التحيز الضمني في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


لدينا جميعًا تحيزات أو افتراضات غير مدعومة نتخذها بشأن الأشخاص أو المجموعات، حيث يشير التحيز الضمني في علم النفس المعروف أيضًا باسم التحيز اللاواعي، إلى الأفكار النمطية الاجتماعية المختلفة والأحكام التي يعينها الأشخاص عن غير قصد للآخرين، وذلك بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل، مثل العمر أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية أو الوزن أو الجنس أو العرق أو التوجه الجنسي.

التحيز الضمني في علم النفس

في حين أن التحيزات الصريحة هي تلك التي يعبر عنها الناس علانية فإن التحيز الضمني في علم النفس غالبًا ما تكمن خارج وعينا الواعي، على سبيل المثال إذا قام مدير بتعيين مهمة ثقيلة من الناحية التقنية لعضو شاب بدلاً من عضو أكبر سنًا بناءً على الافتراض غير المعلن بأن الأشخاص الأصغر سنًا أفضل مع التكنولوجيا، فإن التحيز الضمني يلعب دورًا.

حيث يمكن أن يحدث التحيز الضمني في علم النفس أيضًا في الفصل الدراسي على سبيل المثال قد يقوم الطلاب بتهميش المتحدثين غير الناطقين باللغة الإنجليزية عند اختيار مجموعات العمل، مع الافتراض اللاواعي بأنهم قد لا يؤدون مثل أقرانهم الناطقين باللغة الإنجليزية.

تكمن الطبيعة السلبية في التحيز الضمني في علم النفس في طبيعته اللاواعية، حيث تتعارض تحيزاتنا الضمنية غالبًا مع القيم التي نطمح إليها، وعندما لا يدرك الناس أنهم يفعلون شيئًا ما فقد يكون من الصعب تصحيحه، وقد يستمر هؤلاء الأفراد بمثل هذه الأحكام والسلوكيات بغض النظر عن نتائجها السلبية في المستقبل.

كل شخص لديه معتقدات ضمنية حول مختلف الفئات الاجتماعية ويمكن أن يكون لهذه التحيزات تأثير سلبي في بيئاتنا الاجتماعية والدراسية والعمل، حيث يعتبر التحيز الضمني في علم النفس ضار لأنه يؤثر على طريقة إدراكنا للآخرين وتفاعلنا معهم، ويمكن أن تقودنا إلى نزع شخصية الأشخاص من مجموعات مختلفة بناءً على الخصائص المتصورة، ويعد تعلم التعرف عليها والتغلب عليها خطوة مهمة نحو التغلب على التحيز والأفكار النمطية الاجتماعية والعرقية.

أنواع التحيز الضمني في علم النفس

تتضمن الخطوة الأولى نحو معالجة التحيز الضمني في علم النفس تعلم كيفية التعرف بجميع أنواعها وأشكالها، من بين التحيزات الضمنية المختلفة السائدة في جميع أنحاء المجتمع هناك بعض التحيز العرقي، والتحيز العمري، والتحيز الجنسي، والتحيز المجتمعي وتحيز القدرة.

يحدث التحيز العرقي عندما يفترض الناس خصائص معينة حول شخص ما بناءً على عرقهم أو ثقافتهم​​، مثل افتراض أن جميع الطلاب من ثقافة معينة يجيدون الرياضيات أو أن جميع الأفراد ذوي الأصول الثقافي الأخرين هم متعلمين للغة الإنجليزية، ثم يتخذون إجراءات تعزز تلك التحيزات أو تجاهل دون وعي عضو من أصل معين لمهمة تتطلب مهارات اتصال قوية باللغة الإنجليزية على سبيل المثال.

بينما يحدث التحيز العمري عندما يضع الناس افتراضات حول الآخرين بناءً على أعمارهم، على سبيل المثال عندما يرفض مدير التوظيف الذي يبحث عن متقدم متمرس في وسائل التواصل الاجتماعي سيرة ذاتية لأن تاريخ التخرج يشير إلى أن مقدم الطلب في منتصف العمر، ويفترض دون وعي أن المرشح لن يكون بارعًا في إدارة وسائل التواصل الاجتماعي.

ويحدث التحيز الجنسي عندما يفترض الناس أن أحد الجنسين هو الأنسب لوظيفة معينة مثل مجالسة الأطفال بغض النظر عن مستوى خبرة المتقدم، بينما يعتبر تحيز القدرة سائد في جميع أنحاء المجتمع تشمل الأمثلة مديري التوظيف الذين تقل احتمالية اختيارهم لمرشح من ذوي الإعاقة لأنهم يفترضون دون وعي أنهم سيكونون أكثر عرضة لأخذ إجازة مرضية، والأفراد الذين يفترضون أن جميع الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي هم عرضة للسلوك العنيف أو الخطير، لذلك دون معرفة أنهم يفعلون ذلك يقوم بتقييدهم من أدوار معينة.

كيفية التغلب على التحيز الضمني في علم النفس

يمكن للناس استخدام العديد من الاستراتيجيات المختلفة للتغلب على التحيزات الضمنية ومعالجتها في علم النفس، على الرغم من أن هذا مجال لا يمكن لأحد السيطرة عليه بالكامل ولكن يتوجب التفاعل معه والتقليل منه بين الأفراد وخاصة الأفراد ذوي السلوك الجمعي ضمن مجموعة واحدة، او زملاء عمل في وظيفة واحدة وغيرهم.

تتمثل كيفية التغلب علا التحيز الضمني في علم النفس من خلال حصر وتقييم التحيزات الخاصة بالشخص، حيث تتمثل أهم خطوة للتغلب على تحيزات الفرد الضمنية في حصرها، من خلال التفكير في تحيزاته وأن يكون استباقي في تحديد الأفكار النمطية السلبية التي لديه عن الآخرين، ومنها تتمثل إحدى الطرق في إجراء أحد اختبارات الجمعية الضمنية الخاصة بالمشروع الضمني والتي تقيس موضوعات مثل العرق والجنس والوزن وغيرها.

خداع الذات التحيز الضمني في علم النفس

إن الافتقار إلى الدافع للتفكير بشيء آخر يجب تحفيزه على عدم التفكير، حيث يمكن أن تحفز المصلحة الذاتية على قمع التفكير، ويعتبر خداع الذات هو مسألة عدم تحفيز المرء لفحص أفعال المرء أو التفكير بعناية شديدة، خشية ظهور شيء غير سار، في حين أنه قد يكون من الممكن اكتشاف المعاملة التفاضلية في أفعال الفرد أو التنبؤ بها عندما يُطلب من الفرد ذلك تحديدًا، فهذه حقائق يصعب مواجهتها.

إن الاعتراف ليس فقط بتفاعل الفرد في أنماط التمييز ولكن استمرارها، وإن كان ذلك بطرق خفية وغير مقصودة، هو أمر يصعب على الكثير قبوله بلا شك، ومن الواضح أن الاعتقاد بأن أفعال الفرد متحيزة ضمنيًا والمعتقدات الضمنية الأخرى حول دور الفرد في الحفاظ على أنماط التمييز، هي معتقدات أنه لمجموعة من الأسباب قد يكون الدافع وراء الفاعلين عدم المواجهة، وعلى العكس من ذلك فإن الاعتقاد بأن أفعال الفرد تتماشى مع المُثل الأخلاقية للفرد مثل عدم التمييز وحساسية الأدلة وعدم الانحياز هو اعتقاد يحفز الوكلاء على الحفاظ عليه.

ولتجنب هذا النوع من التفكير الأخلاقي الذي قد يقلب تلك المعتقدات المرغوبة يظهر هذه الحقائق غير المرغوب فيها حول ميلنا إلى التحيز، هو تفسير معقول لهذا النقص في الوعي، بعد كل شيء هناك أدلة كثيرة من علم النفس التجريبي على الحفاظ على مفهوم الذات الإيجابي، في الواقع الدافع لتقديم نظرة إيجابية لأنفسنا هو ما يثير مخاوف بشأن صحة تدابير الإبلاغ الذاتي في التحيز الضمني في علم النفس، حيث أننا لا نريد أن نرى أنفسنا أو ندع الآخرين يروننا متحيزين، ويجعل الوصول إلى المواقف عبر التدابير الضمنية.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن مثل هذا الدافع له دور في الحفاظ على نظرتنا لأنفسنا على أننا محصنون ضد التحيز الضمني في علم النفس، حيث وجدت أن الأفراد يبالغون في الاعتماد على أدلة الاستبطان المضللة للميل إلى التحيز وكشف الاستبطان وعدم التحيز، في غضون ذلك تجاهل العديد من المشاركين الدليل السلوكي على تحيزهم الخاص الذي كانوا على استعداد لأخذه كدليل على التحيز لدى الآخرين.


شارك المقالة: