اقرأ في هذا المقال
- الأفكار السلبية والقلق الاجتماعي
- التوقعات غير الواقعية لمريض الرهاب الاجتماعي
- كيفية التعامل مع الجوانب العقلية للرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي، هو اضطراب نفسي يتميز بالخوف الشديد من المواقف الاجتماعية والشعور بالقلق من الحكم السلبي من الآخرين. هذا الاضطراب يؤثر بشكل كبير على العقل، ويسبب سلسلة من الأفكار والمشاعر السلبية التي تعرقل الحياة اليومية للفرد. في هذا المقال، سنناقش الجوانب العقلية للرهاب الاجتماعي، بما في ذلك الأفكار السلبية، التوقعات غير الواقعية، انعدام الثقة بالنفس، الخوف من النقد، وكيفية التعامل مع هذه الجوانب العقلية.
الأفكار السلبية والقلق الاجتماعي
أحد الجوانب الرئيسية للرهاب الاجتماعي هو وجود أفكار سلبية مستمرة حول الذات والمواقف الاجتماعية. هذه الأفكار تشمل:
التفكير الزائد: الأفراد الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يميلون إلى التفكير الزائد في المواقف الاجتماعية وتحليلها بشكل مفرط. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالقلق والخوف.
التوقعات السلبية: يميل الأفراد إلى توقع الأسوأ في المواقف الاجتماعية. على سبيل المثال، قد يعتقدون أنهم سيبدون أغبياء أو أن الآخرين سيحكمون عليهم بشكل سلبي.
التعميم المفرط: يمكن أن يؤدي فشل واحد أو تجربة سلبية واحدة إلى تعميم الفشل على جميع المواقف الاجتماعية. هذا يمكن أن يعزز الشعور بالعجز والخوف.
التوقعات غير الواقعية لمريض الرهاب الاجتماعي
الأفراد الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي غالبًا ما يضعون توقعات غير واقعية لأنفسهم في المواقف الاجتماعية هذه التوقعات تشمل:
الكمالية: قد يشعر الأفراد بأنهم يجب أن يكونوا مثاليين في جميع المواقف الاجتماعية، وأن أي خطأ سيكون كارثيًا. هذا يمكن أن يؤدي إلى شعور مستمر بالتوتر والقلق.
التفكير الثنائي: يرى الأفراد الأمور بالأبيض والأسود، إما نجاح كامل أو فشل كامل، دون مراعاة المواقف المتوسطة. هذا يمكن أن يزيد من حدة القلق والخوف من الفشل.
انعدام الثقة بالنفس في الرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي غالبًا ما يكون مرتبطًا بانعدام الثقة بالنفس. الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب يميلون إلى:
التقليل من قيمة الذات: يمكن أن يشعر الأفراد بأنهم غير جديرين بالاحترام أو القبول من الآخرين، هذا يمكن أن يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية والخوف من التفاعل مع الآخرين.
الاعتماد على آراء الآخرين: يميل الأفراد إلى الاعتماد بشكل مفرط على آراء الآخرين لتقدير أنفسهم. هذا يمكن أن يجعلهم عرضة للتأثر بالنقد ويزيد من شعورهم بالقلق.
الخوف من النقد عند مريض الرهاب الاجتماعي
الخوف من النقد هو جانب أساسي من جوانب الرهاب الاجتماعي. الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب يميلون إلى:
تضخيم النقد: يمكن أن يروا النقد بشكل أكبر مما هو عليه في الواقع، ويعتبرون أي تعليق سلبي كدليل على فشلهم.
الخوف من الإحراج: يشعر الأفراد بالخوف الشديد من أن يتم إحراجهم في المواقف الاجتماعية. هذا الخوف يمكن أن يكون مفرطًا ويؤدي إلى تجنب تلك المواقف تمامًا.
كيفية التعامل مع الجوانب العقلية للرهاب الاجتماعي
هناك عدة استراتيجيات يمكن أن تساعد الأفراد في التعامل مع الجوانب العقلية للرهاب الاجتماعي:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد CBT الأفراد على تحديد وتغيير الأفكار السلبية وغير الواقعية. هذا يمكن أن يساعد في تقليل القلق وتحسين الثقة بالنفس.
التعرض التدريجي: يتضمن هذا النهج تعرض الأفراد تدريجيًا للمواقف الاجتماعية التي تسبب لهم القلق. مع مرور الوقت، يمكن أن يساعد هذا في تقليل الخوف وزيادة الراحة في تلك المواقف.
التدريب على المهارات الاجتماعية: يمكن أن يساعد التدريب على المهارات الاجتماعية الأفراد على تعلم كيفية التفاعل بفعالية مع الآخرين. هذا يمكن أن يقلل من القلق الاجتماعي ويحسن الثقة بالنفس.
تقنيات الاسترخاء: يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل في تقليل القلق وتحسين الشعور بالهدوء في المواقف الاجتماعية.
البحث عن الدعم: يمكن أن يكون الحصول على الدعم من الأصدقاء والعائلة أو الانضمام إلى مجموعات الدعم مفيدًا في التعامل مع الرهاب الاجتماعي. الدعم الاجتماعي يمكن أن يقلل من الشعور بالعزلة ويساعد في بناء الثقة بالنفس.
الرهاب الاجتماعي هو اضطراب نفسي يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياة الأفراد، مما يؤدي إلى سلسلة من الأفكار والمشاعر السلبية التي تعرقل الحياة اليومية، من خلال فهم الجوانب العقلية لهذا الاضطراب والتعامل معها بفعالية من خلال العلاجات والدعم المناسب، يمكن للأفراد تقليل تأثير الرهاب الاجتماعي وتحقيق حياة أكثر توازنًا وسعادة.