اقرأ في هذا المقال
هناك علاقة أخرى ترتبط بالأداء الأكاديمي، وهو قدرة التلاميذ على تقوية الانتباه للمهمة حتى يزداد الوقت الذي يقضيه التلميذ في المهمة، وغالباً ما يفترض أن التكنولوجيا تزيد من الوقت الذي يقضيه التلميذ في المهمة؛ لأن الكمبيوتر يحفز التلاميذ ويزيد من دافعيتهم إلا أن بعض العلماء لم يجد ذلك في بحوثه في مشروع التدخلات القرائية في ضوء التكنولوجيا وذلك مع التلاميذ ذوي صعوبات التعلم.
الانتباه من الأمور المتعلقة لتعليم ذوي صعوبات التعلم
فقد كان محور تركيز المشروع التدخلات القرائية هو دراسة تأثير نوع واحد من السوفتوير القرائي، وأدب الأطفال الذي يستند إلى الوسائط الزائدة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم، وهذه البرامج والتي يطلق عليها أحياناً كتب القصص الناطقة، حيث تقرأ القصص جهراً بحديث رقمي حقيقي يأتي النص مصحوباً بالصور الفوتوغرافية الملونة، وغالباً ما تتاح الفرص للتلاميذ للتفاعل مع النص والصور.
وهذا النوع من السوفتوير له إغراء كبير، حيث أنه يشجع على التفاعل مع القصة، ومع ذلك تتنوع البرامج وتتباين في مقدار التركيز الذي يوضع على نص القصة، في بعض البرامج يمكن أن يختار التلاميذ التفاعل مع الصور الفوتوغرافية وليس النص، وبذلك يتجنبون عملية القراءة تماماً، ولذلك فإن عناصر أدب الأطفال الذي يستند إلى الوسائط الزائدة والتي تجعله دافعاً للتلاميذ، يمكن أن يحد من نفعه بالنسبة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم.
ولدراسة هذا الاحتمال، قدّم بعض العلماء برامجاً مختلفة وعديدة من كتب القصص الناطقة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم، ثم لاحظوا تفاعلات هؤلاء التلاميذ مع هذه البرامج، وفي هذه الدراسة لم يحاول العلماء توجيه سلوك التلاميذ بأي طريقة، إلا أنهم قاموا بتسجيل كل جلسة على شريط فيديو وأشارت التحليلات إلى أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم لم يختاروا قضاء الوقت في تفاعل مع النص في القصص، وفي المتوسط قضى التلاميذ (60%) من وقت منخرطين في أنشطة غير قرائية، مثل التفاعل مع النقاط في الرسوم البيانية.
واللعب بألعاب الحواجز إذا كانت متوفرة على الكمبيوتر ومتابعة أنشطة أخرى الرسم وألعاب الذاكرة، بشكل واضح انخراط التلاميذ في أنشطة الكمبيوتر وليس في القراءة لضمان هذا النوع من الانخراط، فقد كانت الخطوة التالية في المشروع تتمثل في تقديم الدعم التعليمي عندما طلب من التلاميذ ذو صعوبات التعلم قراءة كل شاشة من القصة جهراً باستخدام الحديث الرقمي للبرنامج للتغذية الراجعة عن دقة القراءة.
وأدى ذلك إلى زيادة في الوقت الذي يقضيه التلميذ ذو صعوبات التعلم في المهمة على نحو مثير، والتأثيرات على مهارات القراءة لدى التلاميذ كانت في غاية الأهمية.
الحقيقة التي ننساها في تعليم ذوي صعوبات التعلم
في عالم تكنولوجيا التربية الخاصة خصوصاً في المناطق التي تهتم بإجراء البحوث والتقسيم، أحياناً نغفل عن بعض المبادئ الهامة، ليس معنى ذلك أن هذه المبادئ يتم الإغفال عنها كلية، ولكن أحياناً يتم نسيانها أو ربما توضع في غير أماكنها لبعض الوقت، ولهذا السبب فمن الأهمية بمكان أن نسخر للحوار عنها مكاناً مثل الحذر من القوة المغرية للتكنولوجيا الحديثة، من المحتمل أن كل فرد في مجتمع تكنولوجيا التربية خاصة قد خضع في وقت ما للإغراء.
ونعتقد أن برنامج السوفتوير الجديد هذا أو قطعة الهاردوير الجديدة هذه سوف تحل بعضاً من مشاكلنا، ولو تفي ببعض احتياجاتنا أكثر من أنواع التكنولوجيا الأخرى التي تستخدمها بالفعل، والمثال المعاصر على ذلك هو تكنولوجيا التعرف على الحديث، وهذه التكنولوجيا يتم الإعلان عنها من حيث أنها سهلة الاستخدام، كما أنها تعرض في السوق بسعر منخفض، وفي متناول الجميع لجذب اهتمام العديد المستهلكين، ونتيجة لذلك اقترب العديد من أولياء الأمور من المعلمين والمدارس سائلين عن أدوات التعرف على الحديث لأطفالهم.
ومع ذلك لم تكن هذه التكنولوجيا ذات أهمية مع الأطفال على عكس ما كانت مع الكبار، وبالتالي فلم تحل مشكلات ضعيفي القراءة، والتلاميذ ذو صعوبات التعلم الذين لا يستطيعون القراءة لديهم صعوبة كبيرة في التدريب على هذه الأدوات، وحتى إذا كانت الأداة تعمل بدرجة ما من الدقة فإن التلاميذ ذو صعوبات التعلم الذين يواجهون مشكله في القراءة أي غير القراء لا يستطيعون تصحيح ما کتبوه.
والأدوات القديمة أحياناً هي الأفضل هذه القاعدة نتيجة النتائج الأخير الجديد، ليس بالضرورة أن يكون الأفضل، بعض التعديلات التكنولوجية حققت عكس المراد منها، وعلى سبيل المثال نظراً لإضافة خصائص عديدة لبرنامج محل الطباعة خلال السنوات الماضية، فقد انحصرت إحدى أهم وأكثر خصائص جانبية وهي سهولة الاستخدام، أيضاً أحياناً الأدوات الجديدة ليست لديها القدرة على القيام بالوظيفة المنوطة بها، والأساس هو اختيار الأداة التي تناسب المهمة بشكل أفضل، سواء كانت جديدة أم قديمة أو ذات تكنولوجيا عالية أو منخفضة.
استخدام الكمبيوتر في حجرة الدراسة
وأيضاً استخدام الكمبيوتر في حجرة الدراسة ليس نشاط مستقل، ومن الأفكار الخاطئة الشائعة عن التكنولوجيا التعليمية، أن التلاميذ ذو صعوبات التعلم سوف يصبحون قادرين على التقدم أكاديمياً بشكل سريع، وذلك بالعمل بشكل مستقل مع الكمبيوتر، وبالنسبة للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم الأمر ليس كذلك وعلى الأقل بالنسبة للغالبية العظمى منهم.
التلاميذ ذو صعوبات التعلم الذين لديهم شرود في الذهن ربما يفشلون في توجيه الانتباه للمهمة التعليمية، وربما ينتبه الآخرون إلى السمات غير الملائمة للمهمة مثل التلاميذ ذوي صعوبات التعلم في المشروع الذي قام به بعض العلماء، حيث تجاهل التلاميذ ذو صعوبات التعلم النص في كتب القصص الناطقة؛ ليتفاعلوا مع مكونات الرسوم والألعاب في البرامج بما ينتبه تلاميذ آخرون يعانون من مشكلات أخرى من صعوبات التعلم إلى المهمة، ولكنهم يفشلون في الاستغلال الكامل للمدعمات المتاحة.
وعلى سبيل المثال ربما يكتب التلاميذ مستخدمين مجهز الكلمات إلا لنهم يتجاهلون أو يهملون فـي استخدام المصحح الإملائي لتصحيح أعمالهم، ولضمان حدوث التعلم لا بد أن يلعب المعلمون دوراً فعالاً في تفاعلات التلاميذ ذوي صعوبات التعلم مع الكمبيوتر، فالتلاميذ ذوي مشكلات التعلم ليسوا في عزلة داخل الصفوف في المدارس، يجلسون بشكل غير مناسب أمام الكمبيوتر.
فالمعلمون لا بد أن يكونوا وسطاء بين المتعلم والتكنولوجيات، بمعنى أن يوضح المعلم المهمة للتلميذ ذو صعوبات التعلم ويساعده على اكتساب المهارات المطلوبة المرجوة لتحقيق وإنجاز المهمة، وغالباً ما يطلب تنمية واسعة وشاملة للمهارات، وعلى سبيل المثال تجهيز الكلمة يجب أن يتعلم ضمن سياق البرنامج التعليمي الذي يستند إلى نموذج الكتابة.
وبالإضافة إلى استراتيجيات التدريس للتخطيط والتحرير وأيضاً المراجعة في كافة الحالات، فإن مراقبة تقدم التلميذ ذو صعوبات التعلم جزء من العملية التعليمية، حتى تتم التغييرات التعليمية المناسبة متى كانت هناك حاجة إليها.