قد تكون مطلقة في التعامل مع المعلمين والأبناء، ومهما تكن مقاومة الطلبة وغيرهم، فإن المعلم إذا كان مقتنعة بأهمية التغيير وضرورته قادر على نقل الطلبة من حالة الخمول والسلبية والاعتمادية إلى حالة الفعل الإيجابي والاستقلالية من خلال حضوره البناء في كل موقف تعليمي.
التفاعل الصفي المركب لتنمية الموهبة والإبداع:
بتفاعل المعلم مع طلبته عشرات المرات في اليوم الواحد، وياخذ هذا التفاعل أشكالاً متنوعة من بينها عطاء معلومات في هذا النمط من التفاعل الصفي، قد يتم تبادل المعلومات من خلال الحوار بين المعلم والطلبة إعطاء توجيهات وإرشادات في هذا النمط من التفاعل الصفي يعطي المعلم توجيهات وإرشادات.
وأيضاً من أنواع التفاعل الصفي توجيه أسئلة قد يكون التفاعل الصفي في صورة أسئلة يطرحها المعلم، مثل من الذي فتح القسطنطينية؟ ومتى كان ذلك؟ وما سبب التلوث؟
وأيضاً من أنواع التفاعل الصفي إصدار أحكام، تعد عملية إصدار الأحكام جزءاً لا يتجزأ من التفاعل الصفي المركب، وهو يأخذ أشكالاً عديدة ومن الأمثلة على ذلك قول المعلم هذه الإجابة خطأ، هل من أحد يعرف الإجابة الصحيحة؟ وأعلى علامة في الامتحان حصل عليها الطالب كذا، وأحسن موضوع إنشاء هو موضوع الطالب كذا.
وأيضاً من أنواع التفاعل الصفي تقويم سلوكات الطلبة وإدارة الصف، وهناك مجموعة من الأفعال يقوم بها المعلم وتدخل في إطار التفاعل الصفي الأحادي، وتهدف إلى تقويم سلوكات الطلبة، وإدارة الصف بالكيفية التي يعتمد المعلم أنها مناسبة، ومن الأمثلة على ذلك سوف أرسلك للإدارة إذا قمت بهذه الحركة مرة ثانية.
وأيضاً من أنواع التفاعل الصفي حث الطلبة على التفكير المعمق وكيف تفسر ذلك؟ وهل هناك طريقة أخرى لحل هذه المسألة؟ إذا قمنا بتحليل سريع لنماذج التفاعل الصفي بين المعلم وطلبته.
وفي ضوء مراجعة الدراسات التي تركزت على تحليل التفاعل الصفي ولا سيما أثناء النقاش، وجد أن هناك نمطين مختلفين للتفاعل الصفي ما النمط السائد فيقوم على قاعدة المعلم يعطي والطالب يأخذ، وأما النمط الثاني يقوم على قاعدة أن كلاً من المعلم والطالب يعطي ويأخذ.
في النمط الأول يقوم المعلم بشرح لموضوع ثم يطرح سؤالاً ما، يجيب عليه أحد طلبة الصف، ويقوم المعلم بالتعليق على هذا الجواب، ثم يقوم بطرح سؤال آخر، فيقوم طالب آخر بالجواب وهكذا وفي النمط الثاني يقوم المعلم أو أحد الطلبة بشرح الموضوع، ثم يفتتح المعلم النقاش بطرحه لسؤال مفتوح من النوع الذي يحتمل أكثر من إجابة أو ليس له إجابة محددة، ويترك مجالاً للطلبة كي يستجيبوا للسؤال ويناقشوه ويعلقوا عليه.
وقد يلجأ أحياناً إلى توجيه أسئلة تجبر الطلبة على إبداء آرائهم تجاه مساهمات زملائهم أو إجاباتهم، لقد وصف (جون ديوي) النمط الأول (التربية التقليدية) ووصفه الباحث (فريري التربية البنكية).
