استجابات محفزة للتفكير لتنمية الموهبة والإبداع

اقرأ في هذا المقال


استجابات محفزة للتفكير لتنمية الموهبة والإبداع:

1- الصمت أو الانتظار:

هذا السلوك يقصد به أن ينتظر المعلم أو يأخذ بعض الوقت بعد أن يطرح سؤاله، وبعد أن يجيب أحد وقبل أن يقدم هو الإجابة على أي سؤال يوجه إليه من قبل الطلبة، وترجع أهمية هذا السلوك لما يحمله من معاني، وما يترتب عليه من نتائج تسهم في خلق مناخ صفي ملائم يؤدي إلى زيادة مشاركة الطلبة، ولا سيما الذين لديهم تردد في الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها المعلم، و تثبيت أو تطوير عادة التفكير وعدم التسرع في حل المشكلة.

وأيضاً توجيه الطالب وتحفيزه على التفكير المستمر في السؤال المطروح و وتعزيز شعور الطالب بأن المعلم يثق في قدراته على الإجابة أو حل المشكلة، ورفع مستوى كفاية الطالب ودقة إجاباته، وعلى الرغم من أهمية سلوك الصمت أو الانتظار في المواقف التعليمية المذكورة أعلاه، إلا ان الملاحظ لما يدور في مدارسنا يجد أن المعلمين في معظم الأحيان لا يعطون وقتاً كافياً للطلبة کې يفكروا قبل الإجابة عن أسئلتهم.

وأيضاً لا يقدمون للطلبة نموذج يبرز قيمة التفكر عندما يسارعون في الإجابة عن أسئلة الطلبة، وقد اعتاد معظم المعلمين على طرح السؤال تسمية أحد لطلبة ممن يرفعون أيديهم للإجابة، فإذا عجز عن إعطاء إجابة صحيحة تتوافق مع ما يريده المعلم يتم الانتقال إلى طالب ثاني وثالث، وحتى إذا لم يوفق أي منهم في الإجابة يتطوع المعلم بالإجابة عن السؤال، أو يطرح سؤالاً توضيحياً آخر.

وفي دراسة لهذه الظاهرة تبين أن معدل فترة انتظار المعلمين بعد طرح السؤال لا تزيد عن ثانية واحدة فقط، في حين يرى بعض العلماء أن المدة الزمنية التي يجب أن تعطى للطالب لا تقل عن خمس ثوان، ويفضلون أن تكون عشر ثوان.

2- التقبل:

التقبل من الشروط الضرورية لتوفير مناخ فصول مدرسية آمنة للطالب، وهو عكس السلوك الناقد وبالإضافة إلى إصدار الأحكام أو التعليقات على إجابات الطلبة من قبل المعلم، والتقبل لا يقصد إلغاء التشجيع أو عدم وجود حدود لعمليات التفكير المتشعب في الصف لدى الطلبة، وهناك علاقة قوية بين التقيل والسلوك التقويمي البناء الذي يأخذ بعين الاعتبار الجوانب الإيجابية والسلبية أو الصحيحة وغير الصحيحة فيما يعرضها طالب داخل الغرفة الصفية.

أما العلاقة بين التقبل والانفتاح فهي علاقة الجزء الكل، لأن المناخ الصفي المنفتح يتضمن أن تكون استجابات المعلم لأقوال طلبته وأفعالهم مبنية على التقبل والاحترام والتفهم، ويعد التقبل عامل حاسم في نجاح برامج تعليم  الطلبة الموهوبين والمتفوقين التي تؤكد على تطوير عمليات التفكير العليا وعمليات الاكتشاف وحل المشكلات.

وبالإضافة إلى العمليات الإبداعية كالطلاقة والمرونة؛ لأنه دون إشاعة جو يسوده الشعور بالأمن وعدم التهديد لا يمكن للطلبة الموهوبين والمتفوقي أن يشاركوا بفاعلية في مهمات تنطوي على تحد لقدراتهم، وربما يرتكبون أخطاء قد تضعهم في موقف حرج أمام زملائهم.

يبقى أن نشير إلى أن التقبل لا يعني الموافقة أو عدم الموافقة على إجابة الطالب، ولكنه يعني ببساطة أن المعلم قد حاول مخلصاً فهم ما قاله الطالب، وأن المعلم يهتم بمشاعر الطالب وقيمه والآراء التي يتحدث بها الطالب، ويعمل على تجهيز وترتيب الفرص المناسبة لتعميقها وتوضيحها.

وللتقبل أشكال ومستويات تتوقف على شكل أو مبدى أو تعبير عن استجابة الطالب في حديثه دقته وكفايته، وقد أورد الباحثان (كوستا ولوري) (1989 ,Costa & Lowery) أربعة مستويات للتقبل، وهي التقبل السلبي و التقبل النشط والتقبل التقويمي والتقبل التعاطفي.

3- الاستيضاح:

الاستيضاح يشبة التقبل من ناحية الدلالات على مدى اهتمام المعلم بما يقال من قبل الطالب، ويكون وجه الاختلاف بين الاستيضاح والتقبل في أن المعلم لم يفهم تماماً سؤال الطالب أو إجابته ويحتاج إلى توضيحها من قبل الطالب، وقد تأخذ الاستجابة الاستيضاحية أشكالاً مثل “هل يمكن أن توضح ما تعني بقولك؟ أعد السطر الثاني من بيت الشعر لست متيقن من فهمي لما قلت؟ هل يمكن أن تعطي إيضاحات أكثر”.

4- الإرشاد إلى مصدر المعلومات أو إعطاءها مباشرة:

في كثير من الحالات تكون استجابة المعلم على شكل إعطاء معلومات للطالب أو إرشاده إلى مصدرها، وذلك عندما يشعر المعلم بحاجة الطالب إليها لإنجاز مهمة كلف بها أو عندما يطلبها بنفسه، وحتى يتم تعليم الطلبة وتدريبهم على كيفية الحصول على المعلومة والرجوع إلى المصادر التي تتوافر فيها المعلومات المطلوبة.

ينبغي على المعلم أن يقوم بإرشادهم إلى مکان وجود هذه المصادر كي يمارسوا بأنفسهم عملية البحث عنها والتحقق من صحتها ومن أمثلة ذلك أن يحضر المعلم طالباً يسأل عن معنى كلمة معينة أو تهجئتها حيث يقول المعلم ذاك هو القاموس تأكد من معناها أو تهجئتها بنفسك.

مستويات التقبل للطلبة الموهوبين والمتفوقين:

1- التقبل التقويمي:

يقصد بالتقبل التقويمي لإجابة الطالب قيام المعلم بالاستماع لما يقول الطالب حتى النهاية، ومن ثم الاستجابة البناءة بإظهار جوانب القوة في الصحة وجوانب الضعف أو الخطأ في الإجابة مع التركيز على كيفية تحسين الإجابة أو تصويبها.

وهناك فرق کبير بین أن يكون الهدف إظهار سبب ضعف الإجابة أو خطأها وبين أن يكون الهدف إصدار حكم عليها؛ لأن المعلم يقدم وهو يمارس التقيل التقويمي أو النقد البناء نموذجاً لطلبته يتقدمون به في استجاباتهم لأفكار زملائهم.

وكمثال على التقبل التقويمي لإجابة عن سؤال إعراب جملة ما أن يقول المعلم للطالب إعرابك للجملة صحيح، ولكنه يكون أكثر دقة لو أضفت أن جملة أخرى كالتالي، وهكذا يجب أن تكون استجابه المعلم بوضع اقتراح أو إعطاء طرائق لتحسن إجابة الطلبة من دون أن يتجنب أو عدم الانتباه إلى العناصر الإيجابية في إيجابة الطالب أو الاكتفاء بإبرازها.

2- التقبل التعاطفي:

هذا النوع من التقبل يعني أن المعلم يتفهم أفكار الطالب ويدرك مشاعره من دون أن يفهم بالضرورة موافقته عليها، ويوجد حالات كثيرة تتطلب من المعلم أن يظهر تعاطف يعمل على أن يريح الطالب مما يزعجه، من ذلك مثلاً أن يلاحظ المعلم شيئاً غير عادي على الطالب، فيخبره المعلم هل هناك شيئاً ما يضايقك؟ هل واجهت صعوبة في حل الواجب؟ لم تأخذ اليوم دورك في الحديث وسوف أعطيك فرصة في الحصة المقبلة للحديث.


شارك المقالة: