من ناحية التأثير النفسي، فإن السجن في العديد من الحالات يتسبب في إصابة السجين بالاضطرابات النفسية الناجمة عن عدم قدرته على التأقلم مع البيئة الجديدة والتفكير المفرط أكان في مصير قضيته أم في مصير عائلته عقب سجنه أو في المستقبل الوظيفي والمكانة الاجتماعية بعد خروجه وما ينتظره من حكم مما يضعه هذا في دائرة القلق والوسواس التي قد تتحول إلى اكتئاب يتفاقم في بعض حالاته إلى رغبة في إلحاق الأذى بالنفس أو الانتحار كما يصاب بعضهم بما يعرف بالعدوانية التي تنجم في العادة في إحساسه في الظلم.
التأثير النفسي للسجون
وتبرز آثار العدوانية في تعامل السجين مع أصدقائه ومع المسؤولين على الأمر في سجنه وقد يمتد هذا إلى العائلة والمجتمع وحتى بعد الخروج من السجن، وقد لا يتوقف الأمر على الصحة النفسية فهناك آثار قد تبرز على الصحة البدنية وبالتحديد الذي تنشئ عن نقص الحركة وعدم حرق الدهون أو نقص التعرض للشمس، وتتفاوت درجة التأثر نفسياً بظروف السجن والسجين وموقف أقاربه ومعارفه.
وأيضاً تعاني أسرة السجين نفسياً أخلال غياب أحد أفرادها كسجين، بسبب انطوائهم وانعزالهم عن محيطهم تخوف من تعرضهم للوصم أو التحقير، ومنهم بالتحديد الدارسين حيث يمكن أن ينقص عطاؤهم بل قد يخفقون دراسياً. وتمتد التأثير النفسي إلى المجتمع، فكلما كان هناك أفراد أو أسر غير أصحاء من الناحية النفسية.
ويصل الرفض إلى المجتمع نتيجة عدم تقبل الشخص بعد الإفراج عنه، مما يجعله يواجه صدمة الإفراج، إضافة إلى عدم مقدرته على التعايش مع ما حدث في المجتمع من متغيرات على كافة النواحي، وما حصل على ملامح أقاربه وملامحه هو من تحولات قد يشعره أنه غريب، يتحول كل ذلك إلى يأس قد يتسبب إلى نقمة على المجتمع، وهذا ما ما يجعل الرجوع إلى السلوك غير السوي سهل.
هذا الأثر عادةً ما يمتد إلى ما بعد الإفراج حيث يخرج السجين وهو ذو سوابق جنائية التي تحرمه من الالتحاق بالوظائف لمدة تطول أو تقصر، فإن انقطاع دخل العائل ينعكس بصورة مباشرة على أسرته ويحولهم إلى متلقين للمساعدة، وهذا ينعكس على نفسياتهم وربما على سلوكهم.