التفاعل الصفي المثير للتفكير لتنمية الموهبة والتفوق

اقرأ في هذا المقال


التفاعل الصفي المثير للتفكير لتنمية الموهبة والتفوق:

لا شك أن ما يحصل داخل الفصول المدرسية التي يؤثر بدرجة كبيرة على مدى نجاح برامج التربية والتعليم الوطنية في بلوغ أهدافها، ولا سيما ما يتعلق منها بتنمية التفكير لدى الطالب، فقد يحصل التعليم من قبل المعلم ولا ينتج عنه تعلم من قبل الطلبة، وقد يحصل تعلم يقتصر على محتوى محدد دون أن يرافقه أو يترتب علية نمو في التفكير وإذا كان الاتفاق واسعاً بين الباحثين والمربين على أن التفكير من الأهداف الرئيسة للتربية والتعليم.

وأيضاً إن تعلم المادة الدراسية لا يحتاج بالضرورة إلى مهارات التفكير، ويمكن أن نوفر مناخ صفي معتدل يتيح للطلبة مجال للتفكير وكما توفر إمكانية تعلم المحتوى الدراسي معاً قبل الإجابة عن هذا السؤال نوجه للمعلم عدداً من الأسئلة التي تبني مدخلاً ملائماً حتى تتم بذلك معالجة دقيقة الأبعاد لجو صفي إيجابي، ونتوقع أن تكون ردود الفعل عليها إيجابية هل يحبك طلبتك ويملكون الثقة تجاهك؟ وهل تتعامل مع كل  طلبتك بالطريقة نفسها من الاحترام والمساواة.

وأيضاً هل تحترم أفكار طلبتك من دون تحيز؟ وهل يتقبل طلبتك أخطاءهم وأخطاء زملائهم باعتبارها من أدوات التعلم؟ وهل يعرف طلبتك على وجه اليقين ما يترتب على أفعالهم أو أقوالهم من ردود فعل لديك؟ وهل يقدم سلوكك نموذجاً كمعلم ومتعلم معاً؟و هل لديك قناعة بأن التفكير هدف مهم وأساسي في صفك؟ وتنقسم ديناميات المناخ الصفي إلى ثلاث مجموعات رئيسة، وهي التفاعل الصفي واستجابات المعلم وأسئلة المعلم.

من المبادئ المهمة التي يجري التركيز عليها من قبل القادة التربويين والأساتذة في كليات التربية ومعاهد إعداد المعلمين المبدأ القائل بأن الطالب هو العامل الأساسي للعملية التربوية، وربما لا يختلف اثنان من المعلمين قولاً على الأقل على حقيقة أن الطالب هو العامل الأساسي لعملية التربوية، وأما على صعيد الواقع والممارسة فإن الفجوة عميقة بين ما نؤمن به ونقوله وبين ما نفعله.

وفي معظم الحالات نجد فصولاً يستفيد فيها المعلمون من وقت الدرس وأثناء إلقاء المحاضرات ويعرضون المعلومات والتعليمات، وحتى عندما تتاح فرصة للنقاش أي طرح الأسئلة نجد أن الطالب يحرص على إعطاء الأيجدية التي يحتاجها المعلم ويريدها، وعندما يطرح المعلم سؤاله تقليدي خلال الحصة أو في نهايتها من منكم لم يفهم الدرس؟ فغالباً لا يوجد من يتطوع بالقول أنه لم يفهم الدرس.

ومن أحاديث المعلمين في الصفوف التي تم ازديادها حوالي ألف صف لا تستدعي استجابة من الطلبة، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو ما الأفعال التي يمكن أن يعمل بها المعلم بهدف إيجاد المناخ الصفي الذي يجعل محور العملية التربوية الطالب؟ وللإجابة عن هذا السؤال يتم عرض أهم الأفعال التي تعمل من الطالب أساس العملية التربوية، وعدم اقتصار أو تحديد وقت الحصة، وإن عامل الوقت وكيفية استثماره وتنمية المؤشرات الرئيسة في إصدار الأحكام على طبيعة المناخ الصفي.

والمقصود في احتكار وقت الحصة هو الوقت الذي يستغرقها المعلم  هو يتكلم فكلما استغرق المعلم وقت أطول في إلقاء محاضرته وطرح أسئلته وإجابة تساؤلاته ازداد دور الطالب خمولاً، وأجرى الباحث (ستيل) وآخرون دراسة المقارنة صفوف عادية بصفوف خاصة بالطلبة الموهوبين والمتفوقين من حيث الوقت الذي يحتكره المعلمون لأنفسهم من الحصص.

فوجدوا أن المعلم يتكلم بنسبة تتراوح بين (75- 90%) من وقت الحصص في (75%) من مجموع الصفوف العادية و(43%) من مجموع صفوف الطلبة الموهوبين والمتفوقين، كما وجدوا أن المعلمين في (3%) فقط من الصفوف العادية و (41%) من صفوف الموهوبين والمتفوقين أخذوا من (10-25%) من وقت الحصص.

ويرى (ستيل) ورفاقه أن احتكار المعلم (75%) أو أكثر من الوقت لنفسه مؤشر على تسلطه وإهماله لدور الطلبة، أما عندما يقتصر حديث المعلم على نسبة (40%) أو أقل من وقت الحصة فإنه المعلم بذلك يهيئ مناخ صفي متمركز حول الطالب يثير اهتمامه وقدراته وحماسه للتعلم.

إن النزعة الاستعراضية لدى غالبية المعلمين هي محصلة خبرات متعددة كرستها النظم التربوية السائدة على مدى عقود متعددة، فقد تمت ممارسة سياسة الاستعراض عليهم في المدارس والجامعات، ومن الطبيعي أن يقوم بإنجازها أمام طلبتهم برغم من القناعة العامة التي لا تعنى إلى الأفعال بأن الطالب هو محور العملية التربوية.


شارك المقالة: