يزعم منتقدو تفسير الذات من علماء النفس أنها تهمل عدم التناسق العميق بين معرفة الذات والمعرفة الأخرى، حيث أن عقلانيتنا تضمن أن لدينا وصولًا غير استنتاجي إلى مواقفنا أو أن الحاجة إلى الانخراط في الذات، فهذا التفسير يعني أننا بعيدون عن مواقفنا وتشكل هذه الادعاءات الأساس لبعض وجهات النظر العقلانية والراجعية لتشكل الشكوك حول تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس.
الشكوك حول تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس
تتمثل الشكوك حول تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس من خلال ما يلي:
1- الشكوك العامة
كانت فكرة أن تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس ليست خاصة للغاية سائدة بشكل خاص خلال ذروة المدرسة السلوكية، على سبيل المثال يقترح العديد من علماء النفس أن الاختلاف بين معرفة الذات والمعرفة الأخرى، هو في الغالب مسألة درجة ومستويات، وينبع من الحقيقة الدنيوية المتمثلة في أن كل واحد منا موجود دائمًا لمراقبة سلوكنا.
الشكوك حول تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس يتمثل في تغذيها أيضًا من مخاوف معرفية أكثر وعمومية مثل الشكوك حول إمكانية وجود ملاحظات خالية من النظرية، والقلق المألوف من أن عملية الملاحظة تغير بشكل لا مفر منه هدف الملاحظة، حيث يجادل بعض علماء النفس بأنه في حين أن صفات الذات قد تعبر عن معرفة الذات نفسها إلا أنها لا تتفوق معرفيًا على أنواع المعتقدات الأخرى.
الشكوك العامة حول تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس يتمثل في أن أحكامنا حول العالم تدفع إلى حد كبير أحكامنا حول تجربتنا، وعلى نفس المنوال ينكر البعض من علماء النفس أن معرفة الذات تعتبر خاص، بالنسبة إلى معرفة حالات الآخرين، من خلال الادعاء بأن المفاهيم العادية والشعبية للحالات النفسية هي مفاهيم نظرية، فإذا كانت الحالات النفسية كيانات نظرية فسيتم المضي قدمًا في كل من الإسناد الذاتي والنسب الأخرى عن طريق الاستدلال من البيانات المرصودة في السلوك الإنساني المفترض.
الشك العام حول تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس من نوع مختلف ينبع من اللغز الذي تم طرحه في معظم الروايات، حيث يتم تمييز المواقف مثل الرغبات والمعتقدات جزئيًا من خلال علاقاتها بالدول المعرفية الأخرى أو البيئة، على سبيل المثال تتمثل الرغبة في تناول عصير الليمون جزئيًا في الاستعداد للذهاب إلى الثلاجة عندما يعتقد المرء أن هناك عصير ليمون هناك والشعور بالسعادة من احتمال شربه.
بشكل عام تتكون المعتقدات والرغبات والنزعة أو المكانة جزئيًا أو كليًا في ميول العقل والتصرف والتفاعل الفعال بطرق معينة فيما يتعلق بالظروف، حيث تتعلق الشكوك العامة حول تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس بكيفية حصولنا على امتياز الوصول إلى حالاتنا الذهنية الفردية العلائقية، إنه يعبر عن طرق يمكن من خلالها تحقيق معرفة الذات على أساس الملاحظة الداخلية، على أساس الاستدلال، وعلى أساس لا شيء.
ويجادل هذه الشكوك بأن تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس لن يسمح بمعرفة الحالات الفردية العلائقية، وأن هذا لا يوفر وصول مميز حقًا، والنتيجة هي معضلة ومشكلة فيما يتعلق بمعرفة الذات، ومنها ينكر البعض الافتراض القائل بأن الاعتراف بحالة فردية علائقية يتطلب تحديد الخصائص العلائقية التي تجعلها الحالة التي هي عليها، ويجادلون بأن معرفة الذات يمكن أن تكون مميزة حتى لو كانت تستند إلى الاستدلال.
2- الشكوك على أساس النتائج التجريبية
يشكل العمل التجريبي في علم النفس مصدرًا آخر للشك حول الحالة المعرفية للنسب الذاتي حول تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس، ففي البحث النفسي للمنهج التجريبي هناك دراسات تظهر أن الأشخاص يخطئون بشكل روتيني في تحديد العوامل التي أثرت على عمليات التفكير لديهم، على سبيل المثال أوضح الأشخاص تفضيلهم لمنتج ما من خلال جودته الواضحة، في حين أن جميع المنتجات في الواقع كانت متشابهة تمامًا، ويبدو أن تفضيلات الأشخاص مدفوعة بالموقع المكاني للمنتج بالنسبة لمنافسيه على ما يبدو أنها تدفع التفضيلات.
دقة التقارير الموضوعية ضعيفة للغاية في وضع الشكوك حول النتائج التجريبية حول تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس، بحيث تشير إلى أن أي وصول استبطاني قد يكون غير كافٍ لإنتاج تقارير صحيحة أو موثوقة بشكل عام، في حين أن هذه الدراسات مفيدة يقر بعض علماء النفس أن نتائجها محدودة من حيث أنها تنطبق فقط على المصادر اللاواعية للقرارات، أي إنهم صامتين فيما يتعلق بوصولنا المميز إلى معرفة الذات الحالية.
3- الشكوك الاستبطانية
الشكوك المتمثلة في الشكوك الاستبطانية حول تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس تتمثل في إلى أي مدى تكون استجابات الناس ناتجة عن الذات الواعية، فإن لديهم امتياز الوصول إلى الأسباب الفعلية لهذه الاستجابات، من خلال تنظيم أنواع خاصة من الأدلة التجريبية لإظهار أن التقارير الاستبطانية غير موثوقة، لكن يشير علماء النفس إلى أن مواقفنا بشأن الاستبطان قد تكون عنيدة بشكل خاص.
تم تأكيد هذا الاستنتاج من خلال تعاون علماء النفس في دراسة الاستبطان باستخدام طريقة تسمى أخذ عينات التجربة، من خلال تحليلهم الدقيق لنتائج الدراسة الذي لا يحل خلافاتهم حول موثوقية الاستبطان، وتشير هذه النتيجة إلى أنه ليس فقط العمل التجريبي الدقيق، ولكن أيضًا العمل المفاهيمي الصعب المطلوب لتحديد نطاق ودرجة موثوقية الاستبطان وحل ما يعرف على نحو مناسب بمشكلة المعايرة.
لا يمكن تحديد بعض أهداف الاستبطان في التشكك حول تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس مثل الأحاسيس إلا من خلال الاستبطان نفسه، حيث تعتمد الأساليب الشخصية على الارتباطات السابقة بين البيانات الشخصية وبيانات الاستبطان؛ لهذا السبب لا يمكننا إصلاح نطاق الموثوقية الاستبطانية إلا باستخدام الاستبطان نفسه وتقييم نتائجه من أجل التماسك الداخلي والاتساق مع المصادر الأخرى.
ولكن نظرًا لعدم وجود إجماع واضح حول كيفية تقييم نتائج الاستبطان، أو كيفية موازنة نتائجه مقابل مصادر أخرى للأدلة حول الحالات العقلية، فإن مشكلة المعايرة شائكة ومعقدة بشكل خاص من حيث صلتها بالاستبطان، مما يقترح أننا نعاير الاستبطان بالرجوع إلى القدرات التي لا يمكننا امتلاكها إلا إذا كان الاستبطان موثوقًا حول حالات معينة، وتشير قدرتنا على تركيز الإدراك الحسي على كائن بعيد إلى أن التأمل الذاتي يمكن الاعتماد عليه في تحديد متى تبدو الأشياء ضبابية.
في النهاية يمكن التلخيص أن:
1- تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس يمر في العديد من الشكوك حيث يزعم منتقدو تفسير الذات من علماء النفس أنها تهمل عدم التناسق العميق بين معرفة الذات والمعرفة الأخرى.
2- تتمثل الشكوك حول تمييز معرفة الذات عن غيرها في علم النفس من خلال الشكوك العامة والشك في النتائج التجريبية للنظريات والشك الاستبطاني.