السببية والإرادة الحرة لدى توماس ريد في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تتمثل السببية والإرادة الحرة لدى توماس ريد في علم النفس في الاعتراض الذي يقدمه العالم توماس ريد على العالم ديفيد هيوم، حيث يطور توماس ريد روايته للسببية الإرادة الحرة في ضوء حساب ديفيد هيوم، فكما يراه توماس ريد يبدأ ديفيد هيوم بافتراض أنه إذا أردنا أن نتعلم ما هي السببية، فيجب علينا أولاً أن نحدد من أي جانب من جوانب خبرتنا الحسية اشتق مفهوم السببية.

السببية والإرادة الحرة لدى توماس ريد في علم النفس

يضع العالم توماس ريد النقطة الخاصة بالسببية والإرادة الحرة من حيث طريقة الأفكار حيث يجب أن نحدد انطباعًا من أي انطباع مما يتم نسخ فكرتنا من خلاله عن السببية، ومع ذلك اعتقد توماس ريد أنه اكتشف أنه لا يوجد شيء في تجربتنا الحسية يتوافق مع مفهومنا العادي عن العلاقة السببية، في انعكاس للطريقة التجريبية المنسوبة إلى العالم ديفيد هيوم.

حيث اعتقد ديفيد هيوم أن الأسباب تستلزم آثارها ثم تتبع هذا الالتزام بالقول إننا نفتقر إلى الإدراك الحسي لهذه الضرورة، لذا يستنتج أن السببية يجب أن تكون شيئًا مختلفًا عما نعتبره عاديًا، ولكن ما هو؟ وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نحدد من التجارب الحسية التي نستمد منها فكرة السببية والإرادة الحرة، حيث اتضح من خلال توماس ريد أن التجارب الحسية التي تؤدي إلى ظهور فكرتنا عن السببية هي تجارب حسية لما يسميه ديفيد هيوم الاقتران المستمر.

في السببية والإرادة الحرة لدى توماس ريد في علم النفس يعتبر إن القول بأن حدثًا واحدًا يتسبب في حدوث الآخر هو فقط القول بأن الحدثين دائمًا ما يحدثان معًا، أو أن هناك قانونًا قاسيًا يربط بينهما، هذا لا يعني أن الحدث الأول يستلزم الثاني، حيث إن الضرورة التي نتخذها عادة للانخراط في السببية ليست موجودة في العالم، بل إنه في رؤوسنا كتوقع ناشئ بسبب الخبرة السابقة.

يقبل توماس ريد الكثير من الجانب السلبي لوجهة نظر ديفيد هيوم للسببية والإرادة الحرة بينما يرفض تأكيدات ديفيد هيوم على استيراد تلك الاكتشافات السلبية، ومنها يوافق توماس ريد أننا لا نمتلك خبرة حسية في ضرورة وجود تأثير بسبب سببه، لكن هذا لا يعني أن مفهومنا العادي للسببية خاطئ، بدلاً من ذلك يعتقد توماس ريد أن مفهوم السببية ليس فكرة منسوخة من الانطباع الحسي في المقام الأول.

علاقة الإدراك والإحساس بالسببية والإرادة الحرة لدى توماس ريد

ترتبط أفكار توماس ريد المعقدة في السببية والإرادة الحرة بالإدراك ودور الأحاسيس في الإدراك، فبالنسبة له فإن الأحاسيس لا تشبه أبدًا الصفات التي تساعدنا على إدراكها، حيث أنه ليس من المفاجئ إذن أن التجارب الحسية التي تنبع منها أفكارنا حول السببية لا تشبه العلاقة السببية.

لكن هذه الحقيقة لا تقوض مفهومنا للسببية والإرادة الحرة أكثر من عدم التشابه بين تجاربنا الحسية للأشياء المادية العادية وتلك الأشياء نفسها تقوض أفكارنا حول هذه الأشياء، مثل أفكارنا حول الأشياء فإن أفكارنا حول العلاقة السببية تدور بصدق حول العلاقة السببية مع وجود الإرادة الحرة.

في السببية والإرادة الحرة لدى توماس ريد في علم النفس على الرغم من حقيقة أن الأحاسيس التي تنبع منها تلك الأفكار، أي الإحساس بعلاقة الاقتران المستمر، لا تتشابه مع العلاقة التي تقودنا إليها من حيث التفكير فيه فليس لدينا أحاسيس تشبه الضرورة.

ومع ذلك يقدم توماس ريد أيضًا انتقادات لوجهة نظر ديفيد هيوم للسببية والإرادة الحرة التي يمكن قبولها بشكل مستقل عن وجهة نظر تمثيلية لكل من الإدراك والإحساس، فهما اثنان من أكثر انتقاداته تأثيرًا هما وجهة نظر ديفيد هيوم القائلة بأن مفهومنا العادي للسببية والإرادة الحرة يمكن اختزاله في علاقة الارتباط الثابت.

في فهم العلاقة بين الإحساس والإدراك وبين السببية والإرادة الحرة لدى توماس ريد في علم النفس فإن كل ما كان فريدًا في طبيعته أو أول شيء من نوعه لا يمكن أن يكون له سبب، حيث أن نقطة توماس ريد هي أنه إذا كانت علاقة السببية هي في الحقيقة علاقة ارتباط ثابت، فعندئذ في المرة الأولى التي يلتقي فيها نوعان من الأحداث والمواقف، لا يمكن أن يكون الأول هو سبب الثاني.

إذا لم يكن هناك تاريخ من الاقتران فلا توجد علاقة سببية، حيث يبدو أن توماس ريد يتبع من تعريف ديفيد هيوم الاعتراض الذي قد لا يظهر هيوم نظرية خاطئة من حيث الارتباطات الثابتة التي يمكن على أساسها القول بأن العلاقة السببية تحمل، فكلما تم وصف أي حدثين بشكل أكثر تحديدًا، زاد احتمال عدم وجود تاريخ من اقتران أنواع الأحداث ذات الصلة.

القوة والمجهود في السببية والإرادة الحرة لدى توماس ريد

لا تعتبر القوة من النوع الذي يعترف بالتعريف المنطقي المتعلق في السببية والإرادة الحرة لدى توماس ريد في علم النفس، حيث لا يمكننا اختزاله إلى مجموعة من الصفات الأبسط، ومع ذلك هذا لا يعني أنه لا يمكننا قول أي شيء عن ماهية القوة، فعلى العكس من ذلك يقدم توماس ريد مجموعة متنوعة من الادعاءات حول السلطة.

الأهم من ذلك أنه يدعي أن القوة هي الصفة التي عندما تقترن بالجهد تستلزم تأثيرًا معينًا، بأخذ تلميح من اللغة العادية يرى أنه من التناقض القول بأن كيانًا ما لديه القدرة على فعل شيء ما ويمارس تلك القوة، ومع ذلك فإن التأثير لا يتحقق، حيث أنه إذا فشل التأثير في الظهور عندما يمارس الكيان نفسه، فقد نقول ما يظهره ذلك هو أن الكيان بدا فقط ولكن ليس في الواقع لديه القدرة على إحداث التأثير.

لمحاولة القيام بذلك الشيء أي القدرة على ممارسة قوته لفعل الشيء، والقدرة على عدم محاولة القيام بذلك الشيء، كما يدعي أن أي وكيل لديه القدرة على فعل شيء ما يجب أن يعتقد أنه يمتلك تلك القوة.

يمكن التشكيك في أي من هذه الادعاءات حتى لو كان توماس ريد محقًا في أنها جزء لا يتجزأ من مفهومنا العادي للسلطة، على سبيل المثال الادعاء بأن الوكيل الذي لديه القدرة على فعل شيء ما لديه أيضًا القدرة على عدم القيام بذلك، حيث يؤيد توماس ريد فكرة أن ما في وسعنا هو فقط ما يعود إلينا، ويدعي أن الكيانات الوحيدة التي يمكن أن تمتلك القوة هي الكيانات ذات العقول.

في النهاية نجد أن:

1- السببية والإرادة الحرة لدى توماس ريد في علم النفس تتمثل في جميع الحسابات الإيجابية والسلبية التي وافق أو اعترض عليها توماس ريد من جانب العالم ديفيد هيوم.

2- يضع العالم توماس ريد النقطة الخاصة بالسببية والإرادة الحرة من حيث طريقة الأفكار، حيث يجب أن نحدد انطباعًا من أي انطباع مما يتم نسخ فكرتنا من خلاله عن السببية.

3- في فهم العلاقة بين الإحساس والإدراك وبين السببية والإرادة الحرة لدى توماس ريد في علم النفس فإن كل ما كان فريدًا في طبيعته أو أول شيء من نوعه لا يمكن أن يكون له سبب.


شارك المقالة: