التقييم النفسي والعلاج لدى أطفال ما قبل المدرسة

اقرأ في هذا المقال


يجب أن يتضمن التقييم النفسي للأطفال الصغار منظور تنموي وعلائقي وبيولوجي حول أعراض التقديم، كما يتضمن البيانات التي تمّ جمعها في المقابلة ومراقبة التفاعلات الثنائية أو الثلاثية، بالإضافة إلى الدرجات على أدوات الفحص المعتمدة.

التقييم النفسي والعلاج لدى أطفال ما قبل المدرسة:

يجب أن يصبح التوسع في الخدمات العلاجية النفسية التنموية الملائمة للعمر أولوية قصوى للصحة العامة، لجعل هذه العلاجات متاحة على نطاق أوسع للأطفال الصغار وللحصول على فائدة أكبر محتملة من التدخل المبكر الممكن للاضطرابات النفسية، تمّ إحراز تقدم علمي كبير في مجال الطب النفسي للرضع ومرحلة ما قبل المدرسة على مدى العقدين الماضيين، على الرغم من أنّ هذا مجال ذو تاريخ نظري طويل وغني.

إلّا أنّ التحقيقات التجريبية للاضطرابات النفسية عند الرضع ومرحلة ما قبل المدرسة تخلفت بشكل كبير عن مجالات الطب النفسي والطب الأخرى، إنّ التقدم في فهم التطور الاجتماعي والعاطفي المعياري المبكر خلال العقد الماضي، بالإضافة إلى التوافر الأحدث للمقابلات النفسية المناسبة للعمر لمقدمي الرعاية للأطفال الصغار، قد سهلت التحقيقات في الاضطرابات النفسية المبكرة جداً.

بعد هذه التطورات أصبح التحقق التجريبي متاح للعديد من الاضطرابات النفسية في المحور الأول لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين أو ثلاثة أعوام، تشمل هذه الاضطرابات الاضطراب الاكتئابي الرئيسي (MDD) واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) واضطراب العناد الشارد (ODD)، كذلك اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، تمّ وصف مرض التوحد جيداً عند الأطفال الصغار لعقود عديدة، مع التركيز على الاكتشاف المبكر حتى في مرحلة الطفولة.

تجري تحقيقات في علم تصنيف أمراض القلق واضطرابات التعلق، هذه التطورات ذات أهمية واضحة للتخفيف من الإعاقات وتخفيف معاناة الأطفال الصغار، بالإضافة إلى أهميتها في مجال الطب النفسي للأطفال، قد يكون لهذه التطورات أيضاً آثار على التدخل في الاضطرابات النفسية عبر مدى الحياة، يعتمد هذا على الاحتمال المثير بأنّ التدخل المبكر خلال فترة التغيير التطوري السريع والمرونة العصبية للدماغ في وقت مبكر من الحياة، قد يوفر فرصة لتأثيرات علاج أكبر.

إنّ الفعالية القوية للتدخل المبكر على الرغم من قبولها على نطاق واسع، كمفتاح لسنوات عديدة في العديد من المجالات التنموية العامة، مثل الكلام واللغة والتطور الحركي، تظهر أيضاً في العديد من الاضطرابات العقلية المحددة، يتم التأكيد على أهمية تحديد الاضطرابات النفسية في أقرب نقطة نمو ممكنة خلال الطفولة وفترة ما قبل المدرسة من خلال تأثيرات العلاج المعززة نسبياً الموجودة في طيف التوحد والاضطرابات التخريبية.

الشعور الاجتماعي والعاطفي للأطفال الصغار:

كان هناك افتراض واسع النطاق وطويل الأمد بأنّ الأطفال الصغار ليسوا عرضة لاضطرابات عقلية خطيرة، يرتبط بهذا الافتراض القائل بأنّ الأطفال الصغار غير مدركين عاطفياً وغير متطورين، بالتالي فهم غير متفاعلين أو محصنين نسبياً من الأحداث التجريبية العاطفية، تمّ دحض الافتراض الأخير من خلال الأدبيات التجريبية حول التطور الاجتماعي والعاطفي للأطفال الصغار، نظراً لتوضيح الكفاءة العاطفية المبكرة للأطفال الصغار، بما في ذلك حساسيتهم تجاه الصدمات.

كذلك قدرتهم المبكرة جداً على تمييز مقدمي الرعاية لهم عن الآخرين، كذلك قدرتهم على تجربة المشاعر المعقدة مثل الشعور بالذنب والعار، لذلك تمّ اكتشاف وفهم البداية المبكرة اختلالات عقلية، تسلِّط هذه النتائج الضوء على قابلية الأطفال الصغار للتأثر بأحداث الحياة الصادمة والتجارب العاطفية السلبية، كما تؤكد على الحاجة إلى الاهتمام بهذه المجالات التنموية المبكرة، تؤكد الأدبيات الواسعة والمتنوعة على الأهمية المركزية لتطوير والحفاظ على البيئات النفسية والاجتماعية للأطفال الصغار.

الحاجة إلى تقنيات التقييم المناسبة للعمر:

من المعروف الآن أنّ العديد من الاضطرابات النفسية على المحور الأول، بما في ذلك الاضطراب الاكتئابي الرئيسي واضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات القلق واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، كذلك اضطراب نقص الانتباه واضطرابات التعلق واضطرابات طيف التوحد تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة جداً، مع ذلك فإنّ الكشف عن هذه الحالات والتشخيص الدقيق لها عند الأطفال الصغار جداً يمكن أن يكون معقد وصعب بالنسبة للطبيب.

يتطلب التقييم النفسي للرضيع ومرحلة ما قبل المدرسة تقنيات متخصصة، كذلك ملاحظات مع مرور الوقت كلما أمكن ذلك والحاجة إلى التمييز بين الأعراض المهمة سريرياً، من التطرف السلوكي والعاطفي المعياري المعروف بتميز الطفولة المبكرة، السمات الرئيسية للتقييم التشخيصي للطفل الصغير هي محورية العلاقة بين الطفل ومقدم الرعاية، يعتمد هذا على المبدأ الراسخ القائل بأنّ الطفل الصغير يعتمد بشكل لا ينفصم على مقدم الرعاية من أجل الأداء العاطفي والرفاهية.

بالإضافة إلى ذلك فإنّ سياق وخصوصية التعبير عن الأعراض واستخدام اللعب كوسيلة للملاحظة، هي أيضاً مبادئ توجيهية رئيسية لتقييم الصحة العقلية للرضع ومرحلة ما قبل المدرسة، يجب دائماً إجراء تقييم الطفل الصغير في سياق اللعب داخل الشخص الذي يعتني بالطفل، نظراً للحاجة إلى ذلك يتم إجراء التقييمات بشكل عام على مدار عدة أسابيع، هناك حاجة إلى ملاحظات متعددة بسبب التأثير القوي المحتمل للإرهاق أو حتى المرض الخفيف على سلوك الطفل الصغير، الذي غالباً ما يؤدي إلى فحص الحالة العقلية غير التمثيلي.

تعتبر ملاحظات اللعب مع مقدمي الرعاية المختلفين أيضاً أساسية للحصول على صورة سريرية واضحة، غالباً ما تكون تنسيقات المقابلات شبه المنظمة التي تسمح للطبيب بمراقبة الثنائي، في ظل مجموعة متنوعة من الظروف المثيرة للذكريات، مثل الأكل واللعب المنظم واللعب الحر والفواصل القصيرة ولم الشمل مفيدة، على طول هذا الخط يجب على الأطباء وأولياء الأمور توخي الحذر من التشخيصات النفسية التي تُعطى للأطفال الصغار بعد ملاحظة قصيرة واحدة فقط للسلوك.

نقاط التفتيش:

أصبح التحقق التجريبي للعديد من الاضطرابات النفسية من المحور الأول في الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين عامين أو ثلاثة أعوام متاح، تشير النتائج التنموية الأساسية إلى أنّ الأطفال الصغار عرضة لأحداث الحياة الصادمة والتجارب العاطفية السلبية، السمات الرئيسية للتقييم التشخيصي للأطفال الصغار هي محورية العلاقة بين الطفل ومقدم الرعاية كوحدة للمراقبة.

هناك حاجة إلى ملاحظات متعددة بسبب التأثير القوي المحتمل للإرهاق أو حتى المرض الخفيف على سلوك الطفل الصغير، الذي غالباً ما يؤدي إلى فحص الحالة العقلية غير التمثيلي، إحدى القضايا المركزية في إجراء تقييم سريري أو بحثي مناسب للعمر للطفل الصغير هي الحاجة إلى التحقيق في مظاهر الأعراض المعدلة نمواً.

التعديلات التنموية لمظاهر الأعراض:

إحدى القضايا المركزية في إجراء تقييم سريري أو بحثي مناسب للعمر للطفل الصغير، هي الحاجة إلى التحقيق في مظاهر الأعراض المعدلة نمواً، ببساطة على أساس التجارب الحياتية للطفل الصغير مقارنةً بالأطفال الأكبر سناً أو الكبار، ستظهر بعض الأعراض وتظهر بشكل مختلف، أحد الأمثلة الواضحة هو انخفاض الرغبة الجنسية، هذا المظهر الشائع لانعدام التلذذ عند البالغين ليس مظهر محتمل من الناحية التطورية لانعدام التلذذ عند الطفل الصغير.

مع ذلك فإنّ مظاهر انعدام التلذذ المصححة بالعمر وليس تباين معياري في طفل صغير، تشمل عدم القدرة على الاستمتاع باللعب وهو ما يُلاحظ بشكل شائع عند الأطفال الصغار المكتئبين، بالتالي يمكن أن يحدث انعدام التلذذ خلال فترة العمر، لكن مظاهره ستكون واضحة بطريقة محددة من الناحية التنموية، إذا قام الأطباء بالتحقيق في الأعراض الرئيسية لاضطرابات (DSM) المصمّمة عادةً للبالغين والأطفال الأكبر سناً، فمن المرجح أن يستنتجوا أنّ الأعراض غير موجودة.

بالتالي قد يفشلون في اكتشاف الاضطراب، تمّ تطوير العديد من المقابلات المنظمة والمنظمة حسب العمر للاستخدام البحثي لمقدمي الرعاية للأطفال الصغار، على الرغم من أنّها ليست مصممة للاستخدام السريري، فقد تساعد هذه الأدوات في توجيه المقابلات السريرية، العرض السريري لاضطرابات المحور الأول في مرحلة ما قبل المدرسة، بينما ظهر مستوى مدهش من الاستمرارية في الأعراض الأساسية للعديد من الاضطرابات النفسية من المحور الأول لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة.

فقد أصبحت الحاجة إلى بعض التعديلات التنموية المهمة واضحة أيضاً، قد يكون هناك اضطرابان معروفان جيداً عند البالغين ولكنّهما يُرى أيضاً في مرحلة ما قبل المدرسة، التي توجد بها قاعدة بيانات كبيرة نسبياً، كأمثلة توضيحية متناقضة للاستمرارية والانقطاع في علم تصنيف الأمراض عبر هذه الفترة العمرية.

تم تحديد (MDD) في مرحلة ما قبل المدرسة، كما يظهر الاستمرارية في نفس المعايير الأساسية عند تقييم التعديلات التنموية لمظاهر الأعراض، أثيرت مسألة ما إذا كان ينبغي تعديل معيار مدة الأسبوعين لمرحلة ما قبل المدرسة، تشير البيانات التجريبية إلى أنّ عتبة المدة نفسها قد لا تنطبق في هذه السن الأصغر، باستثناء هذا التعديل ومع ذلك لا يبدو أنّه يتم الإشارة إلى أي تعديلات في علم التصنيف الأساسي، ممّا يشير إلى أنّ علم تصنيفات اضطراب الاكتئاب يظهر استمرارية عبر الفترة العمرية.


شارك المقالة: