الطلاق وأثره على الأطفال

اقرأ في هذا المقال


انفصال الوالدين أو طلاقهما من الممكن أن يكون أمراً شديد القساوة على اطفالهم. ومن الممكن أن لا يهتم أي من الوالدين حول أن طفلهم سوف يتأثر بشكل سلبي من الطلاق وبالطبع قد يُعاني بسببه. والكثير من حالات الطلاق تؤثر على الأطفال قبل عمر الـ18 عام. وفي هذا المقال سوف تجد بعض الأمور التي تدل على تأثير الطلاق السلبي على الطفل، كذلك سوف تجد بعض الطرق التي يُمكنك تجربتها للتعامل مع طفلك بفاعلية في هذه الفترة الصعبة.

أمور تدل على تأثير الطلاق السلبي على طفلك

بما أن الأطفال يعتمدون على والديهم حتى يشعروهم بالأمان، لذلك من الطبيعي أن يشعروا الأطفال بالارتباك أو الخوف عند مشاهدة أن والدهم أو والدتهم تتألم من حدوث الطلاق. وأيضاً ممكن أن يحدث للأطفال مشاكل مثل الاضطراب وتشتت الانتباه بشكل متزايد بسبب التحديات الجديدة.

وعند فشل الآباء في أن يبينوا سبب حدوث تغيير في مشاعر الوالدين نحو بعضهما البعض. ولماذا حصل هذا التغير الكبير؟ وفي الغالب الطفل لن يستطيع أن يفهم ما الذي حدث وسوف يعتقد أنه هو الذي تسبب بالانفصال، أو قد يُطالبون أنفسهم بتحمّل مسؤولية محاولة لم شَمل والديهم.

وممكن أن يبدأ الطفل في العودة إلى بعض السلوكيات التي قد تخلَّص منها سابقاً، فعلى سبيل المثال رغبته في أن يحصل على مصاصة، أو التبوّل اللاإرادي في الليل، أو تعرّضه للعصبية والغضب. وسوف يُلاحظ كذلك أن الطفل من الممكن أن يصيبه القلق وقد يُبدي، أو قد يضطرب بشكل مبالغ فيه عند ابتعاده عن أحد والديه.

وكذلك من الممكن أن يحدث مع الأطفال الأكبر بعض المشاعر المتغيرة، مثل الغضب أو شعورهم بالذنب أو حتى شعورهم بالراحة؛ لأن والديه قد انفصلا، وممكن أن يصبح عدواني عندما يشعر بالغضب وممكن أن يحدث معه بعض الأعراض الأخرى، مثل الاكتئاب أو القلق ويبدأ في الانسحاب أو العزلة عن الآخرين.

ويوجد بعض الأعراض والسلوكيات المنتشرة، التي ممكن حدوثها مثل بعض مشاكل في السلوك ومشاكل أكاديمية. وقد يحدث عنده تغيير وتقلّب في مزاجه، تقل علاقاتهم مع زملائهم وأصحابهم، يقل مُعدّل تعاونهم للقيام بالمهمات، تنخفض عندهم الثقة بالنفس واحترام الذات، زيادة المخاوف غير المنطقية وعدم الاهتمام بالتواصل مع الآخرين.

متى يجب اللجوء إلى طبيب الأطفال النفسي للحد من تأثيرات الطلاق

سوف يستغرق طفلك بعض الوقت للتكيّف مع هذه التغييرات، كالعلامات السابقة التي تمّ ذكرها، مثل عودة الأطفال الصغار إلى السلوكيات التي كانوا قد تجاوزوها في السابق، أو حدوث نوبات الغضب، يُمكن اعتبارها ردود فعل طبيعية. ويجب أن تتحسّن بمرور الوقت، لكن هناك علامات تحذيرية تدل على أن طفلك يُعاني من مشكلة أكثر خطورة، ومنها: اكتئاب دائم، حزن، قلق، حصول مشاكل متكررة في المدرسة، تغيّر عادات النوم والأكل، لجوء الطفل دائماً للسوك العدائي. وإذا استمرّ سلوكه السلبي أو تزايد، في هذه الحالة يجب أن تتحدثي إلى الطبيب.

ماذا ستقول لطفلك عن الطلاق والانفصال

يوجد هناك البعض من القواعد التي يجب عليك أن تلتزم بها عندما تخبر طفلك بخصوص الطلاق، منها:

1- خطط كيف تُخبر أطفالك، فكّر في مكان جيّد ووقت للحديث، كُن صريحاً، لكن أيضاً ضع في اعتبارك أعمار أطفالك عند تحديد مقدار ما تخبرهم به، الأطفال الأصغر سناً سوف يحتاجون إلى تفاصيل أقل. وقد يطلب الأطفال الأكبر سناً المزيد من المعلومات.

2- طمّن أطفالك أنك لا تزال تحبهم وأنكما سوف تواصلان العناية بهما معاً كوالدين، اجعلهم يعلمون أنه سيكون هناك العديد من الفرص لقضاء بعض الوقت مع كلا الوالدين وأنه انفصالكم كزوجين وليس كوالدين.

3- كن واضحاً جداً في أنهم ليسوا سبب الانفصال، سوف يقلق الأطفال الصغار بشكل خاص في أن يكونوا هم السبب في حدوث الانفصال أو الطلاق، اشرح لهم أن هذه مشكلة تخصكما وأنه لا يوجد شيء يمكن لأطفالك فعله لمنعها، يجب أن يعرفوا أيضاً أنه لا يوجد شيء يمكنهم أو يمكن لغيرهم، القيام به لتغيير ما يحدث؛ حتى لا يُحمّلوا أنفسهم مسؤولية فشل الإصلاح بينكما.

4- يجب أن تشجّع أطفالك حتى يتحدثوا بشكل صريح عن شعورهم. وإذا تحدثوا يجب عليك أن تستمع لهم بإنصات وحاول أن لا تقطع حديثهم، أمر طبيعي أن يواجهوا الأطفال مشاكل في تعبيرهم عن شعورهم؛ لذلك عليك أن تكن صبور، أيضاً عليك أن تسمح لهم أن يعبّروا بصدق عن مخاوفهم ورغباتهم في الوضع الجديد. وأجب عن أي أسئلة بأمانة قدر الإمكان.

5- إذا شعر طفلك بعدم الارتياح في التحدّث معك، فساعده في العثور على شخص يمكن أن يثق به مثل فرد آخر من العائلة أو طبيب نفسي أو أخصائي اجتماعي.

كيف يمكنك مساعدة طفلك خلال هذه المرحلة الصعبة

وهذه فيما يأتي بعض الطرق التي يمكن أن تستعين بها لتساعد أطفالك في تغلّبهم على أي تأثير سلبي يسببه الانفصال:

التواصل مع الشريك

يفضّل أن لا تخبر الطفل بنفسك بأمر الطلاق، يُفضّل أن يكون الوالدين مع بعضهما موجودين ليُخبرا الطفل ويُساعداه على الانتقال والاستعداد للمرحلة الآتية، أيضاً لا يُفضّل أن يعلم الطفل بأمر الطلاق بمرحلة متأخرة؛ يُفضل إخباره من البداية، وليس في اللحظة الأخيرة.

وبالطبع بعد حدوث الانفصال يجب على الوالدين أن يبقوا على تواصل مع بعضهم البعض؛ من أجل الطفل. ويجب المشاركة مع الطفل كل شيء يخص المدرسة والأمور الهامة التي تخص وضعه الصحي إذا كان مريضاً، كما يجب عليهم أن يقوما معاً بحضور أي اجتماع أو موعد يخص الطفل؛ حتي يعرف كل منهم ما الذي يحدث مع طفلهم.

لا تستخدم طفلك لدعمك وقت الطلاق

حاول ألا تعتمد على الطفل للحصول على الدعم العاطفي أثناء الطلاق، حيث يمكنك أن تحصل على الدعم من حبهم، لكن يجب أن تأتي القوة من أصدقائك وعائلتك وليس من طفلك. ويمكنك أن تلجأ لاستشارة نفسية مُتخصصة إذا اضطررت لذلك. وحاول ألا تتذمر من زوجتك السابقة أو زوجكِ أمام أطفالك. وبالتأكيد لا تستخدموا الأطفال كوسيلة لنقل الرسائل بينكما.

مشاركة أطفالك في تغيرات الحياة التي تحدث عند الطلاق

يُفضَّل أن تشارك طفلك بأي تغيير يحدث معك في أمور ترتيب وتغيير حياتك وحياته، خصوصاً إذا كان عمرهم مناسب لذلك؛ لأنه بالطبع لهم كل الحق ليعرفوا أي قرار سوف تتخذه ويكون يخصهم بشكل شخصي. ولا تنسِ أن كل الأمور سوف تتغيّر كلّما كبروا. ودائماً كُن محترماً لمشاعر أطفالك بخصوص المكان الذي يختاروا أن يعيشوا به.

الاعتراف بالحزن لحدوث الطلاق

يُمكنك أن تصوّر لطفلك موضوع الانفصال بشكل مختلف على أن الوضع مناسب وأفضل للكل. وأن الوضع سوف يتحسَّن بعد فترة ولو كانت طويلة. ويجب أن تأخذ كل فترة الوقت المناسب، كما يجب عليك أن توضّح وتتكلم عن إحباطك وحزنك ويُفضّل أن تكن واضح في شرح الأمور ووضعها بمكانها المناسب؛ لأنك لن تستطيع خداع أطفالك، حيث يُمكنك فقط شرح الأمر لهم دون زيف أو خداع.

منع انتشار المخاوف عند الطفل من الطلاق

يُفضَّل أن تعترف وتقر بأن الانفصال أمراً صعباً، لكن يجب أن تنتبه أن لا يسمعك أطفالك خصوصاً عندما تتكلم بخصوص الأمور المادية والمالية، أو أي أمر يتعلق بالانفصال؛ حتى لا يشعروا بأنهم عليهم المسؤولية وأنهم يجب أن يُساعدوا في حل المشكلة وبالحقيقة هم لا يمكنهم ذلك.

تشجيع العلاقة بين الطفل والشريك السابق

يجب عدم إشعار الطفل بأنه يجب أن يختار بين والديه، كما يجب أن تخبر طفلك بأن علاقته مع والده الآخر يجب أن تكون إيجابية. وأن يفضل يُحب والده الآخر حتى لو تم الانفصال؛ لكي لا يحس بالتمزّق، فلا ينبغي أن يصيبهم شعور أنك تغضب إذا حدّثوك عن أمور جميلة حدثت لهم مع الوالد الآخر أو أن يضطروا لإخفاء الأمور عنك.

وأيضاً يجب عليك عدم التحدث بشكل سلبي مع طفلك أو العائلة أو أي شخص آخر، عن شريكك السابق حتى لو كنت تعاني بسبب الانفصال وعندك مشاعر وعواطف سلبية تجاه شريكك السابق، عليك أن تتحدث مع أشخاص مناسبين ليدعموك نفسياً، لكن من المفيد على أي حال لصحة أطفالك وضع قواعد أساسية عند التحدث عن الوالد الآخر.

وفي بعض الحالات وللأسف يكون الطلاق أو الانفصال بسبب سوء معاملة الشريك. وبالتالي إذا كان هذا سبب الطلاق يجب أن تجد لك ولأطفالك مكاناً مناسباً وآمن لتبقوا فيه.


شارك المقالة: