ما هو الحفاظ المهني

اقرأ في هذا المقال


هناك أشخاص يكونون في مهن وأعمال مختلفة، ولا تكون لديهم المعلومات الكاملة عن هذه المهن، فكيف لهم الاستمرار بها؟ يصبح من الصعب عليهم الحفاظ عليها، فكيف نفهم مهاراتنا في المهنة وكيف نحافظ عليها؟ هذا ما سنتطرق إليه فيما يلي.

مفهوم الحفاظ المهني

عندما يلتحق الفرد بمهنة معينة، فإنه سيَمر بمجموعة من المراحل، تبدأ هذه المراحل من استكشاف العمل وما يتطلبه من مهارات، وبعدها يمر بمرحلة التأسيس التي يحاول الفرد فيها من تعزيز نفسه ومهاراته لتتناسب مع المهنة، ومنها يَمر بمرحلة الحفاظ المهني التي يقصد بها قيام الفرد بكل ما يقدر عليه لتنمية وتطوير مهاراته؛ وذلك للحفاظ على مهنته والتقدم بها.

يتمثل الحفاظ المهني في اتباع الموظفين لمجموعة من الممارسات والقيم التي تضمن لهم البقاء والتقدم في مجال عملهم. هذا يشمل الالتزام بالقواعد والسياسات المهنية، تطوير المهارات الشخصية، والقدرة على التعامل مع التحديات المختلفة التي قد يواجهها الفرد في بيئة العمل.

ببساطة، هو القدرة على التكيف مع متطلبات العمل والحفاظ على مستوى عالٍ من الاحترافية والأداء المستدام.

مميزات مرحلة الحفاظ المهني

يتميز الفرد في هذه المرحلة بمجموعة من الصفات، وتتلخص بما يلي:

  • يكون الفرد أكثر خبرة ولديه أكبر قدر من المعلومات.
  • المعرفة الكاملة بالوظيفة، بحيث يكون الخطأ قليل جداً ومن الممكن أن يكون معدوم.
  • يمكن أن يكون الفرد مسؤول وقائد وموجه للموظفين الجدد.
  • مشاركة الفرد في التخطيط والتصميم للمهنة، ووضع الأهداف.

مسارات الحفاظ المهني

يقف الفرد في مرحلة الحفاظ المهني أمام ثلاث مسارات منفصلة وهي:

  • الاستمرار بالمخطط الذي وضعه الفرد من أول مرحلة في العمل، وهذا يتطلب جهد وتعاون الفرد مع مديره ومن الممكن زملائه أيضاً.
  • الركود أو ما يسمى بانفصال الفرد عن المهنة وتركها.
  • التقدم وهنا يرتقي ويتقدم الفرد بعمله من خلال الترقيات، وممكن أن ينتقل لعمل آخر ذو مكانة أعلى وأفضل.

كيف يحافظ الموظف على عمله

لكي يحافظ الفرد على مهنته عليه التأكد من مهاراته وقدراته وأهدافه إذا كانت تناسب العمل، ومنها يستطيع الفرد تحقيق الأهداف التي وضعها في مخطط العمل، ويتوجب على الفرد للحفاظ على مهنته والتقدم بها، الالتحاق بأنشطة وبرامج مهنية تدريبية؛ وذلك لتنمية وتطوير مهارات الفرد المهنية، ومن الممكن أن يقوم الفرد بطلب المساعدة سواء من المدير أو زملاء العمل، ومنها يعزز روح العمل التعاوني ويحافظ على مهنته ويتقدم فيها.

أهمية الحفاظ المهني

  • الاستقرار الوظيفي: الحفاظ المهني يساعد الموظف على البقاء في مكان عمله لفترة طويلة، مما يوفر له الاستقرار الوظيفي الذي يعتبر عنصرًا مهمًا في الحياة المهنية. الموظفون الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الاحترافية والالتزام هم أكثر عرضة للبقاء في وظائفهم لفترات أطول.

  • التطور المهني: مع الحفاظ المهني، يتمكن الأفراد من تطوير مهاراتهم ومعرفتهم باستمرار، مما يساعدهم على التقدم في مسيرتهم المهنية. التزام الموظف بالتعلم المستمر وتحسين مهاراته يعزز فرص الترقية والحصول على فرص جديدة.

  • السمعة المهنية: الشخص الذي يتمتع بمستوى عالٍ من الاحترافية يحظى بسمعة جيدة في مكان العمل وبين زملائه. هذه السمعة الجيدة تسهم في تعزيز فرص الحصول على فرص عمل جديدة أو ترقيات داخل المؤسسة.

  • تعزيز العلاقات المهنية: الحفاظ المهني يساعد على بناء علاقات مهنية قوية داخل المؤسسة. العلاقات الإيجابية مع الزملاء والإدارة تعزز بيئة العمل وتحسن من التعاون والإنتاجية.

  • التعامل مع التحديات: في الحياة المهنية، قد يواجه الأفراد تحديات وضغوطًا مختلفة. القدرة على الحفاظ على المهنية أثناء مواجهة هذه التحديات يعزز من قدرة الفرد على التغلب عليها بطريقة فعالة وبأقل خسائر ممكنة.

عناصر الحفاظ المهني

  • الالتزام بالقواعد والسياسات: من المهم أن يكون الموظف على دراية بالقواعد والسياسات التي تحكم بيئة العمل. الالتزام بهذه القواعد هو أساس الحفاظ على الوظيفة والمهنية في بيئة العمل.

  • التطوير المستمر: لا يمكن لأي فرد أن يحافظ على أدائه المهني دون السعي المستمر لتحسين مهاراته ومعرفته. سواء كان ذلك من خلال الدورات التدريبية أو التعلم الذاتي، التطوير المستمر أمر أساسي.

  • المرونة: بيئات العمل تتغير باستمرار، والموظف الناجح هو الذي يستطيع التكيف مع هذه التغيرات. سواء كانت هذه التغيرات تتعلق بالتكنولوجيا أو بسياسات الشركة، المرونة في التعامل مع التغيير هي عنصر مهم في الحفاظ المهني.

  • إدارة الوقت والضغط: القدرة على إدارة الوقت بفعالية والتعامل مع الضغوط المهنية تعتبر من العناصر الأساسية في الحفاظ المهني. الفرد الذي يستطيع الوفاء بالمهام ضمن المواعيد المحددة وبجودة عالية يتمتع بمستوى عالٍ من الاحترافية.

  • الاحترافية في التعامل مع الآخرين: يشمل الحفاظ المهني أيضًا القدرة على التعامل مع الزملاء والمديرين بطريقة مهنية ولبقة. الاحترافية في العلاقات الإنسانية تعزز بيئة العمل وتحسن من جودة التعاون بين الموظفين.

التحديات التي تواجه الحفاظ المهني

رغم أهمية الحفاظ المهني، هناك عدة تحديات قد تواجه الأفراد في هذا المجال:

  • الضغط النفسي والمهني: بعض الوظائف تتطلب مستوى عالٍ من التركيز والجهد، مما قد يؤدي إلى الإرهاق والضغط النفسي. الموظفون الذين لا يستطيعون إدارة هذا الضغط قد يفقدون القدرة على الحفاظ على احترافيتهم.

  • التغيرات التكنولوجية: في عصر التكنولوجيا، تتغير بيئات العمل بسرعة، مما يتطلب من الأفراد اكتساب مهارات جديدة باستمرار. عدم القدرة على التكيف مع هذه التغيرات قد يؤثر سلبًا على المهنية.

  • الصراعات الداخلية: الصراعات بين الموظفين أو مع الإدارة قد تؤدي إلى بيئة عمل غير صحية. الحفاظ على المهنية في هذه الحالات يتطلب مهارات في إدارة النزاعات والتواصل الفعال.

  • الملل الوظيفي: بعض الأفراد قد يعانون من الشعور بالملل أو فقدان الحماس في العمل بعد فترة من الزمن. في هذه الحالات، يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على قدرتهم على الحفاظ على مستوى عالٍ من الأداء المهني.

كيفية تعزيز الحفاظ المهني

  • التواصل الفعال: من الضروري أن يكون لديك تواصل مستمر مع الإدارة والزملاء حول الأهداف والتحديات. التواصل الجيد يساعد في حل المشكلات بسرعة وتحسين بيئة العمل.

  • التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية: لتحقيق الحفاظ المهني، يجب على الفرد أن يسعى لتحقيق توازن صحي بين حياته المهنية والشخصية. هذا التوازن يساعد في تقليل التوتر والحفاظ على مستوى عالٍ من الإنتاجية.

  • التعلم المستمر: تبني عقلية التعلم المستمر يعزز من القدرة على التكيف مع التغيرات والتحديات الجديدة. الدورات التدريبية والمشاركة في ورش العمل تعد استثمارات مهمة في المستقبل المهني.

  • تحديد الأهداف: من المهم أن يحدد الفرد أهدافًا واضحة لمسيرته المهنية. تحديد الأهداف يساعد في توجيه الجهود وتحقيق تقدم ملموس في العمل.

الحفاظ المهني هو عنصر أساسي لاستمرارية النجاح والتقدم في الحياة المهنية. يتطلب الأمر التزامًا بالقواعد المهنية، تطويرًا مستمرًا للمهارات، وقدرة على التكيف مع التحديات. من خلال اتباع ممارسات احترافية وتحقيق توازن بين الحياة المهنية والشخصية، يمكن للفرد أن يحافظ على مستوى عالٍ من الأداء والاستقرار المهني.


شارك المقالة: