الأمور الحيوية عند تدريس الأطفال ذوي اضطراب التوحد

اقرأ في هذا المقال


يوجد العديد من الأساليب المتعلقة تدريس الأطفال ذوي اضطراب التوحد، حيث أثبتت هذه الأساليب فاعليتها مع الأطفال، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن أسلوبين من أساليب التدريس الأمور الحيوية والعلاج بالتكامل الحسي.

الأمور الحيوية عند تدريس الأطفال ذوي اضطراب التوحد

تعد من الأمور الضرورية أثناء تعليم الأفراد الأوتيزم، ونستطيع تدعيم الأنشطة التي تتعلق بالبنية الثابتة من خلال تنظيم المواد المهم وتوفير التعليمات للدرس، وبالإضافة إلى توفير نظام غايته تقديم التلميحات المساندة للفرد، إذ لا يمكن تقديم الإجابة أو تقديم الاستجابة المطلوبة بصورة مباشرة.

بل يتم دعم الطفل حتى يتمكن من الوصول إلى الاستجابة الملائمة، لتقديم تلميحات تنتقل بالفرد من درجة إلى درجة ثانية من السهولة؛ حتى يتمكن من الوصول إلى الاستجابة الملائمة، كما نقوم بتعزيز البنية الثابتة باستعمال أعمال متكررة وأدوات مرئية مساهمة لا تعتمد على اللغة.

فالروتينان التي تتكرر باستمرار تسمح له بتوقع الأحداث، مما يساهم على زيادة التحكم في النفس ويساهم في زيادة الاعتماد عليها، فعملية التسلسل المتكرر للأحداث يساهم في توفر الانتظام ويساهم في سهولة التوقع بالأحداث، بالإضافة إلى مساعدته على إنشاء نسق مستقر للعديد من الأمور، كما أنه يوفر الاستقرار ويوفر البساطة، ويجعل الفرد ينتظر الأمور ويجعلة يتوقعها، والأمر الذي يساهم في زيادة الاستقلالية.

ويوجد ثلاثة أنواع للروتين، أولها الروتين المكاني التي يقوم على ربط مواقع محددة بأنشطة محددة، والتي من الممكن أن تكون على شكل جدول مرئي تستعمل مثل جدول يومي للأنشطة، وثانيها الروتين الزماني التي يقوم على ربط الوقت مع النشاط ويقوم بتحديد بداية النشاط وتحديد نهاية النشاط بصورة مرئية وواضحة، وأخرها الروتين الإرشادي، الذي يبين جزء من السلوكيات الاجتماعية والسلوكات التواصلية المطلوبة.

وتقوم الأدوات المرئية في المساهمه على إضافة بنية مستقرة لعملية التدريس، إذ إنها ثابتة زمنياً وثابتة مكانياً، ونستطيع أن نعبر عن أنواع مختلفة من المواد، مثل المواد المطبوعة والمواد الملموسة وغيرها، وغالباً ما نفترض أن الكلمات المطبوعة تعد أصعب، ولكن هذا الافتراض لا يعد صحيحاً، مثلاً الأدوات المرئية المساعدة تساعد الفرد على عملية التركيز على المعلومات، وكذلك تعمل على تسهيل عملية التنظيم وتسهيل البنية المستقرة.

وكذلك القيام بتوضيح المعلومات وتوضيح الأمور المطلوبة، وتساعد الفرد في عملية التفريق بين عدة خيارات، وتساعد في التقليل من الاعتماد على الكبار، بالإضافة إلى مساعدتها على الاستقلال والاعتماد على الذات، بالإضافة إلى أن الأنشطة المرئية، مثل حروف الهجاء والكتابة والطباعة وغيرها، ويمكن تمييزها بوجود بداية ووجود نهاية واضحة مما يساهم في وضوح هذه المهام.

العلاج بالتكامل الحسي لذوي اضطراب التوحد

وهذا العلاج مقتبس من علم العلاج المهني ويرجع إلى أساس أن الجهاز العصبي، يعمل على ربط وعلى تكامل كل الأحاسيس الناتجة من الجسم، ونتيجة ذلك فإن مشكلة في ربط أو في تجانس تلك المشاعر مثل حواس الشم والبصر والسمع واللمس والتذوق والتوازن، قد ينجم عنه أعراض ذاتوية، وهذا النوع من أنواع العلاج يقوم على تحليل تلك الأحاسيس وبعدها القيام بتوازنها.

ولكن ما يفترض الحديث عنه هو أنه ليس جميع الأفراد ذوي اضطراب الذاتوي، لديهم أعراض تشير إلى مشكلة في التوازن الحسي، كما أنه لا يوجد هناك أي أبحاث لها نتائج صريحة وواضحة بين نظرية التكامل الحسي وبين مشكلات اللغة عند الأفراد الذاتويين.

وتوضح أغلب الدراسات التي قام بها جزء من العلماء إلى فعالية برنامج للتكامل الحسي، وفعالية برنامج العلاج الوظيفي في تطوير تعلم الأفراد الذاتويين، وفئة بلغت ستة أفراد (أربعة ذكور وبنتين) تراوحت أعمارهم ما بين أربع سنوات إلى ما يقارب سبع سنوات، واستعملت في الدراسة عدد من المقاييس التشخيصية للأفراد الذاتوية؛ حيث يتم عن طريقها تحديد نقطة البداية حتى يتم وضع الخطط الفردية العلاجية بتحديد نقاط القوة وتحديد نقاط الضعف.

وقد بينت نتائج التحليل الكيفي للحالات المساهمة في هذا البرنامج ،حدوث تطور نوعي في سلوكيات الأفراد في الجوانب الحركية، وفي المساهمة في الأنشطة الاجتماعية وحصول تطور نسبي وقليل في الجوانب اللغوية، وتعود الدراسة إلى أن نسبة حصول التحسن قليلة في الجوانب اللغوية إلى تقييد النمو اللغوي ومساهمة الكثير من الحواس في حصوله، وحاجته إلى فترة زمنية طويلة في تطبيق البرنامج.

وضحت دراسة بعنوان، تصميم برنامج لتطوير جزء من المهارات الحسية والمهارات الحياتية للأفراد المصابين باضطراب الذاتوية، على ضرورة تصميم برنامج التطوير للمهارات الحسية والمهارات الحياتية للأفراد، واحتوت العينة من (20) طفلاً وطفلة وأكدت الدراسة على فعالية البرنامج المقترح ويعد أحدث نهج للعلاج بالتكامل الحسي.

ويتم ذلك من خلال إجبار الشخص لمزيج أو أكثر من جلسات العلاج التي يشارك فيها أخصائي في الحركة، سواء كان أخصائي وظيفي أو أخصائي حسي وبالإضافة إلى فرد ذو اختصاص في الكلام وفي اللغة، عمل كلا الأخصائيين مع الأفراد لكامل الجلسة مستخدمين خطة علاج مشتركة بينهم موضوعة لمعرفة الأسلوب، الذي يعتمد فيها مهارات الحركة الحسية وكذلك مهارات اللغة ومهارات الكلام كلا منها على الأخرى.

قد تتبين هذه الجلسات متنوعة عن جلسات أخرى لعملية العلاج الحركي أو العلاج اللغوي، وقد يظهر  الصغار أقل تركيزاً أو يبدو غير موجهين بنسبة كافية تجاة إتمام أداء وظيفة معينة، ولكن التجربة بينت أن العديد من الصغار يحصل لديهم تغيير أسرع وأكثر الجوانب المعنية، حين تم خلط علاج الحركة الحسية مع العلاج اللغوي الكلامي، وكذلك تم توفير هذا الأسلوب كمرجع متبادل للنمو في كل الجوانب، والنتيجة التي كانت غير متوقعة هو استمتاع الأفراد باهتمام الأشخاص المختصين بهم إلى جانب تنوع بنية جلسات العلاج.

إن درجة القدرة العقلية التي تكون عند الأفراد الذين يواجهون مشكلات في التكامل الحسي، تكونوا غالباً شبه الدرجة لدى الأفراد العاديين من هذا الجانب فاغلبهم تكون درجة الذكاء عندهم أقل من الوسط، إضافة إلى ذلك فإنه بالنسبة لكل هؤلاء الأفراد، تكون متطلبات المدرسة الضرورية ذات صعوبة كبيرة بالنسبة لهم، وتتبين هذه المتطلبات في الإمكانية من الجلوس بهدوء، الانتباه بالإضافة الى اكتساب المعلومات.

وإنهم بحاجة ماسة للمساعدة حتى يستطيعوا التعامل مع المعلومات الحسية ومع المعلومات الحركية حتى يتمكنوا من الاستفادة من حركات معلميهم، يتمكن المعلمون من تقديم هذه المساهمة من خلال استعمال البيئة، ومن خلال تصميم وابتكار أساليب ومهمات تعليمية، والأهم من هذا هو استيعاب ومساعدة أولئك الأفراد.

إن الأفراد وبالرغم من عجزهم، يعملون على تنمية أحسن في جو يحسسهم بالأمان والمساندة والتعزيز سواء كان جسدياً او عاطفياً يفترض عليهم أن يتعلموا تقبل الحدود المناسبة، وأن يحققوا المطالب التي ضمن المعقول، والتي تختلف كلما ازداد نموهم وكلما اقتربوا من فترة النضوج، بهذه الصورة تتطور مهاراتهم المهمة حتى وصولهم إلى مرحلة الثقة من أنفسهم وحتى يكونوا منتجين ومستقلين.


شارك المقالة: