“نحن جميعاً مرضى بعلّة اسمها فروغ الصبر” جيمس جليك، فكلّ ما يمرّ بنا في حياتنا نتعامل معه بسرعة وعشوائية بعيداً عن التأني أو الصبر، فأصبح المجتمع بأكمله يمتاز بسرعة الإيقاع، ومحاولة إنجاز الأعمال بأسرع وقت ممكن، حتى وفي التعاملات من بيع أو شراء أو إجراء أي معاملة يجب أن تكون سريع الإيقاع لا مجال للصبر أو التأني فيما نقوم به، فأصبحت علاقاتنا وقراراتنا عابرة لا علاقة للصبر فيها.
ما الأمور التي تؤثر في معاناة الناس مع الصبر؟
هناك أمران مؤثران في معاناة الناس مع الصبر، أولهما مكوننا الوراثي، فبعضنا قد توارث صفات تجعله هادئاً ورابط الجأش، فالصبر عنده يكون صفة طبيعية بعيدة عن التصنّع أو التكلف، وهذا النوع من الناس يسهل التعامل معه وعادة ما يصل إلى النحاح قبل الجميع، فهو يمتاز بالحكمة والتأني ويحبّه الجميع، كونه لا يطلق أحكاماً متسرعة تظلل من أفكاره.
والأمر الثاني الذي يؤثر في معاناة الناس مع الصبر، هو أن يعيش أحدنا في وسط لا يعرف شيئاً عن الصبر، بل هو ذو إيقاع متعجّل سريع الغضب ومتوتر الأعصاب، فإذا كنّا نعيش في ظلّ هذا المجتمع ونحن نعيشه بالفعل، فإنّ التحلي بالصبر يكون أصعب، إلا أنه ممكن، يتطلّب منّا أن نعترف أولاً بالمشكلة ونبحث بعدها عن الحل.