لأنّ اضطرابات الشم والذوق نادرة الحدوث، فهي لا تهدد الحياة ولا تحظى بالعناية الطبية الضرورية، لكن يمكن لهذه الاضطرابات أن تؤثر على الجانب النفسي للمريض؛ لأنّها من الممكن أن تفقده القدرة على التلذذ بالطعام والشراب أو الاستمتاع بالروائح الجميلة، كما أنّها قد تتداخل مع قدرة المريض على ملاحظة المواد الكيميائية أو الغازات الضارة، بالتالي فقد يكون لها عواقب وخيمة، يمكن لضعف حاسة الشم والذوق أن ينتج في بعض الأحيان عن حالة مرضية خطيرة، مثل السرطان.
اضطرابات الطعم والرائحة
هي فقدان جزئي أو كلّي للإحساس أو تشوه الحاسة؛ يسمى ذلك تفسير خاطئ في الذهن ليحفّز الرائحة أو عمل حاسة الشم دون وجود أي محفزات لذلك، يتطلب التشخيص الخاص باضطراب الرائحة أو الذوق، فحص الأعراض والتعرف عليها، فقد تدل تفاصيل حول تاريخ المريض سواء صدمة في الرأس أو حساسية في الأنف أو أنفلونزا كانت قبل فقدان إحساس الرائحة، كذلك الفحص البدني للسلائل الأنفية أو علامات تدل على إصابة عصبية، لكن في كثير من الحالات تبيِّن أنّ السبب لا يتم في الفحص الأول.
إذا شكّ المريض بوجود اضطرابات الطعم والرائحة لديه، فيجب أن يتأكد من ذلك بواسطة الفحوصات الموضوعية أو شبه الموضوعية، التي من الممكن أن تؤكد أو تنفي هذا الشك وتقيِّم العيب، إنّ هذه الفحوصات مهمة لأغراض البحث وتقييم خيارات العلاج الممكنة، يجب أن يتم تقييم نتائج الفحوصات نسبةً للقيم المعتدلة لدى الجمهرة المعينة التي يجري فحصها على جميع الفئات العمرية المختلفة؛ ذلك باعتبار أن وظيفة الحواس الكيميائية تقع تحت تأثير نمط الحياة ومن العادات الغذائية المحلية، وتتغير مع التقدم في السّن.
يواجه الطبيب قائمة عندما يحدد طبيعة وحدة الاضطراب، تتكون هذه القائمة من 200 وأكثر من الأمراض والحالات المختلفة الممكنة، كذلك أكثر من 40 نوع من الأدوية و20 نوع من المواد الصناعية، التي قد تكون لها صلة بالمسببات لهذه الاضطرابات في الحواس الكيميائية، يساهم مستوى المعرفة الحالي في كثير من حالات الاضطراب الخاصة بالشم أو الذوق في القيام بتشخيص الوضع، لكن ذلك لا يساعد في العلاج، تجرى بحوث سريرية ومخبرية شاملة حول هذا الموضوع، على أمل الوصول إلى نهج جديد في المستوى العلاجي.