الأسس الأخلاقية للبحث في علم النفس التنموي

اقرأ في هذا المقال


تتضمن دراسة التطور السلوكي استخدام كل من موضوعات البحث النفسي البشرية من جميع الأعمار والحيوانات من أجنة الدجاج إلى القرود، حيث توجد استراتيجيات البحث في سلسلة متصلة تتراوح من الملاحظة الطبيعية غير المزعجة إلى المعالجة التجريبية المباشرة للبيئة الداخلية أو الخارجية للموضوع، مع انتقال النطاق من الملاحظة إلى التجربة تزداد احتمالية التأثير الدائم أو خطر إلحاق الضرر بموضوعات البحث.

الأسس الأخلاقية للبحث في علم النفس التنموي

عبر تاريخ العلوم التجريبية في علم النفس التنموي في القرنين العشرين والحادي والعشرين على وجه الخصوص، فكر الباحثين والفلاسفة وعلماء النفس الأخلاق في هذه الحقيقة وقدموا إرشادات أخلاقية في شكل مبادئ يجب مراعاتها أثناء التخطيط للبحوث وتنفيذها، فبعض هذه المبادئ عامة في اهتمامهم، بينما يركز البعض الآخر بشكل أكثر تحديدًا على علاج الأشخاص أو الحيوانات.

بالإضافة إلى ذلك تختلف المبادئ نفسها من حيث خصوصية محتواها، بعضها واسع جدًا على سبيل المثال الأشخاص ذوي السلوك الإيجابي، في حين أن البعض الآخر محدود النطاق بشكل مباشر على سبيل المثال تقليل درجة المخاطرة.

الأسس الأخلاقية العامة للبحث في علم النفس التنموي

يعتبر البحث النفسي التنموي هو مقاطعة للمحترفين حيث تُلزم المهنة التنموية أعضائها بطرق تتجاوز ما تطلبه مهمة أخرى، على سبيل المثال يجب أن يكون أعضاء المهن البحثية في علم النفس التنموي قد اكتسبوا المعرفة والمهارات المتخصصة المطلوبة للقيام بأنشطة البحث، ويجب أن توافق على أن تخضع لقواعد السلوك الأخلاقي ذات الصلة، ويُطلب منهم مراقبة أعضاء المهنة الآخرين للامتثال للقواعد الأخلاقية والقوانين واللوائح المعمول بها، ولديها التزامات خاصة لحماية وتحسين الصالح العام.

من الأسس الأخلاقية العامة للبحث في علم النفس التنموي اللائحة أي أن الباحثين على دراية كاملة بالقوانين ذات الصلة ومدونات اللوائح المهمة التي تحكم إجراء البحث، والتبرير في البحوث حيث يتم إجراء الأبحاث التي تؤثر على الكائنات الواعية لتعزيز مجموعة المعرفة المهمة ورفاهية البشر وليس لإرضاء الفضول الشخصي للباحث.

من الأسس العامة للبحث النفسي التنموي المراجعة المسبقة، حيث يسعى الباحثين إلى مراجعة أبحاثهم من قبل أعضاء مطلعين في مجتمع البحث وعامة الناس قبل إجراء البحث الفعلي، تساعد هذه العملية في التأكد من أن البحث له مبرر مناسب، ومصمم بشكل مناسب ويحتوي على الحماية المناسبة للمشاركين المعينين في البحث، وفي التواصل يعمل الباحثين على توصيل النتائج والآثار المترتبة على عملهم بدقة.

من الأسس العامة أيضاً تضارب المصالح حيث يكشف الباحثين الذين لديهم صراعات مالية كبيرة قد تؤثر أو تحيز سلوك أو تفسير أبحاثهم عن هذه المعارضات ويعملون على القضاء على تأثيرها، ومن الأسس العامة التعليم حيث يتأكد الباحثين من أن زملاء العمل والطلاب المشاركين في إجراء البحوث مدربون ومشرفون بشكل صحيح.

الأسس الأخلاقية للبحث الحيواني في علم النفس التنموي

القضايا الأخلاقية التي تحيط باستخدام الحيوانات في البحوث السلوكية لها تاريخ مثير للجدل، حيث يتضمن الجدل مسألتين أساسيتين تتمثل في ما إذا كانت الأبحاث على الحيوانات ضرورية لفهم السلوك الإنساني وما إذا كانت الحيوانات تتمتع بما يسمى المكانة الأخلاقية، ومنها تشير المكانة الأخلاقية إلى ما إذا كان الكيان يستحق الحماية أم لا، أو إلى أي درجة من خلال المعايير الأخلاقية والأدبية للمجتمع.

جادل بعض علماء النفس بأن الحيوانات لها حقوق عدم التدخل المطلق بحكم إحساسها البدائي بالذات، وقد اتخذ آخرين موقفًا مفاده أنه إذا كان الحيوان قادرًا على الشعور بالألم، فيجب أن تؤخذ هذه القدرة في الاعتبار الأخلاقي عند النظر فيما إذا كان من المقبول استخدامها كمصادر للمعرفة العلمية، والإجماع الحالي هو أنه نظرًا لأن بعض الأبحاث على الحيوانات قد ساهمت في فهم السلوك الإنساني، يجب أن تستمر حتى يتم العثور على بدائل صالحة.

ومع ذلك نظرًا لأن حيوانات التجارب النموذجية قادرة بوضوح على مواجهة الألم والضيق، فإنها تتطلب مستوى معينًا من الحماية الأخلاقية، بالإضافة إلى الأسس الأخلاقية العامة الموصوفة سابقًا يجب أيضًا أن يسترشد البحث النفسي التنموي على الحيوانات بمبادئ وأسس.

تتمثل الأسس المهمة للبحث الحيواني في علم النفس التنموي في البدائل بحيث يسعى الباحثين إلى استبدال الحيوانات بأساليب تجريبية بديلة كلما أمكن ذلك، إذا كان سيتم استخدام الحيوانات في البحث النفسي التنموي، فيجب أن تكون حيوانات ذات خصائص سلوكية ونفسية ذات صلة بالغرض من الدراسة، ومن الأسس المهمة للبحث الحيواني في علم النفس التنموي الألم حيث يجب تقدير تأثير الألم والضيق على الحيوانات لكل بحث وتقليله إلى أقصى حد ممكن، التسبب في ألم أو ضيق غير مخفّف لأغراض بحثية يتطلب مبررًا خاصًا.

تتمثل الأسس المهمة للبحث الحيواني في علم النفس التنموي في الأرقام فإذا كان استخدام الحيوانات له ما يبرره، فيجب استخدام الحد الأدنى فقط من عدد الحيوانات اللازمة لإجراء تجربة صحيحة، وفي التربية فقد طورت الحيوانات تفضيلات لأنواع الطعام وأنماط الأكل والعلاقات الاجتماعية والجودة البيئية وما إلى ذلك والتي يجب استيعابها إلى أقصى حد ممكن من أجل راحة الحيوانات وجودة العلم.

الأسس الأخلاقية للبحث البشري في علم النفس التنموي

لسوء الحظ فإن تطور الأسس الأخلاقية للبحوث البشرية هو تاريخ يرتكز على أمثلة لاستغلال السكان المعرضين للخطر والفشل في ضمان إبلاغ الأشخاص بشكل صحيح بطبيعة البحث والمخاطر المرتبطة بالمشاركة، تم نشر قانون نورمبرغ (1947) بعد محاكمات الحرب لمجموعة من الباحثين النازيين.

وأكدت على تدريب الباحثين بشكل كافٍ وتقليل المخاطر التي يتعرض لها المشاركين إلى الحد الأدنى، وقرارات المشاركة طوعية وقائمة على معلومات كافية، من الأسس الأخلاقية للبحث البشري في علم النفس التنموي احترام الأشخاص حيث يؤكد هذا المبدأ على أن إظهار الاحترام يتطلب أن يدرك الباحثين أن المشاركين المحتملين هم وكلاء مستقلون يجب أن يكونوا على دراية كاملة بتفاصيل البحث حتى يتمكنوا من تطبيق قيمهم بشكل صحيح على قرار المشاركة.

تتحمل هذه المسؤولية بغض النظر عن الأهمية الملحوظة أو إلحاح مرة أخرى، فلا يوجد حق لإجراء البحث، فقط حقوق الأشخاص في قبول أو رفض المشاركة، يتطلب هذا المبدأ أيضًا حماية الأشخاص الذين قد تكون قدرتهم على الفهم واتخاذ القرار متخلفة أو ضعيفة مثل الأطفال الصغار وكبار السن المصابين من الاستغلال، عندما يتم إشراك الأطفال أو البالغين غير الأكفاء كمواضيع بحثية، يجب أن يتحمل ممثلوهم عبء الحماية.

تتمثل الأسس الأخلاقية للبحث البشري أيضاً في علم النفس التنموي الإحسان حيث يسلط هذا المبدأ الضوء على مسؤولية إجراء البحوث لغرض يعزز رفاهية الناس، سواء فيما يتعلق بمشروع معين أو بمشروع البحث بشكل عام، ومنها يتم تحقيق ذلك من خلال التقدير الدقيق للمخاطر والفوائد وتقليل المخاطر إلى أقصى حد ممكن، وتم إضفاء الطابع الرسمي على هذا المبدأ كشرط لإنشاء وفحص نسبة المخاطر أو الفوائد قبل البدء في مشروع بحثي.


شارك المقالة: