تم الكشف عن حالات في بحث علمي أنَّ القفز بالماء البارد والسباحة فيه يساعد على علاج مشكلة الاكتئاب، فالشخص الذي تمت الدراسة عليه في هذا البحث بلغ من العمر 24 عاماً، كان يتناول مضادات الاكتئاب منذ بلوغه السابعة عشر.
السباحة بالماء البارد وعلاقته بالاكتئاب
أشار الباحثون العاملون على الدراسة أنّ القيام بالأنشطة الرياضية والسباحة تقلل من أعراض الاكتئاب، كما قام الباحثون بإيجاد دور كبير للسباحة بالماء البارد والابتعاد عن الاكتئاب، حيث فسّروا ذلك من خلال أنّ الماء البارد يقوم بتحفيز ردة فعل التوتر التي تشمل الهرمونات الوظيفة، هذا الأمر يؤدي إلى ارتفاع معدل نبض القلب وضغط الدم ووتيرة التنفس، كذلك إفراز هرمونات التوتر، هذا الأمر ينعكس بصورة إيجابية على الإصابة بالاكتئاب وبالتالي يخلص الشخص منها.
بالمقابل قام العديد من الأشخاص بتجريب هذا الأمر، إنّ السباحة بالماء البارد لها عدة فوائد صحية أخرى فهي تقلل من الإصابة بالرشح والإنفلونزا، كما أشار الباحثون العاملون على الدراسة أنَّ هذا الأمر يعمل على فتح أبواب لتطوير طرق علاجية لمرض الاكتئاب ممّا ساعد ذلك المرضى على التحكم بأعراضهم لفترة أطول من الوقت.
التأثير الفيزيولوجي للماء البارد على الجسم
عندما يغمر الإنسان جسده في الماء البارد، تحدث استجابات فسيولوجية فورية تؤثر على الجسم والعقل.
- تحفيز الجهاز العصبي: يؤدي التعرض للماء البارد إلى تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي، مما يزيد من إفراز الأدرينالين والنورأدرينالين في الجسم. هذه المواد الكيميائية تسهم في تحفيز نشاط الدماغ وزيادة اليقظة.
- زيادة معدل ضربات القلب: الماء البارد يرفع معدل ضربات القلب، ما يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ والأعضاء الحيوية، مما يعزز الشعور بالحيوية والطاقة.
- تعزيز إفراز الإندورفين: السباحة في الماء البارد تؤدي إلى زيادة إفراز الإندورفين، وهي هرمونات تعمل كمضادات طبيعية للألم وتساهم في تحسين المزاج والشعور بالسعادة.
السباحة في الماء البارد والتأثير النفسي
هناك دلائل تشير إلى أن السباحة في الماء البارد يمكن أن تساعد في تحسين الصحة النفسية وتقليل مستويات الاكتئاب.
- تحسين المزاج: أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يمارسون السباحة في الماء البارد بانتظام يشعرون بتحسن ملحوظ في مزاجهم بعد كل جلسة. هذا الشعور ينتج عن تأثير الماء البارد في تحفيز الجسم على إفراز المواد الكيميائية التي تقلل من التوتر وتحسن المزاج.
- تحمل الضغط النفسي: التعرض للماء البارد يعتبر تحديًا للجسم، لكن بمرور الوقت يصبح الشخص أكثر قدرة على تحمل الضغط النفسي والتكيف مع المواقف الصعبة. هذا النوع من التكيف العقلي يمكن أن يساعد الأشخاص في التعامل مع الاكتئاب والضغوط النفسية الأخرى.
- الارتباط بالطبيعة: ممارسة السباحة في الطبيعة، سواء في البحيرات أو الأنهار أو المحيطات، توفر تجربة هادئة ومريحة للأعصاب. التواصل مع الطبيعة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على العقل ويساعد في تخفيف التوتر والاكتئاب.
أبحاث ودراسات حول السباحة بالماء البارد والاكتئاب
أجريت بعض الدراسات لاستكشاف العلاقة بين السباحة في الماء البارد والتخلص من الاكتئاب. وعلى الرغم من أن هذا المجال لا يزال بحاجة إلى المزيد من الأبحاث، إلا أن النتائج الأولية كانت واعدة.
- دراسة عن العلاج الطبيعي: أشارت دراسة أجرتها جامعة بورتسموث إلى أن الأشخاص الذين شاركوا في برامج السباحة في الماء البارد شعروا بتحسن ملحوظ في أعراض الاكتئاب والقلق بعد عدة جلسات.
- التجارب الشخصية: إلى جانب الدراسات، هناك العديد من القصص الشخصية لأفراد تمكنوا من تحسين صحتهم النفسية بعد تجربة السباحة في الماء البارد. غالبًا ما يصف هؤلاء الأشخاص التجربة بأنها نوع من “التحرر” من الضغوط النفسية والمشاعر السلبية.
التحذيرات والاحتياطات المحتملة للسباحة في الماء البارد
رغم الفوائد المحتملة للسباحة في الماء البارد، إلا أن هذا النشاط ليس مناسبًا للجميع وقد يحمل بعض المخاطر.
- الصدمات الحرارية: يمكن أن يتسبب الماء البارد في صدمة للجسم إذا لم يتم التعرض له بشكل تدريجي، مما قد يؤدي إلى انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم أو مشاكل في القلب.
- الاستشارة الطبية: يُنصح دائمًا الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة، خاصةً مشاكل القلب أو الجهاز التنفسي، بالتشاور مع الطبيب قبل تجربة السباحة في الماء البارد.
- التدرج في التعرض: ينصح بالبدء بتعريض الجسم تدريجيًا للماء البارد، مثل الاستحمام بالماء البارد لفترات قصيرة قبل الانتقال إلى السباحة في بيئات طبيعية.
كيفية الاستفادة من السباحة في الماء البارد بشكل آمن
لتحقيق الفوائد النفسية والعقلية للسباحة في الماء البارد بأمان، يمكن اتباع بعض النصائح البسيطة:
- البدء التدريجي: ابدأ بتعريض جسمك للماء البارد بشكل تدريجي، من خلال الاستحمام بالماء البارد لفترات قصيرة قبل الانتقال إلى بيئات أكثر برودة.
- ممارسة التمارين التنفسية: من المهم ممارسة تمارين التنفس للتهدئة والتحكم في الاستجابة الفورية للجسم عند ملامسة الماء البارد.
- الاستمرارية: يُفضل ممارسة السباحة في الماء البارد بشكل منتظم لضمان الاستفادة المستدامة من الفوائد النفسية.
قد تكون السباحة في الماء البارد وسيلة فعالة لتحسين الصحة النفسية وتقليل أعراض الاكتئاب بفضل تأثيرها على الجهاز العصبي وزيادة إفراز الإندورفين. وعلى الرغم من أن الدراسات حول هذا الموضوع لا تزال في مراحلها الأولى، فإن العديد من الأفراد أفادوا بتحسن ملحوظ في مزاجهم بعد ممارسة السباحة في الماء البارد بانتظام. ومع ذلك، يجب أن يتم التعامل مع هذه الممارسة بحذر واتباع الاحتياطات اللازمة لضمان السلامة.