مهما تعددت وتنوعت الأسئلة الصفية في التدريس التربوي المقدمة من قبل المدرس من حيث النوع والأهمية، فإن الكثير من المدرسين يركزون على أسئلة من نوع التذكر من أجل استرجاع الأشخاص المتعلمين للحقائق والمعارف المتعددة والمختلفة.
ما هي الخصائص التقليدية للأسئلة الصفية في التدريس التربوي؟
اهتم التربويون بالتعرف على الأسئلة التي يُعدها المدرس من أجل الدرس في البيئة الصفية، حيث اهتموا بخصائصها والصفات التي تميزها عن غيرها من الأساليب التربوية والتعليمية المتبعة في التدريس التربوي وتتمثل هذه الخصائص من خلال ما يلي:
أولاً: إن العديد من أسئلة المدرس يقوم على توجيهها من أجل المحفاظة على النظام والانضباط داخل البيئة الصفية، فعلى المدرس بدلاً من العمل على توفير جو طبيعي ملائم ومحفز للأشخاص المتعلمين على الفهم والمشاركة الفاعلة في الغرفة الصفية، فإنه يُعد جواً غير مناسباً يكون الأشخاص المتعلمين أثناء ذلك متوترين وقلقين.
ثانياً: العديد من الأسئلة التي يقدمها المدرس يقصد منها إجابة قصيرة بشكل كبير جداً من الأشخاص المتعلمين، وهذا يدل أن المدرس يقوم على أغلبية الحديث خلال الحصة بدلاً من استغلال الوقت من أجل توجيه الطلاب القيام بأعمال مفيدة.
ثالثاً: تكون الأسئلة موجهة إلى غايات التذكر اللفظي، وتقديم الحكم السريع على حقيقة أو رأي معين فيكون غير المكتمل من جهة الطلاب، وعلى ذلك فإن الوقت الزمني الذي يتوفر عندهم قليل في هذه الحالات للتفكير.
رابعاً: لا تعمل الاسئلة على نمو وتطور التعبير ولا يعنى بتحسينه، وبالذات في الحالات التي يقوم المدرس على تقديم أسئلة كثيرة وتتطلب إجابات سريعة في مدة زمنية محددة، وهذا لا يقدم للطلاب المجال من أجل تحسين أساليب الإجابة، ولا يسمح للمدرس بملاحظة الأخطاء اللفظية بعناية.
خامساً: إن الأسئلة تعمل على تجاهل أو إلغاء الشخص المتعلم باعتباره شخص مفكر ومستقل وأن من حقه المبادرة والسؤال والاستفسار.
سادساً: تشير العديد من الأسئلة إلى ازدياد التركيز على المعرفة والمعلومة لذاتها، واستخدام البيئة الدراسية من أجل عرضها والمفاخرة بها، بدلاً من أن تكون الغاية من وراء المعرفة هو كيفية استعمالها والعمل على الاستفادة والنفع منها.
سابعاً: تقوم على تجاهل تعليم الأشخاص المتعلمين بالاعتماد على أنفسهم والتفكير بشكل مستقل.