اقرأ في هذا المقال
- العاطفة والوعي في علم النفس
- دائرة البقاء الدفاعي في العاطفة والوعي في علم النفس
- الوعي في الفلسفة المعاصرة والعلوم المعرفية وعلم الأعصاب
- الارتباطات العصبية للتجارب الواعية التي يمكن الإبلاغ عنها
على الرغم من أن العواطف أو المشاعر هي الأحداث الأكثر أهمية في حياتنا، إلا أنه كان هناك اتصال ضئيل نسبيًا بين نظريات العاطفة ونظريات الوعي الناشئة في العلوم المعرفية، حيث أن علماء النفس يتحدون وجهة النظر التقليدية التي تجادل بأن المشاعر مبرمجة فطريًا في دوائر تحت قشرية، ونقترح بدلاً من ذلك أن العواطف هي حالات أعلى مرتبة يتم إنشاؤها في الدوائر القشرية.
العاطفة والوعي في علم النفس
يجادل علماء النفس بأن ما يختلف في التجارب العاطفية وغير العاطفية ليس أن أحدهما ينشأ تحت القشرة والآخر قشريًا، ولكن بدلاً من ذلك أنواع المدخلات التي تعالجها الشبكة القشرية في مفهوم الوعي، مما يقدم تعديلات لنظرية الرتبة الأعلى وهي نظرية رائدة للوعي، للسماح لنظرية الرتبة الأعلى بتفسير الإدراك الذاتي، ثم توسيع هذا النموذج ليشمل التجارب العاطفية الواعية.
الحالات العاطفية للوعي في علم النفس أو ما يسمى عادةً بالمشاعر العاطفية، يُنظر إليها تقليديًا على أنها مبرمجة فطريًا في المناطق تحت القشرية من الدماغ، وغالبًا ما يتم التعامل معها على أنها مختلفة عن الحالات المعرفية للوعي، مثل تلك المتعلقة بإدراك المنبهات الخارجية، حيث يجادل علماء النفس بأن التجارب الواعية، بغض النظر عن محتواها، تنشأ من نظام واحد في الدماغ.
من وجهة النظر هذه فإن ما يختلف في الحالات العاطفية وغير العاطفية هو أنواع المدخلات التي تتم معالجتها بواسطة شبكة إدراك قشرية عامة، وهي شبكة أساسية للتجارب الواعية، فعلى الرغم من أن الدوائر تحت القشرية ليست مسؤولة بشكل مباشر عن المشاعر الواعية، إلا أنها توفر مدخلات غير واعية تتحد مع أنواع أخرى من الإشارات العصبية في التجميع المعرفي للتجارب العاطفية الواعية.
يعتمد الفهم التفصيلي للدماغ العاطفي والتنظير حوله إلى حد كبير على دراسات تندرج تحت عنوان الخوف، لذلك ركز العديد من علماء النفس على مجموعة العمل هذه في مناقشة الوعي العاطفي، في ضوء هذا النهج يعرّف الخوف على أنه الشعور الواعي الذي يشعر به المرء عندما يكون في خطر، على الرغم من أن استنتاجات قد لا تنطبق بشكل جيد على جميع المشاعر، إلا أن الدروس المستفادة من الخوف توفر مبادئ عامة يمكن على الأقل استخدامها كنقطة انطلاق للتنظير حول العديد من المشاعر.
دائرة البقاء الدفاعي في العاطفة والوعي في علم النفس
دوائر البقاء الدفاعية في العاطفة والوعي في علم النفس موصولة تطوريًا لاكتشاف التهديدات الفطرية والاستجابة لها والاستجابة للتهديدات الجديدة التي تم التعرف عليها في الماضي، كما هو موضح هنا تساهم دوائر البقاء الدفاعية بشكل غير مباشر في الشعور بالخوف، لكن نشاطها لا يشكل خوفًا، فالدائرة التي تركز على الخوف هي مثال على دائرة البقاء الدفاعية.
تشير عدة لحوث تجريبية في علم النفس إلى أن دائرة البقاء الدفاعية منفصلة عن الدائرة التي تؤدي إلى التجربة الواعية للخوف، حيث ثبت جيدًا أن المشاعر الواعية بالخوف والقلق ترتبط ارتباطًا ضعيفًا بالاستجابات السلوكية والفسيولوجية، مثل تلك التي تتحكم بها دوائر البقاء الدفاعية، فإذا تم تضمين نفس الدائرة يجب أن يكون الارتباط قويًا، ومنها تُظهر الدراسات التي تستخدم طرق عرض التحفيز اللاشعوري على سبيل المثال الإخفاء الخلفي أو كبت الفلاش المستمر لمنع أو تقليل الوعي بالمحفزات البصرية أن التهديدات البصرية تنشط اللوزة وتثير استجابات الجسم على الرغم من حقيقة أن المشاركين ينكرون رؤية المنبه.
في ظل هذه الظروف لا يبلغ المشاركين عن شعورهم بالخوف، حتى عندما يُطلب منهم صراحةً أن يتأملوا ما يمرون به، بالتالي يُظهر مرضى البصر الذين يفتقرون إلى القدرة على رؤية المحفزات البصرية بوعي في منطقة معينة من الفضاء البصري تنشيط اللوزة واستجابات فسيولوجية للتهديدات البصرية المقدمة في هذا الجزء من الفضاء على الرغم من إنكار رؤية المنبه ودون الإبلاغ عن الخوف.
على الرغم من أن الضرر الذي يلحق باللوزة المخية يتعارض مع الاستجابات الجسدية للتهديدات، إلا أنه لا يتعارض مع التجربة الواعية للعواطف مثل الخوف، تشير جميع هذه النتائج إلى أن دوائر البقاء على قيد الحياة الدفاعية في اللوزة تعالج التهديدات بغير وعي، وهذا لا يعني أن دوائر البقاء الدفاعية لا تلعب أي دور في الخوف الواعي فهي تعدل تجربة الخوف، لكنها ليست مسؤولة بشكل مباشر عن التجربة الواعية نفسها.
الوعي في الفلسفة المعاصرة والعلوم المعرفية وعلم الأعصاب
في السنوات الأخيرة ساعدت النتائج التجريبية في العلوم الإدراكية وعلم الأعصاب في إعادة تشكيل وجهات النظر حول ماهية الوعي وكيف يحدث، عند مناقشة هذا البحث يتم التركيز على الوعي باعتباره تجربة ذاتية، على عكس حالة الكائن الحي الذي يكون مستيقظًا ومستجيبًا للتحفيز الحسي، من الضروري البحث عن الوعي كتجربة ذاتية بعض وسائل قياس الحالات الداخلية التي لا يمكن للعالم ملاحظتها.
الطريقة الأكثر شيوعًا هي استخدام التقرير الذاتي اللفظي، حيث يسمح هذا للباحثين بتمييز الظروف التي يستطيع المرء بموجبها أن يذكر عندما يواجه حدثًا حسيًا من عندما لا يفعل ذلك، ويعتمد التقرير الذاتي اللفظي على التأمل والقدرة على فحص محتوى الحالات العقلية للفرد، في المقابل يعتقد التأمل من أجل إشراك هذه العمليات المعرفية كما الانتباه والذاكرة العاملة، وراء المعرفة، العمليات التي تتطلبها النظريات الإدراكية للوعي.
يُعد السلوك الإنساني غير اللفظي مرضيًا لإثبات أن الإنسان واعي بمعنى أنه مستيقظ ومتجاوب مع المنبهات، ولإظهار القدرات المعرفية الكامنة وراء الذاكرة العاملة والانتباه وما وراء المعرفة والقدرة على حل المشكلات، وغيرها من مؤشرات السلوك الذكي، ومع ذلك نظرًا لأن ليس كل العمليات المعرفية تؤدي إلى تجربة واعية، فإن القدرات المعرفية التي يشير إليها السلوك غير اللفظي وحده لا تكفي عمومًا لإثبات الوعي الواعي.
الارتباطات العصبية للتجارب الواعية التي يمكن الإبلاغ عنها
تزايدت الأدلة في السنوات الأخيرة التي تشير إلى تورط دوائر دماغية معينة في تجارب واعية للعاطفة والوعي يمكن الإبلاغ عنها باستبطان للمحفزات البصرية لدى البشر، على سبيل المثال عندما يتم اختراق التقارير الذاتية للمحفز باستخدام إجراءات التحفيز اللاشعوري مثل الإخفاء، تكون مناطق القشرة البصرية بما في ذلك المناطق الأولية والثانوية نشطة وظيفيًا، ولكن عندما يكون المشاركين قادرين على الإبلاغ بوعي عن رؤيتهم التحفيز البصري، وأصبحت المناطق القشرية إضافية النشطة.
الأكثر ارتباطًا هو مناطق مختلفة من قشرة الفص الجبهي الجانبي والوسطى، ولكن تم الإبلاغ أيضًا عن عمليات التنشيط في القشرة الجدارية والقشرة الانعزالية، فهذه المناطق القشرية ليس من المستغرب أن تكون مكونات، بسبب الضرر الذي لحق بالقشرة البصرية غير قادرين على الإبلاغ عن وجود محفزات بصرية في جزء من المساحة المرئية تمت معالجته بواسطة المنطقة المتضررة من القشرة، على الرغم من قدرتهم على الاستجابة غير اللفظية إلى الحافز.