تجاهل ظاهرة الاكتئاب
تتبع بعض المجتمعات تجاهل ظاهرة الاكتئاب، بسبب الاعتقادات السائد وبأنَّ الحديث عن الاكتئاب، يؤدي إلى تزايد هذه الظاهرة، أمّا في الواقع الأبحاث والتجارب السريرية أثبتت العكس تماماً، حيث يميل مرضى الاكتئاب الذين يتحدثون مع أصدقائهم وأقربائهم عن حالتهم، إلى التوجه لتلقي المساعدة الطبية ومواجهة المشكلة.
إنّ الخطوة الأولى للتغلب على الاكتئاب تبدأ بالاعتراف بوجود المشكلة، أحياناً يصعب على المريض أن يرى الأمور على حقيقتها، لذلك فإنّ التحدث بشكل صادق وصريح مع شخص مقرب منه، يسهم في تسريع عملية توجهه لتلقي المساعدة.
الاعتقادات الخاطئة عن الاكتئاب
النساء فقط من يصابون بالاكتئاب
أشارت الإحصائيات إلى أنّ الرجال أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنةً مع النساء، فمثلاً يعاني 4% فقط من الرجال في الولايات المتحدة من الاكتئاب، بينما تصل نسبة النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب إلى 10%، هذا الفارق يعود إلى بعض الأسباب، منها بيولوجي ( مثل التغييرات الهرمونية التي تمر بها النساء خلال حياتهن)، اجتماعي (مثل ميل النساء لكبت مشاعرهن) أمّا البعض الآخر فهو نفسي (الإدراك العاطفي لوجود مشكلة)، هذا لا يعني أنّ الرجال لا يصابون بالاكتئاب.
البالغون فقط يعانون من أعراض الاكتئاب
إنّ الاعتقاد السائد بأن الشباب والأطفال غير معرضين للإصابة بالاكتئاب هو خاطئ، حيث أنّه يُنظر لهذه الفئات العمرية على أنّها تتمتع بالحصانة من خطر الإصابة بالاكتئاب، يعزو العديد من البالغين أعراض الاكتئاب البارزة لدى المراهقين لمزاج مؤقت أو مرحلة نمو سليمة، من المهم أن نعرف بأنّه على الرّغم من أنّ الاكتئاب أقل شيوعاً لدى المراهقين والأطفال، إلّا أنّ هنالك نسبة لا بأس بها من المراهقين 3% سنوياً يعانون من الاكتئاب.
لا يوجد أي مبررات لعدم تقديم المساعدة لجميع الفئات العمرية، حتى وإن كان عن طريق المساعدة النفسية أو العلاجات الدوائية، تمّت الموافقة على الدواء العشبي، هيبركوم (Hypericum) لعلاج الأطفال والمراهقين من سن 12 سنة فما فوق.
الاكتئاب هو ضعف في الشخصية
إنّ هذا الاعتقاد الخاطئ مستمر إلى الآن، حيث يرى العديد من المجتمعات أن الإصابة بالاكتئاب هي دليل واضح على ضعف الشخصية، لا أساس من الصحة لهذا الاعتقاد، إذ أنَّه كثيراً ما يقع أشخاص يتسمون بقوة الشخصية ضحية للاكتئاب، فقد يعود السبب للشعور بالمسؤولية الكبيرة.