اضطرابات صيغة التفكير:
يفكر الشخص الطبيعي بطريقة واقعية، إذ أنه يستند على مفهوم الأشياء وعلى ما تحتويه، ولا يستند على توفرها المادي المجسد، يتوصل عن طريقها الى تفسيرات عقلانية وعملية. أما في حالة اضطراب صيغة التفكير فأنها تعجز القدرة عن التفكير المجرد، ويأخذ التفكير صيغة مختلفة وغريبة وتكون على نوعين.
أنواع صيغ التفكير:
التفكير المبهم:
وفي هذا النوع يبتعد التفكير عن الأحداث الحقيقية أو الواقعية، يشبه ما يظهر في الخيال والأحلام. عوضاً على أن الشخص هنا يقوم بأفعال مطابقة لما في خياله. ويحدث هذا التفكير في حالات الفصام.
التفكير الجامد:
وفي هذا النوع يفتقد التفكير إلى المرونة والتبصر والتجريد والاستنتاج.
اضطرابات محتوى التفكير:
السمة العامة لهذا النوع من الاضطرابات هي الوهم العقلي، وتعني الأفكار والتصورات والآراء التي لا تتسق مع الواقع، ولا يمكن إرجاعها إلى جذور سببية تفسرها، كما لا يمكن التلخص منها بالمنطق والإقناع، فضلاً عن تناقضها مع ما هو معلوم عن المستوى الثقافي والاجتماعي للشخص. وتأتي هذه الأوهام بأنماط وصور متعددة على النحو الآتي:
الأوهام الاضطهادية:
تصور الشخص بأنه مضطهد، وأن الآخرين يراقبونه ويضمرون له العِداء ويتآمرون عليه لإلحاق الضرر به، وشعوره بأن ظلماً أصابه، أو أنه معرض لهما. وتأتي هذه الأوهام في حالة المصاب بالزَوَر الفصامي.
أوهام العظمة وأوهام الدونية:
في الأولى يضع المصاب على نفسه علامات العظمة، وانه يتميز بأهمية فريدة أو عبقرية أو قوة. وتظهر واضحة في حالة النرجسية. وفي الثانية يصف المصاب نفسه بعدم الأهمية والتفاهة.
أوهام العائدية أو المرجعية:
تصور المصاب بأن ما يدور من حديث بين الأشخاص أو حركات أو أحداث على أنها تقصده هو بالذات، أي أنه يربط بين الذي يحدث حوله من قريب أو بعيد وبين نفسه، ويكثر هذا في حالة الهوس والزور.
أوهام العدم:
وفي هذا النوع يتصور المصاب بأن جزءاً منه، أو أحد أعضاء جسمه مثل: القلب، المعدة، الدماغ ليس لها وجود، أو أنها ثابته لا تعمل. وفي الحالات المتطرفة يدعي المصاب بأنه ميت لا وجود له، وتظهر في حالات الاكتئاب الشديد والفصام.
أوهام الإثم:
وفي هذا النوع يشعر المصاب بتأنيب الضمير، ويدعي مسؤوليته عن أخطاء لم يرتكبها. ويصف نفسه بالمذنب الذي ارتكب خطايا فضيعة يستحق العقاب القاسي عليها، ولذلك فهو يحاول التكفير عن آثامه وذنوبه وخطاياه بطرق متنوعة، من إيذاء النفس وعقابها، بالامتناع عن الطعام مثلاً، الى تدمير الذات بمحاولة الانتحار أو ارتكابه فعلاً.
الأوهام المراقبة:
وفي هذا النوع يتصور المصاب بأنه مصاب بمرض، بالرغم من تأكيد الأطباء بأنه طبيعي وسليم من أي مرض وإثبات ذلك بالفحص السريري والفحوصات المعملية. ومع هذا يبقى يفسر أي ألم جسدي بسيط على أنه دليل قاطع بوجود مرض خطير، ويستمر متنقلاً من طبيب إلى آخر.