السببية في العصور الوسطى في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تلعب السببية دورًا مهمًا في الواجهات النفسية والفلسفية في العصور الوسطى، حيث كان النوع المهيمن في الكتابة الأكاديمية في العصور الوسطى هو التعليق على عمل موثوق ذو أسباب متنوعة، وغالبًا ما يكون من عمل العالم أرسطو.

السببية في العصور الوسطى في علم النفس

قد يميل المرء إلى القول بأن التركيز على السببية في العصور الوسطى في علم النفس هو مجرد تأثير لقراءة ما قام العالم أرسطو بتقديمه في ذلك الوقت، لكن انجذب مفكرو العصور الوسطى إلى مشكلة السببية قبل وقت طويل من إتاحة معظم نصوص أرسطو في القرن الثالث عشر، حيث كان يُنظر إلى الكون المخلوق على أنه تجسيد عقلاني، وبالتالي كان يُنظر إلى الاستقصاء العقلاني للكون على أنه طريقة للاقتراب من الحقيقة.

يتم النظر إلى القوة والحكمة والصلاح من خلال الاعتبار للعلاقة بين العالم الطبيعي في العصور الوسطى الذي يعتمد على فكرة السببية، وهكذا وبغض النظر عن التأثير الأدبي المباشر، فإن طبيعة الموضوعات الفلسفية والنفسية العقلانية التي كانت شائعة في العصور الوسطى أدت أيضًا إلى التركيز على السببية.

درس العديد من علماء النفس والباحثين العلاقة المتبادلة بين السمات والعمليات الطبيعية، ودور الإرادة في الأخلاق، والإرادة الحرة والحتمية، حيث أن كل هذه المشاكل لها عنصر سببي مهم، وبالمثل قاموا بالتحقيق في طبيعة العمليات السببية التي ينطوي عليها الإدراك البشري والحيواني.

غالبًا ما تم التعامل مع هذه العبارات من خلال طرق قد تبدو لنا طبيعية بشكل غير عادي أو طبيعية، بالطبع بمعنى أنماط الاستقصاء الطبيعي التي كانت سائدة في ذلك الوقت، حيث أنه ليس من المستغرب معرفة أن العديد من مفكري العصور الوسطى من علماء النفس ناقشوا مسألة ما إذا كانت السمات والخصائص يمكن أن تزيد.

المثير للدهشة أن العديد من المناقشات تستخدم الأدوات التقنية لأعمال أرسطو الفيزيائية والبيولوجية، وهي الأدوات التي تم تطويرها في الأصل لمناقشة مشاكل الاستمرارية والتغيير في العالم الطبيعي، والأكثر إثارة للدهشة هو الكفاءة التقنية للعديد من هذه المواقف، حيث أدى العمل في القرن الرابع عشر حول هذا الموضوع إلى تحليلات حادة للغاية لتغير الكميات المستمرة، ولعبت البحوث النفسية اللاحقة للتغير المستمر دورًا مهمًا في تطوير حساب التفاضل والتكامل.

علاقة علم الوجود بالسببية في العصور الوسطى في علم النفس

يتضح خلال المناقشات النفسية لعلماء النفس والفلاسفة الترابط الوثيق والمعقد للغاية بين النظريات السببية في العصور الوسطى وعلم الوجود في العصور الوسطى، بعد أن تم استيعاب نصوص أرسطو كان لمعظم النظريات الأكاديمية في العصور الوسطى كانت أساسًا معرفيًا يتمثل في المواد التي كانت مركبات من المادة والشكل، وتم وصف التغيير بأنه فقدان شكل واكتساب آخر.

لم يكن الشكل مجرد شكل في شرح السببية في العصور الوسطى في علم النفس بل هو مبدأ فعال، حيث أن شكل الشيء كان مسؤولاً عن دوره السببي، علاوة على ذلك في أي تفاعل سببي يميل تخصيص الأدوار الإيجابية والسلبية للأفراد المعنيين إلى اعتباره غير إشكالي، على الرغم من أن العديد من جوانب نظريات أرسطو السببية كانت محل نقاش واسع النطاق ونقدي إلا أن هذا التشوه الأساسي استمر طوال الوقت.

العلاقة بين الحركة والسببية في العصور الوسطى في علم النفس

يمكن لمصطلح الحركة أن يمثل نطاقًا واسعًا من التغيرات في الحالة ويتعلق في مفهوم السببية في العصور الوسطى في علم النفس، وليس مجرد تغيرات في المكان الذي يُعرف عادةً بالحركة المحلية، حيث كانت أراء أرسطو هي في الأساس دراسة شاملة للحركة بهذا المعنى الواسع جدًا.

هناك مجموعة كبيرة من أدبيات العصور الوسطى التي تتعامل مع التغيير العام للحالة؛ إنها مهمة لأنها أدت إلى قدر كبير من التحليل الدقيق للتغير المستمر تحت عنوان عزم الأشكال ومغفرتها، وهذه المجموعة من كان التحليل أحد التيارات المساهمة التي أدت إلى اختراع حساب التفاضل والتكامل في القرن السادس عشر.

لذلك يمكننا أن ننظر إلى هذا الأدب من وجهتي نظر إما من التقليد الذي نشأ عنه أو تلك الخاصة بتفسيرات فيزياء أرسطو وصورة التغيير الموجودة هناك، أو من وجهة نظر ما أدى إليه أي تحليل التغيير المستمر في السببية في العصور الوسطى في علم النفس، ومنها يمكن اعتبار أي من وجهتي النظر على أنهما يمثلان عنفًا للمادة التاريخية للحركة، إما بتجاهل ما هو جديد فيها أو من خلال عزل الابتكار عن التقليد.

خلفية التغيير والحركة في السببية في العصور الوسطى في علم النفس

أولا يمكننا إلقاء نظرة على نقطة البداية حيث كان هناك قدر كبير من الجدل في القرنين الثالث عشر والرابع عشر حول التفسير الدقيق لنظرية أرسطو في التغيير والحركة مع تفسير علاقتها بمفهوم السببية في العصور الوسطى في علم النفس، حيث تتحدث هذه النظرية عن إحداث التغيير بواسطة الفاعل، وعلاوة على ذلك تتحدث عن أن ما يحدث التغيير بسبب انتقال استمارة من الفرد الطبيعي إلى المريض.

بعد ذلك يمكننا أن ننظر في دراسة النية ومغفرة الأشكال وهي مجموعة حديثة جيدة من الأعمال حول موضوع الحركة وعلاقته بالسببية في العصور الوسطى في علم النفس، يوضح البعض من علماء النفس كيف كان هذا العمل مرتبطًا وإلى حد ما نشأ في الخلافات حول المنطق، ويوضح غيرهم كيف كانت هذه النقاشات مرتبطة بسياقها التحليل العقلاني.

تصنف الحركات في فيزياء أرسطو إلى طبيعية وعنيفة، والمثال النموذجي للحركة الطبيعية المحلية هو حركة الجسم الساقط بحرية، في حين أن أحد الأمثلة على الحركة العنيفة المحلية سيكون حركة الجسم المُلقى، إن حركة الجسم الساقط طبيعية لأن الجسم الثقيل لديه ميل طبيعي للتحرك إلى أسفل.

تفسر نظرية أرسطو بالقول إنه عندما يتحرك الجسم يحدث فراغ مؤقت خلفه، ومن أجل ملء هذا الفراغ يندفع الهواء من الأمام مما يترك فراغًا أمام الحركة وهي مليئة بالحركة المستمرة، كان هذا التفسير عرضة لعدد كبير من الاعتراضات، بينما يجب أن تكون الأشياء الخفيفة أكثر عرضة من غيرها لحركات الهواء.

بسبب العلاقة بين الحركة والسببية في العصور الوسطى في علم النفس التي تميل إلى تقويض الفرق بين الراحة والحركة، فالعديد لديهم حسابات اختزالية للمكان من حيث الاتصال بين الهيئات الرئيسية لهذه الحركة وعلاقتها بجميع المسببات.

بالتالي يجب التمييز بين الحركة المستمرة والثابتة حيث قرر البعض في النهاية أنه لا يوجد سوى أماكن ثابتة، لكن هذه الحِجَة ليست قوية جدًا، ويترك لدى المرء انطباع بأن أفكار الراحة والحركة نفسها أصبحت إشكالية إلى حد ما.

ما هو أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لنا هو التفسيرات السببية البديلة التي يتم تبنيها في العلاقة بين الحركة السببية في العصور الوسطى في علم النفس، أي أن تتحرك بعنف بسبب شكل متأصل فيها، مما أدى بها إلى التحرك في اتجاه غير طبيعي، والتي أصبحت قديمة بشكل طبيعي.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف، 2015.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم، 1995.علم النفس العام، هاني يحيى نصري، 2005.علم النفس، محمد حسن غانم، 2004.


شارك المقالة: