اقرأ في هذا المقال
- الإرشاد المتمركز نحو الذات
- خطوات الإرشاد النفسي عند روجرز
- العلاقة الإرشادية في الإرشاد المتمركز نحو الذات
- دور المرشد في العلاقة الإرشادية
- الحواجز التي تعيق المعالجة الفعالة
تعد نظرية الإرشاد المتمركز نحو الذات الإطار الذي يستطيع الإنسان أن يطبع نفسه فيه، بحيث يكون مُلماً بما في نفسه، هذه المعلومات التي يتوصل إليها الإنسان عن نفسه، تعتبر أشياء تعلمها عن نفسه، لهذا السَّبب استطاع أن يصوِّر نفسه بأسلوب يستطيع من خلاله معرفة الكثير عن حقيقته.
الإرشاد المتمركز نحو الذات
هو تكوين معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعورية والتصورات والتقييمات الخاصَّة بالذات، يبلوره الفرد ويعتبره تعريفاً نفسياً لذاته، يتكون مفهوم الذات من أفكار الفرد الذاتيّة المُنسقة المحدَّدة الأبعاد عن العناصر المختلفة لكينونته الداخلية أو الخارجية.
تشمل هذه العناصر المدركات والتصورات التي تحدِّد خصائص الذات، كما تنعكس إجرائياً في وصف الفرد لذاته، كما يتصورها هو (مفهوم الذات المدرك)، إنّ المدركات والتصورات التي تحدِّد الصورة التي يعتقد أنّ الآخرين في المجتمع يتصورنها، التي يتمثلها الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي مع الآخرين (مفهوم الذَّات الاجتماعي) والمدركات والتصوُّرات التي تحدِّد الصورة المثالية للشخص الذي يودُّ أن يكون (مفهوم الذات المثالي).
تستعمل كلمة الذَّات في علم النفس بمعنيان متمايزان، تعرّف الذات من ناحية باتجاهات الشخص ومشاعره عن نفسه، من ناحية أُخرى تعتبر مجموعة من العمليات النفسية التي تحكم السلوك والتوافق. يمكن أن نطلق على المعنى الأول، الذَّات كموضوع، حيث أنَّه يعين اتجاهات الشخص ومشاعره ومدركاته وتقييمه لنفسه كموضوع، بهذا المعنى تكون الذات فكرة الشخص عن نفسه. يمكن أن نطلق على المعنى الثاني، الذَّات كعملية، فالذات هي فاعل بمعنى أنَّها تتكون من مجموعة نشيطة من العمليات كالتفكير والتذكُّر والإدراك.
وظيفة الذات
وظيفة مفهوم الذَّات هي وظيفة دافعية وتكامل وتنظيم وبلورة عالم الخبرة المتغير، الذي يوجد الفرد في وسطه، لذا فإنّه ينظِّم ويحدد السلوك، ينمو تكوينياً كنتاج للتفاعل الاجتماعي جنباً إلى جنب مع الدافع الداخلي لتأكيد الذَّات، برغم من أنَّه ثابت تقريباً، إلَّا أنّه يمكن تعديله تحت ظروف معينة.
ملاحظات هامة عن الذات
- إنَّ مفهوم الذات، أهم من الذَّات الحقيقية في تقرير وتحديد السلوك.
- إنَّ كل جشطالت يتأثر بالوراثة والبيئة الجغرافية والمادية والاجتماعية والسلوكية، يتأثر بالآخرين المهمين بحياة الفرد، أيضاً يتأثر بالنُّضج والتعلُّم، يتأثر بالحاجات ويتأثر بالموجهات.
- إنَّ الفرد يسعى دائماً لتأكيد وتحقيق وتعزيز ذاته، هو محتاج إلى مفهوم موجب للذات، إنّ مفهوم الذات مفهوم شعوري يعيه الفرد، بينما قد تشتمل الذات عناصر لا شعورية لا يعيها الفرد.
خطوات الإرشاد النفسي عند روجرز
- الاستكشاف والاستطلاع: أي التعرُّف على مصادر قلق المسترشد وتوتره، تحديد الجوانب السلبية والإيجابية في شخصية المسترشد؛ كي يفهم شخصيته ويستغل الجوانب الإيجابية منها لتحقيق أهدافه.
- توضيح وتحقيق القيم: يساعد المرشد المسترشد في زيادة فهمه وإدراكه لقيمه الحقيقية؛ بهدف التعرف على التناقض فيما بينها، الكشف عن أسباب التوتر الناجم من اختلاف قيمه عن الواقع. يقوم المرشد بتوضيح الفرق بين القيم والآمال، والقيم الحقيقية، القيم الزائفة.
- المكافأةُ وتعزيزُ الاسْتجَاباتِ: يوضِّح المرشد مَدى التقدُّم أو التغيُّر الإيجابيِّ ويقوِّيه لَدى المسترشِدِ، كخطوةٍ أوَّليَّةٍ للتغلُّبِ على مُشكلاتِهِ الانفعاليَّةِ.
العلاقة الإرشادية في الإرشاد المتمركز نحو الذات
شروط من بناء العلاقة الإرشادية:
- الصدق والأصالة من جهة المرشد: المرشد لا يزيف الحقائق، يقدم الصُّور الصَّادقة عن نفسه.
- الاعتبار الإيجابي غير المشروط: المرشد يحترم المسترشد ويعطيه قيمته كإنسان.
- الفهم المتعاطف: الإصغاء جيداً من قبل المرشد للمسترشد، أن ينتبه للتعبيرات اللفظية المستخدمة، أيضاً مفهومه عن بعض المفردات، مثل الخبرات.
العلاقة الإرشادية من وجهة نظر روجرز:
- الفهم الموضوعي للعميل من خلال وجهة نظره، بالطريقة التي ينظر فيها إلى نفسه وإلى العالم.
- تقبُّل المسترشد بغض النظر عن السُّلوك الذي يبديه.
- قبول المرشد فيما يفعله المسترشد بحيث يجب أن لا يخالف ما يقوله ويكون حيادياً.
دور المرشد في العلاقة الإرشادية
- المرحلة الأولى: تكون مهمّة المرشد هنا في خلق جو من المودة والتعاون والتقبُّل والتوضيح.
- المرحلة الثانية: وظيفة المرشد في هذه المرحلة، هي عكس مشاعر المسترشد وتجنُّب التهديد.
- المرحلة الثالثة: توفير مدى واسع من أنواع السلوك؛ لتوضيح الاتجاهات الأساسية لذلك يقوم المرشد باتباع مجموعة من المعطيات، لتكوين صورة عن المسترشد وذلك كي يدرك المشكلة كما يراها المسترشد.
- دور المرشد لا يقوم بإعطاء وسيلة العلاج ولا يقترح على المسترشد ما يجب عمله، لذلك فإنَّ دوره هو فقط حول عالم المسترشد دون الدُّخول فيه، لذلك يجب أن يكون التعاطف بشكل موضوعي وبدون أيّ تدُّخل، أيضاً يعكس مشاعر المسترشد ومدى فهمه واستيعابه لما يقوله أو يشعر به.
الجوانب الأساسية للعلاقة الإرشادية
- التقبّل: يجب أن يتقبل المرشد المسترشد كما هو، أيضاً يجب أن يكون المرشد متكاملاً ومتماسكاً ولا يوجد عنده تناقض.
- التفهم: عندما يجعل المرشد نفسه في عالم المسترشد الخاص، يتفهمه ويساعد المسترشد بالكشف عن أعماق ذاته، ما يطويه بداخله.
- الاستماع: إنَّ الاستماع عند المرشد أهم بكثير من الكلام؛ لأنّ هذا يكشف للمرشد عن مكنونات المسترشد، من خلال الألفاظ التي يتلفَّظ بها أو الحالة التي يكون بها.
- التعاطف: يعد التعاطف أساس العلاقة الإرشادية لهذه النظرية، برأي روجرز.
- الاحترام الإيجابي الدافئ غير المشروط: هي تقبُّل المسترشد كما هو لتساعده بالشُّعور بالألفة والحرية بالتعامل، ممّا يؤدّي إلى فتح الذّات في الجلسة الإرشادية.
- الزيف ( عدم قول الحقيقة ): طريقة تعامل المرشد بالوضوح يؤدي بالمسترشد إلى الوضوح والتلقائية في التعبير عن ذاته.
- الاحترام: من الأُمور المهمة في العلاقة الإرشادية احترام المرشد للعميل؛ مما يساعد المسترشد إلى الوصول إلى ذاته وتقييمها بشكل سليم.
- الفورية: يجب على المرشد الانتباه أنّ الجلسة الإرشادية ليست لحل أو عرض مشاكله، فينفعل خلال الحديث، يعرض شعوره الذي يتوالد نتيجة حديث المسترشد.
- الواقعية: على المرشد توصيل المسترشد إلى التفكير الواقعي بأسلوب مناسب.
- المواجهة: أن يعلم المرشد بأفكار وسلوكيات وبيئة المسترشد، كما يراه المسترشد وينقله له، إضافةً إلى ترك الفرصة للعميل باستخدام الألفاظ التي تروقه.
الحواجز التي تعيق المعالجة الفعالة
- نقص الانتباه: يعني انشغال المرشد بأمور أخرى بعيدة عن الاهتمام بالمسترشد.
- التقليل من العاطفة: يجب على المرشد أن يعطي العاطفة، يمنحها للمسترشد بطريقة معقولة لا زيادة فيها أو نقصان.
- عدم تقديم الذات: من الأفضل على المرشد أن يكشف ذاته ويتحدث عن خبراته سواء كانت ناجحة أو فاشلة، حتى يساعد المسترشد في بناء علاقة ثقة بينهما.
- عدم منح الاحترام: من الأهمية أن يشعر المسترشد بالاحترام الإيجابي غير المشروط.
أهداف استخدام النظرية في الإرشاد المدرسي
- مساعدة الطالب حتى يصبح أكثر نضجاً وتحقيقاً لذاته.
- مساعدة الطالب على أن يتقدم بطريقة إيجابية بناءة.
- مساعدة الطَّالب على النمو الاجتماعي.