الإرشاد النفسي المتمركز نحو العميل

اقرأ في هذا المقال


سميت بنظرية العلاج المتمركز حول العميل؛ لاعتمادها في العلاج والإرشاد النفسي على المتعالج نفسه، ذلك مُعتمدة على ما يملك المسترشد من قدرة على النمو الذاتي ورغبة في تحقيق الذَّات.

اعتبر روجر هذا الاسم أنّه يعطي يعطي شمولاً واتساعاً إلى النظرية؛ لأنّها لا تمثِّل الجوانب الإكلينيكية للمريض، بل تتعداها إلى الجوانب الوالديّة والتربية والعلاقات الشخصية والعرقية.

الإرشاد المتمركز حول المسترشد

تتَّسم العلاقة العلاجية بتقديم المساعدة التي يحتاج إليها المسترشد من قبل المرشد القادر على ذلك، إنَّ عملية العلاج موجّهة بنفسها لنفسها، إنَّها أيضاً تضمُّ فرضيات حول حالة المُتعالج يتم تأليفها باستمرار، أمّا الفرضيات ينتهي إليها المتعالج معتمداً على المواد الخام للخبرة العلاجية، يعمل هو نفسه لإثبات صحتها أو خطئها. إنَّ مدَّة العلاج تستغرق حوالي 15 مقابلة، على أن تكون مقابلة واحدة كلّ أسبوع وذلك في أحسن الظروف.

مدرسة الإرشاد المتمركز نحو العميل

هي العمل الأساسي الذي نشره كارل روجرز عام 1951. تُعدُّ من أوضح الأمثلة على المدارس الإنسانية في العلاج النفسي. صنَّفها النُّقاد كونها ممارسة لعلاقة إنسانية عميقة من الفهم والقبول، حيث يقوم المعالج بإظهار الانفتاح والتعاطف والتقدير الإيجابي غير المشروط، مع أهمية إبرازه الاستماع العميق المتمعِّن للعميل، المحاولة في الدُّخول إلى عالمه الخاص لمساعدته على التعبير عن ذاته والقيام بتطويرها.

تُؤكِّد هذه المدرسة على أنَّ العميل هو مركز العملية المشورية وليس المعالج، حيث أنَّها تؤمن أنَّ كل إنسان لديه القدرة الكامنة على التعامل مع مشكلاته، استخراج الموارد الكامنة في نفسه؛ لإزالة الأسباب المعوِّقة لنموه الشخصي. تُوكِّد هذه النظرية على أولويّة الفرد في مقابل الجمود والعقائدية الموجودة، سواء في الدِّين أو في المدارس النفسية الجامدة، مثل نظرية التحليل النفسي الكلاسيكي.

فلسفة نظرية الإرشاد المتمركز نحو العميل

تقوم فلسفة هذه النظرية على التأكيد بأهمية الفرد، أنّه مهما كانت مشكلته فإنّ لديه العناصر الطيبة في مكونات شخصيته، إنّ الفرد قادر على حل مشكلاته بنفسه.

اختلفت وجهات النظر بأنّ الإنسان عقلاني وغير عقلاني وغير اجتماعي ومهلك للنفس وللآخرين، إلَّا إنْ جاءت هذه النظرية، التي أكَّدت على أنَّ الإنسان خيّر وعقلاني واجتماعي.

تعتبر هذه النظرية الأهم في تحديد مفهوم الذَّات وتطورها، بعيداً عن الزَّيف الذي تخلقه نتائج الاختبارات والتشخيصات غير الموضوعية.

العلاج النفسي عند روجرز

عملية دينامية لا توصف بالكلمات، حيث تختلف عن طرق العلاج الأخرى في استبعاده الإجراءات الشكلية، فهو لا يتضمَّن الجلوس على اللأريكة ولا تفسيرات ولا تبريرات مُعقَّدة، لا يهتم بماضي المريض، بل يكون أشبه بقابلة عند ولادة شخصية جديدة.

أقطاب العملية العلاجية في نظرية الإرشاد المتمركز نحو العميل

  • المسترشد: هو الشَّخص الذي تتمركز حوله عملية العلاج، يكون لديه محتوى مُهدَّد في مفهوم الذَّات الخاص، يدرك ويعي عدم التطابق بين الذَّات والخبرة وبين مفهوم الذَّات والذَّات المثالية، هو يدرك أيضاً أنّ التهديد النَّاجم عن محتوى مفهوم الذَّات الخاص والتهديد النَّاجم عن عدم التطابق.
  • المعالج: هو الفرد الذي يقوم بالعملية العلاجية ويشترط فيه التوافق النفسي، التطابق بين مفهومه لذاته، خبراته وذاته المثالية، لديه شفافية وحساسية، يهتم بإخلاص بحالة المسترشد، يقبل ويشجِّع العميل ويفهم وجهات نظره، مستمع جيد وموجّه بارع للمناقشة، بائع ناجح للصداقة، متفائل وبشوش دائماً، لا يتخذ موقف الواعظ أو النَّاصح أو المقوِّم للسلوك، لديه اتجاه نفسي أخلاقي في فهم السلوك وتفسيره وتعديله، واسع الخبرة في علم النفس ومجالات الحياة كافَّة، يستمع ويتقبَّل ويعكس مشاعر المسترشد أي ينمِّي مفهوماً للذات أكثر إيجابية وواقعية.
  • العلاج: فيه يحاول المرشد والمسترشد تحديد عقد للعمل على العلاج أو اتفاق غير مكتوب، يحددان فيه المواقف العلاجية وأبعاده ومسؤولية كل منهم، مبدين أهميَّة التقارير الذاتيَّة للعمل باعتباره أفضل وسيلة لفهم سلوك الفرد من وجهة نظره.

سلبيات الإرشاد المتمركز نحو العميل

  • ركَّزت النظرية على الذَّات، لم تبلوِر طبيعة الإنسان بشكل متكامل.
  • يرى روجرز أنَّ الفرد له الحقُّ في تقرير مصيره، إلَّا أنّه لم يرَ أنّه ليس من حقِّه السلوك الخاطئ.
  • يركِّز في علاجه على ذات العميل، ذلك على حساب الموضوعية، ركِّز أيضاً على الجوانب الشعورية ونسي أنَّ الجوانب اللاشعورية لها أهمية.
  • يضع روجرز أهمية قليلة للاختبارات والمقاييس النفسية، إلَّا حين يطلبها المسترشد، إنَّ المقياس الوحيد المطلوب والمعترَّف به من قبل روجرز هو تقرير الذَّات، بالرَّغم من ذلك إلَّا أنَّ نظرية روجرز تعتبر أهم نظريات الإرشاد والعلاج النفسي.

شارك المقالة: