إنّ الشعور ببعض الحزن من وقت لآخر لا يعد ضرراً؛ لأنّ ذلك يعد استجابة طبيعية للظروف المحيطة التي يمر بها الأفراد كل يوم؛ فالطبيعي أنَّ هذا الحزن يختفي بشكل سريع بمرور الوقت، كما أنّه لا يؤثر سلباً بكل ما يشعر به فيما بعد.
الاكتئاب الخفيف
يعد الاكتئاب الخفيف من أسهل أنواع الاكتئاب، تستمر الأعراض مدّة لا تزيد عن عشر أيام، حيث تتراجع معها الحالة النفسية، كذلك تتكرر هذه الأعراض بدون وجود أي سبب واضح أو أي سبب منطقي يستدعي ذلك، هنا تكون الصعوبة في اكتشاف الاكتئاب الخفيف، فقد يكون بأعراض مألوفة بالنسبة لك.
يمكن أن نشير إلى لفظ الاكتئاب عموماً على كلّ الحالات التي يشعرون فيها بتقلب واضح في المزاج، حيث إنّ الحالات الخاصة بالاكتئاب لا تتساوى؛ فمن الممكن أن يكون الاكتئاب خفيف أو متوسط أو شديد، لكل مستوى من المستويات أعراض معينة وتأثير مختلف في صحة وحياة الفرد، فلا يقتصر الاكتئاب الخفيف على الشعور بالحزن أو الضيق فحسب، إنّما قد يستمر لأيام ويتعارض مع النشاط اليومي الطبيعي للمصاب.
الاكتئاب الخفيف، أو كما يعرف أحيانًا بـ “الاكتئاب الجزئي” أو “اضطراب الاكتئاب المستمر”، هو اضطراب نفسي يتميز بمشاعر حزن مستمرة، لكن هذه المشاعر لا تصل إلى مستوى الشدة الذي يتطلب علاجًا مكثفًا. غالبًا ما يستمر هذا النوع من الاكتئاب لفترات طويلة من الزمن، قد تصل إلى سنوات، وهو يؤثر على الحالة المزاجية دون أن يعطل بشكل كامل الحياة اليومية للشخص.
أعراض الاكتئاب الخفيف
- الغضب بسرعة والانزعاج على أبسط الأمور.
- الشعور باليأس.
- الإحساس بتأنيب الضمير، أي بالذنب.
- يكره ذاته وشمئز منها.
- يفقد الرَّغبة في القيام بأيّ نشاط كان يستمتع به سابقاً قبل الاكتئاب.
- انخفاض درجة التركيز أثناء العمل أو الدراسة.
- الشعور بالإحباط.
- يشعر بشكل فجائي بعدم الرغبة بالاختلاط في أي تجمعات بشرية.
- ألم في الرأس باستمرار وآلام في الجسد من دون سبب واضح.
- النوم بشكل مفرط أثناء النهار، الشعور بالتعب والإرهاق.
- تغير الشهية؛ كأن يأكل بشكل مفرط أو يبتعد عن الأكل.
- تغيّرات في الوزن وفق تغيّرات الشهية.
علاج الاكتئاب الخفيف
يعد الاكتئاب الخفيف من أسهل أنواع الاكتئاب من حيث العلاج، فكل ما يحتاجه المصاب هو زيادة معدل السيروتونين في الدماغ من خلال جعل نمط الحياة أكثر صحية، أمّا إذا تطوّرت الحالة بسبب إهمال أو سوء التعامل، فقد يحتاج المصاب إلى علاج بمضادات الاكتئاب تحت إشراف الطبيب.
- ممارسة الرياضة بشكل دوري.
- الالتزام بساعات النوم بعد تحديدها.
- تناول وجبات غنية بالفواكه والخضراوات.
- تعلّم استراتيجيات التأمل والاسترخاء.
أسباب الاكتئاب الخفيف
مثل الاكتئاب الشديد، يمكن أن ينجم الاكتئاب الخفيف عن مجموعة من العوامل النفسية والبيولوجية والبيئية. بعض الأسباب المحتملة تشمل:
- عوامل وراثية: الاكتئاب قد يكون جزءًا من التاريخ العائلي، مما يجعل بعض الأفراد أكثر عرضة للإصابة.
- اختلالات كيميائية في الدماغ: قد تلعب التغيرات في توازن المواد الكيميائية مثل السيروتونين والدوبامين دورًا في تطور الاكتئاب.
- التوتر والضغوط النفسية: مثل المشاكل في العمل، أو العلاقات، أو الظروف المعيشية الصعبة.
- أحداث حياتية مؤلمة: مثل فقدان شخص عزيز، أو الطلاق، أو المشاكل المالية قد تزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب.
- نمط الحياة غير الصحي: قلة النوم، وسوء التغذية، ونقص النشاط البدني قد تسهم في تطور الاكتئاب الخفيف.
كيفية التعامل مع الاكتئاب الخفيف
هناك عدة استراتيجيات يمكن أن تساعد في التعامل مع الاكتئاب الخفيف وتحسين الحالة المزاجية:
- ممارسة الرياضة: النشاط البدني يحفز إفراز الهرمونات التي تساعد في تحسين المزاج مثل الإندورفين.
- الحفاظ على الروتين: الالتزام بروتين يومي من الأنشطة يمكن أن يساعد في الحفاظ على الاستقرار العاطفي.
- التواصل مع الآخرين: التحدث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة المقربين يمكن أن يخفف من مشاعر الوحدة والعزلة.
- الاهتمام بالنوم: الحفاظ على نوم كافٍ وجودة عالية يساعد في تحسين الصحة النفسية.
- التغذية الصحية: تناول وجبات متوازنة وغنية بالعناصر الغذائية التي تدعم صحة الدماغ مثل الفيتامينات والمعادن.
- الاسترخاء والتأمل: تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل يمكن أن تساعد في تهدئة العقل وتخفيف التوتر.
- العلاج النفسي: في بعض الحالات، قد تكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو أشكال أخرى من العلاج النفسي فعّالة في التعامل مع الاكتئاب الخفيف.