يشمل مرض الذهان العديد من الحالات التي تقوم بالتأثير على عقل الفرد وتسبّب فقدان اتصاله بالواقع، ممّا يؤدي إلى تغيير أفكار الشّخص والتصورات في ذهنه، كذلك صعوبة فهم ما هو حقيقي وغير حقيقي، كما أنّه يمر بالعديد من الأعراض مثل الأوهام والهلوسة والتلفّظ بكلام غير مترابط أو مفهوم.
ما هو مرض الذهان
يقوم المصاب بمرض الذهان بإظهار سلوكيات غير مناسبة للموقف ويدخل في حالة اكتئاب وقلق، يواجه مشكلات في النّوم والعزلة الاجتماعية ونقص الدّافع للعمل، لذلك يجب القيام بوضع خطّة للمساعدة في الأزمات، مثل التخطيط للعلاج أو زيارة المستشفى، كذلك الحصول على معلومات حول المصاب بالذهان؛ ذلك للدّعم النفسي لأنّ الأمر محزن ومخيف في بعض الأحيان.
أكدت العديد من الأبحاث أنّ الذهان والاضطراب ثنائي القطب يشتركان في سبب وراثيّ شائع، هو تغيّرات في الدماغ، سواءً في بنية الدماغ أو تغيرات في بعض المواد الكيميائية التي توجد في الدماغ عند الأشخاص الذين يعانون من الذهان، مثل انخفاض المادة الرمادية في أدمغة بعض الأفراد الذين لديهم تاريخ طبي ومرضي مزمن من مرض الذهان.
الدور الوراثي في الإصابة بالذهان
أشارت العديد من الدراسات إلى أن الوراثة لها دور بارز في الإصابة بمرض الذهان. يعتقد أن الطفرات أو الاختلافات في الجينات قد تسهم في تغيير وظائف الدماغ، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالذهان. ورغم أن الوراثة لا تعتبر العامل الوحيد المسبب لهذا المرض، إلا أن وجود تاريخ عائلي للذهان يزيد من احتمالية الإصابة بشكل كبير.
التوريث المعقد للذهان
الوراثة التي ترتبط بالذهان لا تتبع نمطًا وراثيًا بسيطًا مثل الأمراض التي تنقل عبر جين واحد (مثل مرض هنتنغتون أو التليف الكيسي). بدلاً من ذلك، يُعتقد أن الذهان ناتج عن تأثير تفاعلات معقدة بين عدة جينات وعوامل بيئية. قد تكون بعض هذه الجينات مرتبطة بوظائف معينة في الدماغ، مثل تنظيم النواقل العصبية أو نمو الخلايا العصبية.
دراسات التوأم والتبني
الدراسات التي أجريت على التوائم توفر أدلة قوية على وجود عامل وراثي في الذهان. أظهرت الدراسات أن التوائم المتطابقة (الذين يتشاركون نفس الجينات) لديهم نسبة إصابة أعلى بالذهان مقارنة بالتوائم غير المتطابقين (الذين يتشاركون نصف الجينات فقط). بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال الذين يتم تبنيهم من قبل عائلات لا تعاني من الذهان ولكن أحد والديهم البيولوجيين يعاني من الذهان، لديهم نسبة أكبر للإصابة مقارنة بالأطفال الذين ليس لديهم تاريخ عائلي للمرض.
الجينات المرتبطة بالذهان
تشير الأبحاث إلى أن هناك العديد من الجينات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالذهان. على سبيل المثال، الجينات التي تؤثر على نشاط النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين قد تكون لها علاقة بتطور الذهان. الدوبامين، على وجه الخصوص، هو ناقل عصبي يعتقد أنه يلعب دورًا محوريًا في ظهور أعراض الذهان. تعديلات أو خلل في الجينات المرتبطة بمستقبلات الدوبامين يمكن أن تزيد من حساسية الدماغ، مما يسهم في ظهور الأعراض الذهانية.
العوامل البيئية والجينية المشتركة
على الرغم من أن العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة بالذهان، إلا أن العوامل البيئية أيضًا لها تأثير. البيئة قد تتفاعل مع الجينات لزيادة أو تقليل احتمالية الإصابة بالذهان. على سبيل المثال، التعرض للضغوط النفسية أو الصدمات خلال فترة الطفولة، أو التعرض لمضاعفات الحمل والولادة، أو استخدام المخدرات، كلها عوامل قد تؤدي إلى ظهور المرض لدى الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي.
يعتبر السبب الوراثي لمرض الذهان عاملاً مهمًا في تفسير تطور هذا المرض. على الرغم من أن الذهان ليس مرضًا وراثيًا بحتًا، إلا أن الجينات تلعب دورًا كبيرًا في زيادة مخاطر الإصابة. الدراسات حول التوائم والأبحاث الجينية تسلط الضوء على مدى تأثير الوراثة في الإصابة، لكن التفاعل بين الجينات والبيئة يبقى العامل الأكثر تعقيدًا في تفسير هذا المرض النفسي.