التفكير السحري في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


التفكير السحري في علم النفس:

يتضمن التفكير السحري في علم النفس الاعتقاد بأن تفكير الشخص أو سلوكاته أو أفعاله أو كلماته أو استخدام الرموز يمكن أن يؤثر على مسار الأحداث في العالم المادي المحيط به، حيث يوضح ويحدد التفكير السحري وجود علاقة ترابطية بين تجربة الشخص الذاتية والمحيط القريب منه، ومنها تشمل الأمثلة الاعتقاد بأن توجهات الشمس والقمر والهواء أو نزول الغيث من السماء يمكن أن تتأثر بأفكار المرء، أو من خلال التلاعب بنوع من التمثيل الرمزي لهذه الظواهر الفيزيائية.

أصبح التفكير السحري موضوعًا مهمًا مع ظهور علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في القرن التاسع عشر، حيث قيل إن التفكير السحري هو سمة متكاملة لمعظم المعتقدات الدينية، مثل أن الخبرة الذاتية للشخص، وغالبًا بتفاعل مع قوة أكبر، يمكن أن تؤثر على اتجاهات وميول الشخص في المجتمع المادي.

اقترح علماء النفس الأوائل البارزين في علم النفس المعرفي أن هذا النوع من التفكير يميز الثقافات التقليدية غير الغربية، والتي تتناقض مع الفكر العلمي العقلاني الأكثر تقدمًا من الناحية التنموية الموجود في الثقافات الغربية الصناعية، إذًا ارتبط التفكير السحري بالدين والثقافات القديمة واعتبر من الناحية التنموية أدنى من التفكير العلمي الموجود في الثقافات الغربية الأكثر تقدمًا.

التفكير السحري من وجهة نظر سيغموند فرويد وجان بياجيه:

أثر هذا المنظور على المنظرين النفسيين والنظريات النفسية في القرن العشرين، ولا سيما سيغموند فرويد وجان بياجيه، والتي يمكننا من خلالها توضيح وجهات النظر الخاصة بكل من سيغموند فرويد وجان بياجيه، من خلال ما يلي:

سيغموند فرويد في التفكير السحري:

جادل فرويد بأن هناك شكلين أساسيين من التفكير السحري تتمثل في العملية الأولية والثانوية، ويمن التطرق لها من خلال ما يلي:

1- العملية الأولية:

يخضع فكر العملية الأولية لمبدأ المتعة، حيث تسعى الرغبات الغريزية التي تحركها الهوية إلى تحقيقها دون النظر إلى قيود العالم الخارجي، وعرّف التفكير السحري بأنه الاعتقاد بأن الرغبات يمكن أن تفرض نظامها الخاص على العالم المادي وهو شكل من أشكال التفكير العملي الأساسي.

2- العملية الثانوية:

العملية الثانوية هي تطور أكثر تقدمًا ناتجًا عن ظهور الأنا، والتي توفر تقييمات عقلانية في ظل اتجاه مبدأ الواقع، والتي تسمح بالاستجابات التكيفية للبيئة، حيث استخدم فرويد هذا النموذج للتطور الفردي لشرح مراحل التطور الثقافي التي اقترحها علماء الأنثروبولوجيا وهذا يعني أن التطور الجيني للفرد يعتبر من دوافع الهوية والفكر السحري للطفولة، إلى قيود الأنا والعقلانية في مرحلة البلوغ ويعكس التطور الجيني للثقافات البشرية من السحر إلى الوعي العلمي.

جان بياجيه في التفكير السحري:

وضع تحقيق بياجيه أيضًا التفكير السحري في مركز تفكير الأطفال الصغار، حيث سأل بياجيه الأطفال عن فهمهم للأحداث في العالم المادي واكتشفوا أن الأطفال، قبل سن 7 أو 8 سنوات، يعزون نشاطهم كمصدر سببي للأحداث الجسدية لذلك على سبيل المثال، يعتقد الأطفال أن نشاطهم هو الذي يسبب حركة الشمس والقمر وأن التلويح بأيديهم يسبب الريح.

يجادل بياجيه أن التفكير السحري ناتج عن مركزية أنانية عميقة، من اختبار الذات كمركز للكون، ونقص التمايز بين الخبرة داخل النفس والسببية الجسدية، وهذه المرحلة التنموية المتميزة نوعيًا تم استبدالها بالتمييز داخل النفس عن العالم المادي، ولامتياز الفكر والقدرة على المنطق، والتفكير العلمي، أي يتم استبدال التفكير السحري بالفكر العلمي العقلاني.

على الرغم من أن بياجيه أقل وضوحًا من الناحية البرمجية من فرويد، إلا أنه جادل أيضًا في أن هذه المراحل من تطور الجنين تلخص المراحل التقدمية في تطور الثقافات، من السحري إلى الوعي العلمي.

التفكير السحري في البحث النفسي:

تشير الأبحاث النفسية الحديثة إلى أن التفكير السحري أقل انتشارًا وأكثر انتشارًا مما كان يعتقد سابقًا، وهذا يعود كأسباب إلى ما يلي:

1- تتوجه الدلائل إلى أنه باستطاعة الأفراد وخاصة الأطفال الصغار أن يستعملون التفكير السحري، ولكنهم يحيطون أنفسهم ويتمحورون حول الذات لديهم بشكل أبسط، وهم يستطيعون فهم غير بسيط للعلاقات الجسدية، في سن مبكر بكثير مما وضعه بياجيه.

2- الأفراد البالغين على الرغم من قدرتهم على التفكير العلمي، لديهم معتقدات دينية وذات قيم معينة غالبًا ما تتضمن سمات التفكير السحري، ويتفاعلون في التفكير السحري في العديد من الأوقات، ويمكن أن يؤثر بهم مثل هذا النوع من التفكير وبنفس الإجراءات المحتملة.

3- في بعض الأوقات يكون التفكير السحري متباين بين الأطفال والبالغين، من حيث الأفكار والتساؤلات التي تتوارد أذهان كل من الفئتين حول الحياة والموت والوجود وأسباب العيش وغيرها.


شارك المقالة: