اقرأ في هذا المقال
- الصحة النفسية للمعلم
- أسباب الاحتراق النفسي عند المعلمين
- أهمية الصحة النفسية للمعلم
- التحديات التي تواجه الصحة النفسية للمعلم
- استراتيجيات لتحسين الصحة النفسية للمعلم
تقوم العرضية المرضية عند المعلمين بإظهار فوائد التدخُّل على مستوى فردي، كما أنَّها تحثُّهم على تعلُّم سلوكيات جديدة مكيفة بطريقة أفضل لصعوبات العمل الراهنة، التي تؤثر بشكل مباشر على صحتهم، يظهر هنا مفهوم الرُّجوعية التربوية كاقتراح باستبدال مسألة معرفة العوامل المؤسساتية والشخصية التي تزيد من احتمال ظهور الأمراض المهنية، بمسألة معرفة العوامل التي تزيد من احتمالية الانتقال من حالة ضغط مرتفع إلى حالة فعالية وصحة شاملة.
الصحة النفسية للمعلم
تعتبر مهنة التعليم من المهنْ الشاقة والتي تستلزم الجهد النفسي والجسمي والعقلي والعصبي، حيث إنّ الشدّة والإجهاد النفسي مصادرها كثيرة، لعل ما يميزها عن غيرها من المهن أنَّ المعلم يتعامل مع مجموعة كبيرة من الأفراد بينهم فروق فردية عديدة معرفية وانفعالية واجتماعية ونفسية، كذلك أن يتعامل مع كل التلاميذ بالطريقة التي تناسب كل منهم.
نتيجة لضعف دور الأسرة ووسائط التربية الأخرى أصبح المعلم هو الوسيلة التي ينقل المعارف والعلوم وأساليب السلوك الصحيحة، فهو يتعامل مع عقليات لم تنضج بعد تعلم بعضها على نحو خاطئ أو اكتسب عادات ومهارات سيئة، على المعلم أن يصحح ما تعلمه هذا الطالب من عادات ومهارات سيئة من أسرة أو من مجتمعه الصغير.
إنَّ عمل المعلم لا ينتهي مع نهاية اليوم الدراسي بل إنَّه بقوم بإكمال الكثير منها في المنزل، كما أنّ هناك فئة ليست بالقليلة لديهم دافعية منخفضة للتعليم، لديهم بالتالي عزوف شديد عن التحصيل الدراسي وهذا ما يؤثر على المناخ العام داخل الفصل الدراسي، فيمثلون مصدراً للفوضى وعدم الانتظام وهو ما يضيف أعباء نفسية زائدة على كاهل المعلم.
أعباء التدريس ليست فقط ما يتحملها المعلم وإنّما يضاف إليه الجانب الإداري والإشرافي، إذن نجد أنّ دور المعلم يأتي على رأس المنظومة التعليمية، وفقاً لهذا الدور الحيوي الذي يقوم به المعلم يتضح حجم الأعباء الوظيفية المفترض أن يمارسها، نتيجة لذلك يحدث لبعض المعلمين ما يسمّى بالاحتراق النفسي أو ضغوط مهنة التدريس، سبب هذه الضغوط على بعض المعلمين أنّه قد التحق بتلك المهنة دون رغبة حقيقية في ممارستها، قد تتسبَّب هذه الضغوط بالاحتراق النفسي الذي يصيب أغلب المعلمين.
أسباب الاحتراق النفسي عند المعلمين
- القابلية الذاتية للعديد من الضغوط.
- زيادة التحمل التدريسي عند المعلم.
- أنّ دور المعلم قد تناقص من موجِّه للتعليم إلى ضابط للصف.
أهمية الصحة النفسية للمعلم
تحسين جودة التعليم: عندما يكون المعلم في حالة نفسية جيدة، فإنه يكون قادرًا على تقديم دروس تفاعلية وفعّالة، مما يزيد من تفاعل الطلاب وتحفيزهم على التعلم.
التأثير على بيئة التعلم: يؤثر المزاج العام للمعلم على بيئة الصف الدراسي. المعلم الإيجابي والمتوازن نفسيًا يمكنه خلق بيئة تعليمية داعمة وآمنة للطلاب.
زيادة التحصيل الدراسي للطلاب: يرتبط أداء الطلاب في المدرسة بشكل مباشر بصحة معلميهم النفسية. المعلمون الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة يكونون أكثر قدرة على تلبية احتياجات الطلاب التعليمية والاجتماعية.
تعزيز العلاقات بين المعلم والطلاب: المعلم الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة يكون أكثر قدرة على بناء علاقات إيجابية ومثمرة مع طلابه، مما يعزز من روح التعاون والتفاهم بينهم.
التحديات التي تواجه الصحة النفسية للمعلم
ضغط العمل: تشمل مسؤوليات المعلم إعداد الدروس، وتقييم الواجبات، وتقديم الدعم الفردي للطلاب، مما قد يسبب إرهاقًا نفسيًا وجسديًا.
التفاعل مع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة: التعامل مع مجموعة متنوعة من الطلاب يتطلب من المعلم قدرة على التكيف مع الاحتياجات الفردية، مما قد يزيد من الضغط النفسي.
التوقعات العالية: توقعات الإدارة وأولياء الأمور العالية من المعلمين قد تؤدي إلى الشعور بالإرهاق وعدم القدرة على تلبية هذه التوقعات.
نقص الدعم: في بعض الأحيان، قد يعاني المعلمون من نقص الدعم من الإدارة أو المجتمع، مما يزيد من الشعور بالعزلة والضغط.
استراتيجيات لتحسين الصحة النفسية للمعلم
إدارة الوقت بفعالية: تنظيم الوقت ووضع جدول زمني يساعد المعلمين على التعامل مع المهام المتعددة بشكل أكثر فعالية وتقليل التوتر.
طلب الدعم: الاستفادة من دعم الزملاء، أو المرشدين، أو المستشارين يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في التعامل مع الضغوط النفسية.
التدريب على الاسترخاء: تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر وتحسين التركيز.
الموازنة بين العمل والحياة الشخصية: من المهم تخصيص وقت للأنشطة الشخصية والهوايات خارج العمل للحفاظ على توازن صحي بين الحياة العملية والشخصية.
التطوير المهني: المشاركة في ورش العمل والدورات التدريبية تساعد المعلمين على تحسين مهاراتهم وكفاءاتهم، مما يزيد من الثقة بالنفس والرضا المهني.
الصحة النفسية للمعلم هي عنصر أساسي في نجاح العملية التعليمية، من خلال إدارة الضغوط والتحديات بفعالية، يمكن للمعلمين تحسين أدائهم المهني وتعزيز جودة التعليم، الاستراتيجيات مثل إدارة الوقت، وطلب الدعم، والتوازن بين الحياة العملية والشخصية، يمكن أن تكون فعالة في تعزيز الصحة النفسية للمعلم، مما ينعكس إيجابيًا على الطلاب والبيئة التعليمية ككل.