الأساليب والتوجيهات المعاصرة في تقييم الشخصية

اقرأ في هذا المقال


كانت الجهود المبذولة لتقييم خصائص الشخصية واضحة في العصور القديمة، أشار دوبوا إلى أنّه لأكثر من 3000 عام تم استخدام نظام متطور من الاختبارات التنافسية لاختيار الموظفين، تم تصميم بعض هذه الاختبارات المستخدمة لتقييم الخصائص الشخصية للمتقدمين، كما تم وصف نظام الامتحانات هذا في عام 2200 قبل الميلاد، عندما قام إمبراطور الصين بفحص المسؤولين الحكوميين كل 3 سنوات لتحديد مدى ملاءمتهم للمنصب.

الأساليب والتوجيهات المعاصرة في تقييم الشخصية:

لقد توسّع علم وممارسة تقييم الشخصية بشكل كبير خلال العقدين الماضيين من حيث تطوير تدابير فعالة ومدى البحث السنوي حول الاختبار النفسي، إنَّ العدد الهائل من المقالات البحثية والمجلات المخصّصة لطرق تقييم الشخصية، يجعل مهمة الحفاظ على التحديث أمر صعب في أكثر من بضع تقنيات، في الواقع يميل العديد من الباحثين والممارسين إلى تضييق نطاق تركيزهم والاعتماد حصرياً على تقنيات قليلة نسبياً في تقييمهم.

يمكن العثور على العديد من الأسباب لزيادة معدل نشر الأبحاث والتطبيق السريري لطرق تقييم الشخصية، أولاً غالباً ما تستخدم أجهزة تقييم الشخصية كمقاييس معيارية للبحث النفسي في السلوكيات غير الطبيعية والعمليات النفسية، ثانياً التقييم السريري وهو النشاط الذي يمثل أكبر استخدام لاختبارات الشخصية اليوم، يبدو أنّها أصبحت مهمة أكثر احترام وجاذبية للممارسين السريريين اليوم مع تطبيقات متنوعة، مثل الفحص الطبي لجراحة السمنة بالإضافة إلى تقييم الصحة العقلية التقليدي.

يمكن رؤية سبب ثالث لزيادة الاهتمام بتقييم الشخصية في القبول الموسع للتقييم النفسي في أماكن الطب الشرعي، تُطلب الاختبارات النفسية بشكل متكرر ويتم قبولها كدليل في المحكمة اليوم أكثر ممّا كانت عليه قبل عقد من الزمن، السبب الرابع هو أنّ التقييم النفسي في التطبيقات الصناعية سواء لإجراء تقييمات اللياقة للعمل أو لفحص الأفراد قد توسع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، قادنا النمو السريع في مجال تقييم الشخصية ومجموعة واسعة من التقنيات المتاحة في تطوير دليل أكسفورد للشخصية والتقييم السريري.

ظهرت مجالات بحث جديدة في السنوات الأخيرة تتطلب الدراسة، مثل الشخصية والتقييم السريري وجهات النظر المهمة والمتنوعة حول تقييم الشخصية، لتوضيح مجموعة واسعة من وجهات النظر وطرق الدراسة التي تعتبر بارزة في هذا المجال اليوم، أصبحت مهمّة تطوير التقييم الشخصي والسريري أسهل إلى حد ما من خلال البدء بمجموعة جوهرية من الموضوعات والمساهمين من عمل سابق.

تمَّ توسيع وتحديث العديد من هذه الاختبارات لتكون بمثابة نواة قيمة للدليل الحالي، بالإضافة إلى ذلك تمّ تضمين عدد من مجالات الموضوعات الإضافية من أجل جعل هذا التقييم أكثر شمول والتركيز على مشهد التقييم المعاصر، من المهم توفير فصول شاملة تتناول القضايا الحاسمة في المجال والتركيز على المنظورات النظرية العامة وكذلك تقنيات التقييم المحددة، يجب توضيح عدد من الأساليب المتنوعة والحديثة لتقييم الشخصية.

من المهم محاولة الحفاظ على التركيز العملي على مجال تقييم الشخصية مع أمثلة عملية، كذلك الاهتمام بقضايا التنوع التي تتناول مجموعات متنوعة من السكان، تم تشجيع المساهمين على تقديم أفكارهم في إطار عملي وتقديم أمثلة حالة لتوضيح عملية التقييم، فشخصية الإنسان متنوعة بشكل لا نهائي ومعقدة للغاية، دفعت الحاجة إلى اكتساب فهم شامل للشخصية علماء النفس إلى الاقتراب من مهمة التقييم من خلال طرق شديدة التباين.

نظر منظرو الشخصية إلى الشخصية من زوايا مختلفة جداً وقاموا بتقييم أجزاء مختلفة مما نعرفه كشخصية في جهودهم لفهم هذه الخصائص البشرية المعقدة، كذلك اختلاف نظريات الشخصية ومفاهيم متباينة عن الكيفية، أدت الشخصية المهيكلة إلى افتراضات مختلفة إلى حد ما حول البيانات المهمة في فهم الشخصية،  على سبيل المثال نظر منظرو الديناميكا النفسية إلى الشخصية على أنّها نظام معقد من المحركات والقوى التي لا يمكن فهمها بدون معلومات تاريخية شخصية واسعة النطاق.

يمكن أن تأتي وسائل فهم الروابط بين التاريخ الشخصي والشخصية من العديد من المصادر، مثل استجابة الفرد لمواد التحفيز الغامضة عمداً مثل بقع حبر رورشاخ أو استجابتها لجملة منظمة للغاية تعترف بأعراض سريرية، تم توجيه وجهات النظر الأخرى في الشخصية أكثر نحو السلوكيات السطحية.

فمثلا قد لا تتضمن وجهة النظر القائمة على التعلم أو السلوكية مثل هذه الافتراضات التاريخية مثل النظرة الديناميكية النفسية، لكنّها قد تعتمد أكثر على السلوكيات العلنية التي يمكن ملاحظتها، معظم الباحثين والممارسين على دراية بالمصادر المعيارية لمعلومات الشخصية، التي تم تطويرها لتقييم الشخصية اليوم  وهي قوائم جرد الشخصية والطرق الإسقاطية والمقابلة السريرية.


شارك المقالة: