نظرية الجشطالت

اقرأ في هذا المقال


يُمكن تعريف نظريات التعلُّم ككل بأنّها مجموعة من النظريات التي تم وضعها في بدايات القرن العشرين الميلادي، بقي العمل على تطويرها حتى وقتنا الحالي، منها المدرسة الجشطالتية التي ظهرت على يد ماكس فريتمر، كورت كوفكا، بافولف، جالج كوهلر، هؤلاء العلماء المؤسسون رفضوا ما جاءت به المدرسة السلوكية من أفكار حول النفس الإنسانية. قام روّاد النظرية الجشطالتية بإحلال المدرسة الجشطلتية محل المدرسة الميكانيكية الترابطية، أيضاً جعلوا من مواضيع دراستهم سيكولوجيات التفكير ومشاكل المعرفة.

نظرية الجشطالت:

ولدت نظرية الجشطالت في المانيا وقُدّمت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العشرينات من القرن الماضي على يد العالمين كوفكا وكوهلر. كلمة جشطالت معناها صيغة أو شكل وترجع هذه التسمية إلى أنّ دراسة هذه المدرسة للمُدركات الحسيّة بينت أنّ الحقيقة الرئيسة في المدرك الحسي ليست العناصر أو الأجزاء التي يتكون منها المدرك، إنّما الشكل أو البناء.
جاءت هذه النظرية ثورة على النظام القائم في علم النفس آنذاك وبوجه خاص على المدرسة الارتباطية، قالت أنّ الخبرة تأتي في صورة مركّبة فما الداعي إلى تحليلها عمَّا يربطها، ذهبوا إلى أنّ تمييز العناصر مُظلل في علم النفس وأنّ السلوك لا يمكن ردُّه إلى مثير واستجابة، أيضاً أنّ خصائص الكل المُنظم تضع المشكلة الأجدر بدراسة علم النفس، فالسلوك الكلي هو السُّلوك الهادف إلى غاية معينة والذي يحققه الكائن الحي ككل من خلال تفاعله مع البيئة، هذه الخاصية الكليّة التي تصبغ السلوك في المواقف المختلفة، هي التي تهم علم النفس من وجهة نظر الجشطالت، أمّا الظاهرة السلوكية إلى أُسِسها البسيطة وتجزئتها، فينحرف في الدراسة من الظاهرة الكاملة كما هي موجودة في موقف معين إلى تتبُّع ظواهر بسيطة أو أجزاء صغيرة، ممّا يبعد الدراسة عن الهدف الأصلي.

مبادئ التعلم في النظرية الجشطالتية:

  • الاستبصار شرط للتعلم الحقيقي.
  • إنّ الفهم وتحقيق الاستبصار يفترض إعادة البنية.
  • التعلُّم يقترن بالنتائج.
  • الانتقال شرط التعلم الحقيقي.
  • الحفظ والتطبيق الآلي للمعارف هو تعلُّم سلبي.
  • الاستبصار حافز قوي، أمَّا التعزيز الخارجي عامل سلبي.

التطبيقات التربوية لنظرية الجشطالت:

  • يجب أن يكون تأكيد المعلم بشكل أساسي على الطريقة الصحيحة، للإجابة وليس على الإجابة الصحيحة بحد ذاتها.
  • التأكيد على المعنى والفهم، إذ يجب ربط الأجزاء دائماً بالكل فتكتسب المغزى، مثلاً تكتسب الأسماء والأحداث التاريخية أكبر مغزى لها عند ربطها بالأحداث الجارية أو بشيء أو بشخص هام بالنسبة للطالب.
  • قيام المعلم بإظهار البنية الداخلية للمادة المتعلمة والجوانب الأساسية لها، بحيث يحقِّق البروز الإدراكي لها بالمقارنة مع الجوانب الهامشية فيها، مع توضيح أوجه الشبه والاختلاف بين المادَّة المُتعلمة الحالية وما سبق أن تعلمه الطالب، ممَّا يساعد ذلك على إدراكها بشكل جيد.
  • تنظيم مادة التعلُّم في نمط قابل للإدراك مع الاستخدام الفعَّال للخبرة السَّابقة، إظهار كيف تتلاءم الأجزاء في النَّمط ككل.
  • تَدريبُ الطالبِ عَلى عَزْلِ نَفْسِهِ إدراكيَّاً عنِ العناصِرِ والموادِّ والظُّروفِ الموقفيَّة، الَّتي تتداخلُ مَعْ ما يحاولُ حلَّه مِنَ المشكلاتِ.

شارك المقالة: