تختلف التربية الأسرية باختلاف الأنماط الوالدية، حيث أن طريقة النمط الوالدي التي يتعامل بها الآباء مع أبنائهم يؤثر على بناء شخصية الطفل الذاتية، الاجتماعية، والانفعالية.
تعريف الأنماط الوالدية
هي أنواع الأفكار، الاتجاهات، والسلوكيات التي يتبناها الآباء ويطبقونها على أسرهم وأبنائهم ومجتمعهم، ويؤثر كل نمط على فاعلية التربية الأسرية بنجاحها أو فشلها.
الأنماط الوالدية وتأثيرها على الطفل
1- النمط الديمقراطي والمشجع: الاتجاهات الوالدية التي يمثلها النمط الديمقراطي، يضع القوانين، يظهر قدراً مناسباً من الحب والتشجيع، يتقبل تفرّد الأطفال، يعبر عن حبه واحترامه لأطفاله، يشعر بالمساواة معهم من الناحية الإنسانية، ويشجع الأطفال على تصحيح الأخطاء.
الأثر السلوكي والاجتماعي والانفعالي للنمط الديمقراطي على الطفل:
يشعر بالأمن والتقبل والحب، يعبر عن مشاكله بوضوح، يبحث عن النجاح والإنجاز، لا يخشى الفشل، ينظر إلى العالم والآخرين على أنهم ودودين.
2- النمط المتساهل والمتسامح جدا: الاتجاهات الوالدية التي يمثلها النمط المتساهل جداً، لا يضع القوانين، يظهر الكثير من الحب، يغرق أطفاله بالهدايا والامتيازات بسبب وبدون سبب، لكنه يهتم بدرجة قلية جداً بحاجات الأطفال الحقيقية.
الأثر السلوكي والاجتماعي والانفعالي للنمط المتساهل جداً على الطفل:
يشعر الطفل بالملل، يفقد تلقائيته، يتوقع أن يحصل على كل شيء بدون جهد، وينظر للبالغين على أنهم مركز السعادة.
3- النمط التسلطي أو المتسلط: الاتجاهات الوالدية التي يمثلها الأب المتسلط يكون متسلط جداً، يؤمن بالطاعة المطلقة للسّلطة، يضع الكثير من القوانين والأوامر، صارم جداً، لا يقوم بأي تنازلات، ويظهر القليل من الحب والعاطفة.
الأثر السلوكي والاجتماعي والانفعالي للنمط المتسلط على الآباء:
طفل مستسلم، يتقبل التعليمات وينفذها بخضوع، أو متمرد يواجه الآخرين بشكل علني، مقاوم سلبي يتصف بالتسكع وكثرة أحلام اليقظة وينسى كثيراً.
4- النمط المهمل: الاتجاهات الوالدية التي يمثلها الأب المهمل، يهمل الأطفال جسدياً وعاطفياً ولا يلبي حاجاتهم الأساسية، لا يضع القوانين، يظهر القليل من الحب حيث يكون الآباء منهمكين بالعمل أو مدمنين أو مطلقين أو مرضى.
الأثر السلوكي والاجتماعي والانفعالي للنمط المهمل على الطفل:
يعاني الأطفال من ضعف قدرتهم في إقامة علاقات مع أقرانهم، لا يشعرون أن أحداً يهتم بهم، ومن الطبيعي بالنسبة لهم أن يغيب الوالدان عنهم لفترة طويلة.
5- النمط الخانع أو الخاضع: الاتجاهات الوالدية التي يمثلها الأب الخانع، يخضع لرغبات أطفاله ومطالبهم ومزاجهم، يجعل من طفله الرئيس ويكون عبداً لطفله، لا يستطيع أن يقول لا.
الأثر السلوكي والاجتماعي والانفعالي للنمط الخانع أو الخاضع على الطفل:
يصر الطفل على تحقيق مطالبه، يتجاهل مطالب الآخرين، ليس لديه إحساس بالقوانين والمسؤولية.
6- نمط كثير المطالب: الاتجاهات الوالدية التي يمثلها الأب كثير المطالب، يتقبل الأطفال فقط عندما يكون أداؤهم مرتفع، يضع معايير عالية للأداء.
الأثر السلوكي والاجتماعي والانفعالي لنمط كثير المطالب على الطفل:
يشعر الطفل بعدم الثقة، لا يستطيع تحقيق مطالب الأهل، كثيراً ما يستسلم، يصاب بأمراض جسدية كالقرحة.
7- نمط تحميل المسؤولية للأطفال بشكل زائد عن الحد: الاتجاهات الوالدية التي يمثلها نمط تحميل المسؤولية للأطفال بشكل زائد عن الحد، يحمل الطفل مهام فوق طاقته، يعطي الطفل كثيراً من الأعمال التي تحرمه من التمتع بطفولته.
الأثر السلوكي والاجتماعي والانفعالي لنمط تحميل المسؤولية بشكل زائد على الطفل:
يفقد الأطفال اهتمامهم باللعب، يتحملون المسؤولية في مرحلة مبكرة من عمرهم.
8- النمط الرافض: الاتجاهات الوالدية التي يمثلها النمط الرافض، يرفض أي تقبل من الآخرين، ومن المحتمل أن يكون الآباء أنفسهم قد تعرضوا للرفض أثناء طفولتهم.
الأثر السلوكي والاجتماعي والانفعالي للنمط الرافض على الطفل:
يعتبر الطفل نفسه معزولاً عن الآخرين، يتطور لديه الشعور بالقلق، يتكون عند الطفل سلوك عدواني، كما يعاني من تدني مفهوم الذات.
9- النمط المعاقب: الاتجاهات الوالدية التي يمثلها النمط المعاقب، يؤمن بضرورة الانضباط وقد يستخدم القوة الجسدية لتحقيق ذلك.
الأثر السلوكي والاجتماعي والانفعالي للنمط المعاقب على الطفل:
يتطلع دائماً إلى الانتقام، يشعر بالذنب، ينظر إلى نفسه على أنه طفل سيء، يمارس الذنب ليتجنب العقاب، ويكره الذي يعاقبه.
10- النمط الوسواسي: الاتجاهات الوالدية التي يمثلها النمط الوسواسي، دائماً يشعر بالقلق على الأطفال ويمنعهم من الذهاب إلى المدرسة وممارسة الأنشطة العادية لأسباب تافهة.
الأثر السلوكي والاجتماعي والانفعالي للنمط الوسواسي على الطفل:
يبحث عن المكاسب دون أن يقدم أي جهد (اعتمادي)، يعتذر أو يرفض أداء المهمات حتى البسيطة منها.
11- نمط المتحرش جنسياً: الاتجاهات الوالدية التي يمثلها نمط المتحرش جنسياً، يداعب أعضاء الطفل أثناء الاستحمام أو يعامل الطفل وكأنه سلعة جسدية ويجبر الطفل على كتم موضوع التحرش.
الأثر السلوكي والاجتماعي والانفعالي للنمط المتحرش على الطفل:
يشعر الطفل بالذنب والحيرة، غالباً يتصف بالطاعة، يعتمد على الآخرين لأنه غالباً مشوش، ويميل إلى العدائية في سلوكه.