تعتبر الطفولة مرحلة حياتية حساسة وحاسمة في تكوين شخصية الفرد، حيث تلعب البيئة والتجارب الأولية دورًا كبيرًا في تحديد مساره المستقبلي، من بين العوامل التي قد تؤثر بشكل كبير على تطور الأطفال ونموهم النفسي والاجتماعي، يأتي العنف الجسدي على رأس هذه العوامل، يُعتبر العنف الجسدي ظاهرة خطيرة تمتد آثارها إلى مجموعة متنوعة من جوانب حياة الأطفال، منها التحصيل الدراسي الذي يُعد مؤشرًا حاسمًا لمستقبلهم.
تأثير العنف الجسدي على النفسية الطفلية
يعتبر الأطفال عرضة للتأثير النفسي للعنف الجسدي بشكل أكبر نظرًا لضعفهم الجسدي واعتمادهم الكبير على بيئتهم لتلبية احتياجاتهم.
تعرض الأطفال للعنف الجسدي قد يؤدي إلى تكوين آفاق نفسية سلبية، منها انخفاض تقدير الذات، والقلق، والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية.
تتأثر النموذج الذاتي لدى الأطفال بشكل سلبي، مما يجعلهم يشعرون بعدم القدرة على تحقيق النجاح الدراسي.
تراجع الأداء الدراسي
تظهر آثار العنف الجسدي على الأداء الدراسي من خلال انخفاض التحصيل الأكاديمي. يتعذر على الأطفال الذين يتعرضون للعنف الجسدي التركيز والانتباه في الفصول الدراسية، مما يؤثر سلبًا على استيعابهم للمواد الدراسية وتنفيذ المهام المطلوبة.
يعاني هؤلاء الأطفال من انخفاض في تحصيلهم الدراسي وقدراتهم العقلية، مما يمكن أن يؤدي في المستقبل إلى فقدان الفرص والتقييدات المهنية.
تأثير العنف على السلوك المدرسي
تنعكس آثار العنف الجسدي على السلوك المدرسي للأطفال بشكل سلبي أيضًا. يمكن أن يؤدي التعرض المستمر للعنف إلى زيادة انفعالاتهم العدوانية والتوتر في البيئة المدرسية. يصبح الأطفال الذين يعانون من آثار العنف الجسدي أكثر عرضة للمشاكل التحصيلية والانسحاب من الأنشطة المدرسية.
إنَّ التأثير النفسي للعنف الجسدي على التحصيل الدراسي للأطفال يشكل قضية خطيرة تتطلب الاهتمام والوعي من المجتمع والأهل والجهات التعليمية. من المهم التشديد على إيجاد بيئة آمنة وداعمة للأطفال، تسمح لهم بالنمو الصحيح وتحقيق إمكانياتهم الأكاديمية بدون تداعيات سلبية تؤثر على مستقبلهم.