يَعتَبِر العلاج الأسري الاستراتيجي أنَّ وجود مشكلة في الأسرة دليلاً واضحاً على عدم وجود هرمية فعاّلة في العائلة، ويشمل ذلك العائلات التي تواجه صعوبة في الانتقال من مرحلة إلى أخرى في حياتها.
مفهوم الخلل الأسري
الخلل الأسري يشير إلى التفاعلات السلبية أو أنماط التواصل غير الفعّالة بين أفراد الأسرة، والتي تؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية داخل النظام الأسري. يمكن أن يظهر الخلل في أشكال مختلفة، مثل ضعف التواصل، الصراعات المتكررة، أو التحكم المفرط بين الأفراد. غالباً ما يؤدي هذا الخلل إلى توتر مستمر بين الأفراد ويؤثر على قدرة الأسرة في حل مشكلاتها بطريقة صحية
مثال الخلل الأسري في العلاج الاستراتيجي
يدل وجود مشكلة عند عضو من أعضاء الجلسة العلاجية إلى وجود خلل في هرمية العائلة، حيث هناك لكل عائلة هرمية خاصة بها، ويتمركز على قمتها الشخص الذي يملك السُّلطة، من ثمَّ الشخص الأقل منه سُلطه وهكذا، ولكن إنْ كان هناك خلل، لا يتم معرفة مَن هو صاحب القوة ومن الذي يدير العائلة، ويبدو ذلك عندما يقوم عضو من العائلة في مركز معين على سلَّم الهرمية بالاتحاد مع عضو آخر يتفاوت معه بالقوى حسب مركزه الهرمي ضدّ عضو ثالث.
مثلاً: اتحاد أحد الوالدان مع الابن ضدّ الوالد الآخر، عند حدوث مشكله في هرمية العائلة فإنَّ تكرار التفاعلات غير الفعاّلة تتكرر ممَّا يؤدي إلى ثبات النظام.
يُعَدّ المرض عبارة عن وجود صعوبة في التفاعلات بين أفراد الأسرة، حيث تتصف التفاعلات بأنَّها محدودة وجامدة، وتظهر الأعراض المَرضِيّة بناء على الأساليب التي تنمو بها العائلة مع مرور الوقت.
على المعالج الأسري الاستراتيجي أنْ يهتم بمراحل دورة حياة العائلة بشكل عام من الطفولة، المراهقة، الزواج، وغيرها، والاهتمام بالمتطلبات والمهام لكل مرحلة تَمُرّ بها الأسرة، وهنا يتعرَّض العميل لصعوبة التأقلم مع المرحلة الجديدة التي ينتقل إليها، فيتطلب على المعالج الأسري الاستراتيجي أن يساعدهم بإتمام المرحلة والانتقال إلى المرحلة التي تليها.
من المهم لكل من المعالج والعميل أن يدركوا بأنَّ المشاكل التي تواجه العميل، عبارة عن تحديات عادية قد تواجهها عائلات أخرى يَمرّون بدورة حياتهم الطبيعية ولا يتم النظر إليها على أنَّها مشاكل.