ترتكز عملية التعليم والتعلم على مجموعة متعددة ومتنوعة من الاستراتيجيات المعاصرة التي لها دور كبير وفعال في العملية التعليمية، خلال البيئة التعليمية والتي تقدم العون والمساعدة للمعلم من أجل القيام بالمهمة الموكلة إليه خلال العملية التعليمية، والتي تتمثل في إيصال المعلومات والمعارف والأفكار الجديدة للشخص المتعلم.
وتعرف ستراتيجية التدريس: على أنها عبارة عن الطريقة التي يعتمدها المعلم أثناء عملية التدريس وتختلف من معلم إلى آخر باختلاف شخصيته.
ما هي استراتيجيات التعليم التفاعلي في التدريس التربوي؟
هناك مجموعة متعددة ومتنوعة من الاستراتيجيات في التدريس التربوي والتي تكون محط أنظار القائمين على عملية التدريس، واللجوء إلى استخدامها خلال العملية التعليمية في البيئة التعليمية وتتمثل هذه الاستراتيجيات من خلال ما يلي:
1- استراتيجية التعليم التفاعلي:
ترتكز هذه الاستراتيجية من التعليم التفاعلي على استخدام أسلوب التشارك بين الشخص المتعلم والمعلم وبين المادة التعليمية المقررة، ويتم تطبيق وتنفيذ هذه الاستراتيجية من التعليم التفاعلي في التدريس التربوي في البيئة التعليمية من خلال مجموعة متعددة ومتنوعة من الوسائل والأساليب منها: أسلوب التعليم التعاوني وأسلوب التعليم الإلكتروني وأسلوب العصف الذهني.
أ- التعليم التعاوني: من خلال هذا الأسلوب من التعليم التفاعلي في التدريس التربوي يعمل فيها الشخص المتعلم في البيئة التعليمية عن طريق مجموعات صغيرة العدد من حيث الأشخاص المتعلمين فيها في صورة تفاعل وتشارك سليم وفعال، ويقوم الأشخاص المتعلمين من خلالها على تبادل المعلومات والمعارف والمهارات الجيدة، يشعر من خلالها الشخص المتعلم بأنه مسؤول عن تعلمه وتعلم غيره من الأشخاص المتعلمين داخل مجموعة التعلم التعاوني من أجل تحقيق الأهداف المشتركة والمطلوبة من المادة التعليمية.
ويتميز اسلوب التعلم التعاوني من التعليم التفاعلي في التدريس التربوي بمجموعة متعددة ومتنوعة من المميزات التي جعلتها محط انظار واهتمام القائمين على عملية التدريس التربوي في البيئة التعليمية واللجوء إلى استخدامه في العملية التعليمية التربوية وتتمثل هذه المميزات من خلال ما يلي:
- يعمل أسلوب أو طريقة التعامل التعاوني في التعليم التفاعلي للتدريس التربوي على زيادة ورفع مستوى التحصيل للشخص المتعلم وتعمل على نمو وتحسين قدرات ومهارات التفكير لدى الشخص المتعلم.
- يعمل أسلوب أو طريقة التعامل التعاوني في التعليم التفاعلي للتدريس التربوي على نمو روابط وعلاقات سليمة بين الأشخاص المتعلمين، مما يؤدي إلى تحسين رؤية واتجاه الشخص المتعلم نحو العملية التعليمية.
- يعمل أسلوب أو طريقة التعامل التعاوني في التعليم التفاعلي للتدريس التربوي على رفع ثقة الشخص المتعلم بنفسه.
- يعمل أسلوب أو طريقة التعامل التعاوني في التعليم التفاعلي للتدريس التربوي على التقدم وتنمي أهمية التعاون والعمل الجماعي بين الأشخاص المتعلمين.
ب- التعليم الإلكتروني: إن استراتيجية التعليم الإلكتروني تُعدّ من استراتيجيات التعليم التفاعلي في التدريس التربوي والمطبقة في البيئة التعليمية، وهي عبارة عن أداة ووسيلة تعمل على دعم العملية التعليمية وتعمل على نقلها من مرحلة التلقين إلى مرحلة الإبداع والابتكار وتهدف إلى توفير بيئة تعليمية تفاعلية مليئة بالتطبيقات وتحتوي على جميع الأشكال والأساليب الإلكترونية للتعلم والتعليم.
ويعتمد هذا الأسلوب على تطبيقات الحاسبات الإلكترونية وتعتمد على شبكة الاتصال والوسائط المتعددة والمتنوعة، التي تعمل على نقل المعلومات والمهارات، وتحتوي على تطبيقات عبر شبكة الاتصال والبيئة الافتراضية لعملية التعليم حيث تقوم على عرض وتقديم مضمون الدروس في المادة الدراسية من خلال الشبكة العنكبوتية، ومن خلال أقراص سمعية ومقاطع مسجلة، وتتيح للشخص المتعلم الوصول إلى المعلومة والمعرفة في أي وقت وأي مكان.
ت- العصف الذهني: يعتبر اسلوب العصف الذهني من أساليب التعليم التفاعلي في التدريس التربوي خلال البيئة التعليمية وهي عبارة عن طريقة حديثة من أجل العمل على تحسين وتطوير الحصة الدراسية التقليدية، وإن أسلوب العصف الذهني يعمل على تشجيع وتعزيز التفكير المبدع والمبتكر، وتعمل على إطلاق القدرات الموجودة عند الشخص المتعلم، في مناخ من الحرية والاطمئنان.
وتتيح المجال من أجل إظهار جميع الآراء والأفكار حيث يكون الشخص المتعلم في أعلى درجات التفاعل أثناء الموقف التعليمي في البيئة التعليمية، فيقوم المعلم تقديم المشكلة ويعمل الشخص المتعلم على عرض وتقديم أفكاره التي تتعلق بحل المشكلة.
ومن ثم يقوم المعلم على جمع الأفكار والآراء في الموقف التعليمي من أجل مناقشتها مع الشخص المتعلم، ثم يقوم على تحديد الأفكار والآراء المناسبة منها، ويعتمد هذا الأسلوب على إطلاق الحرية الكاملة والمطلقة بمهارة التفكير والتركيز على خلق أكبر قدر من الأفكار وإمكانية بناءها على أفكار الآخرين.
2. استراتيجية التعلم الذاتي:
تُعد استراتيجية التعلم الذاتي من استراتيجيات التعليم التفاعلي في التدريس التربوي خلال البيئة التعليمية، والتي تقوم على اعتماد الشخص المتعلم على اكتساب المعارف والمعلومات من تلقاء نفسه بالاعتماد على قدراته وإمكاناته الشخصية التي يملكها، في تحصيلها من مصادر التعليم المتعددة والمتنوعة مما يؤدي إلى تحقيق التنمية والتقدم في شخصية الشخص المتعلم والتمكن من استمرارية المواصلة والمتابعة لعملية التعليم من تلقاء نفسه.
3. استراتيجية التعلم التجريبي:
تُعد استراتيجية التعلم التجريبي من استراتيجيات التعليم التفاعلي في التدريس التربوي خلال البيئة التعليمية والتي يقوم الشخص المتعلم من خلالها بعمل تجارب علمية من أجل تطبيق المعارف والمعلومات المكتسبة، في المواد الدراسية المقررة وذلك يؤدي إلى تثبيت المفاهيم عند الشخص المتعلم، والقيام بعمل زيارات ميدانية.
4. استراتيجية التعليم غير المباشر:
تُعد استراتيجية التعليم غير المباشر من استراتيجيات التعليم التفاعلي في التدريس التربوي خلال البيئة التعليمية، ومن خلالها يقوم الشخص المتعلم على مجموعة متعددة ومتنوعة من التدريبات التطبيقية على المعلومات والمعارف التي تم تعلمها بالمواد الدراسية المقررة، حيث يقوم المعلم على متابعة الشخص المتعلم والعمل على تقديم العون والمساعدة للشخص المتعلم أثناء العمل على حل المشكلات، مما يشجع قدرة وإمكانية الشخص المتعلم على حل المشكلات التي يتعرضون إليها في الحياة العملية والواقعية.
5. استراتيجية التعليم المباشر:
تُعد استراتيجية التعليم المباشر من استراتيجيات التعليم التفاعلي والتي تقوم على أسلوب المحاضرة، وتُعد من أحد طرق التدريس الفاعلة والمستخدمة في العملية التعليمية والتدريسية في التدريس التربوي خلال البيئة التعليمية، وتعمل على توصيل أكبر قدر من المعارف والمعلومات للشخص المتعلم.
ولها قابلية للتطور والتقدم بما يسمح الشخص المتعلم على المشاركة الفاعلة عن طريق مجموعة متعددة ومتنوعة من الأسئلة والمناقشات، وتعتبر طريقة المحاضرة المتقدمة من أشكال التعلم النشط، وعلى الرغم من أن طريقة المحاضرة تميل إلى وجهة نظر المدرس، ومن المسموح العمل على تعديلها من أجل توصيل أكبر مقدار من المعارف والمعلومات بما يتناسب مع الشخص المتعلم على فهم واستيعاب الأفكار الأساسية للعرض والعمل على تزويدها بمجموعة متعددة ومتنوعة من:
- العمل على تزويدها بمجموعة متعددة ومتنوعة من الأسئلة والمناقشات.
- العمل على استخدام شرائح عرض من خلال برنامج البوربوينت.
- العمل على تقديم مجموعة متعددة ومتنوعة من الأسئلة التي لها علاقة بالموضوع للشخص المتعلم في بداية الحصة الدراسية، ومن ثم الطلب من الشخص المتعلم بالعمل على محاولة الإجابة عن الأسئلة لمدة زمنية مقدارها خمس دقائق، ومن ثم ترك لهم المجال من أجل القيام على تقييم إجابات الأسئلة خلال سير الحصة الدراسية، ومن ثم أخذ الإجابات السليمة والخالية من الأخطاء في نهاية الحصة الدراسية من أجل دفع الشخص المتعلم على التشارك والتفاعل ومتابعة الحصة الدراسية.