السمات الفريدة لعلم النفس الاجتماعي التطبيقي

اقرأ في هذا المقال


السمات الفريدة لعلم النفس الاجتماعي التطبيقي:

يعتبر علم النفس الاجتماعي التطبيقي مجال تابع ومتطور يقوم بتتبع وتجريب كل ما يتطرق له علم النفس الاجتماعي الأساسي، وعندما نرغب بالتحدث عن علم النفس الاجتماعي التطبيقي فلا نستطيع التغاضي عن الأساس لهذا المجال، ومنها فيمكننا التطرق للسمات الفريدة لعلم النفس الاجتماعي التطبيقي من خلال ما يلي:

1- سمة البحث النفسي:

بينما يبدأ البحث النفسي في علم النفس الاجتماعي الأساسي غالبًا بالفضول العلمي، يبدأ العمل في علم النفس الاجتماعي التطبيقي عادةً بتحديد مشكلة اجتماعية معينة، مثل أزمات المراهقة أو جرائم الكراهية، حيث يسعى علماء النفس الاجتماعي التطبيقي إلى فهم وعلاج هذه الأزمات الاجتماعية بتطبيق نظريات وأساليب علم النفس الاجتماعي.

2- إعداد وتنفيذ البرامج الاجتماعية:

بينما يحاول علماء النفس الاجتماعي الأساسيين عزل العلاقات السببية بين عدد صغير من المتغيرات المحددة التي يمكن التحكم فيها بعناية في المختبر، يعمل علماء النفس الاجتماعي التطبيقي على تحديد والتنبؤ بالتأثيرات واسعة النطاق التي يمكن استخدامها لتصميم وتنفيذ البرامج الاجتماعية.

نادرًا ما تتضمن القضايا الاجتماعية الحقيقية متغيرًا نفسيًا واحدًا أو متغيرين فقط، لذلك غالبًا ما يكون من المفيد لعلماء النفس الاجتماعي التطبيقي النظر في مجموعات واسعة من المبادئ النفسية عند محاولة فهم قضية اجتماعية، ومن الشائع أن يتبنى علماء النفس الاجتماعي التطبيقي نهجًا متعدد التخصصات في عملهم، يدمج وجهات النظر متعددة المجالات.

3- القدرة على المعالجة:

داخل المختبر يكون علماء النفس الاجتماعي قادرين بشكل عام على إجراء معالجات تجريبية دقيقة ومضبوطة بعناية لاختبار فرضياتهم، في حين داخل المجتمعات والشركات، يعمل علماء النفس الاجتماعي التطبيقي غالبًا في بيئات لا يمكن التنبؤ بها وغير مقيدة، معتمدين على تقنيات بحث أقل دقة مثل الاستطلاعات والتقارير الذاتية والتقييمات التقريبية، وفي كثير من الأحيان يعمل علماء النفس الاجتماعي التطبيقي في إطار المواعيد النهائية للبرنامج والضغوط السياسية

4- استعمال تقديرات وتأثيرات مهمة في نجاح البرامج الاجتماعية:

بينما تحتاج التأثيرات المعملية إلى الوصول إلى دلالة إحصائية لدعم فرضية المجرب، تحتاج البرامج الاجتماعية المنفذة إلى إظهار التأثيرات التي ليست ذات دلالة إحصائية فحسب، بل هي أيضًا كبيرة بما يكفي ليكون لها عواقب في العالم الحقيقي على نجاح البرنامج، مما يتوجب على علماء النفس الاجتماعي التطبيقي إجراء تقديرات كمية عند تصميم برنامج اجتماعي تجريبي لإظهار أن فوائد البرنامج ستفوق في النهاية التكاليف الأولية.

مجالات العمل في علم النفس الاجتماعي التطبيقي:

تتعدد المجالات التي يتم تطبيق علم النفس الاجتماعي عليها، حيث ينشط علماء النفس الاجتماعي التطبيقي في دراسة وتحسين البرامج التعليمية، والإنتاجية الصناعية والتنظيمية، وقضايا البيئة والرعاية الصحية، وإصلاح نظام العدالة، وجميع أنواع الاتصال الجماهيري، بما في ذلك الإعلان والعلاقات العامة والسياسة.

يقوم بعض علماء النفس الاجتماعي التطبيقي بإجراء البحوث للمؤسسات الأكاديمية، وبعضها للمؤسسات والشركات الخاصة والبعض الآخر للمؤسسات الحكومية، ويقوم البعض بتقييم نجاح أو فشل برنامج اجتماعي تجريبي معين بينما يعمل البعض الآخر كمستشارين داخليين للهيئات الحكومية والشركات، ويقدمون ملاحظات حول مجموعة متنوعة من المشاريع.

يقدم بعض علماء النفس الاجتماعي التطبيقي المشورة بشأن السياسات لمديري الشركات أو الحكومات من خارج المنظمة بينما لا يزال آخرين منهم هم أنفسهم مديرين، وأصبح بعض علماء النفس الاجتماعي التطبيقي دعاة متفرغين للتغيير الاجتماعي، ويعملون مع مجموعات من الأنشطة في مشاريع المهن غير الإلزامية.

انتقادات علم النفس الاجتماعي التطبيقي:

تأتي انتقادات علم النفس الاجتماعي التطبيقي من علماء النفس وكذلك من صانعي السياسات، حيث يتساءل علماء نفس المختبر عن المنهجية الكامنة وراء الكثير من البحوث الاجتماعية التطبيقية، مع عدم وجود مجموعات تحكم، وقليل من التلاعبات التجريبية، والاعتماد الشديد على التقرير الذاتي والارتباط، فهل يمكن لعلم النفس الاجتماعي التطبيقي أن يساهم حقًا في النظريات النفسية الاجتماعية؟

يعتمد علم النفس الاجتماعي على تصميم برنامج اجتماعي ناجح بشكل مختلف لكل مجتمع يتم تنفيذه فيه، مما يؤدي إلى تساؤل علماء السياسة عما إذا كانت تأثيرات البرامج الاجتماعية التجريبية كبيرة بما يكفي أو العكس ليتم تنفيذها على نطاق واسع.

يجادل آخرين من المدرسة السلوكية بأن تعديل السلوك واسع النطاق المتضمن في بعض البرامج النفسية الاجتماعية غير أخلاقي، وأن هناك مقايضة حقيقية بين إجراء البحوث النفسية الاجتماعية الأساسية والتطبيقية، وفي الدراسات الأساسية، يبحث الباحثين عن مبادئ عامة قد لا تنطبق بشكل مباشر على مشاكل العالم الحقيقي الأكثر تعقيدًا وفي الدراسات التطبيقية، يعالج الباحثين مشاكل محددة، لكن استنتاجاتهم قد تفشل في التعميم على مواقف أخرى.


شارك المقالة: