في الغالب يتم حدوث اضطرابات النوم والأمراض النفسية معاً، يمكن أن تزيد اضطرابات النوم غير المعالجة من خطر الإصابة بالأمراض النفسية، مثل الاكتئاب في مرحلة متقدمة من الحياة. كل فرد يحتاج لعدد مختلف من ساعات النوم، فالكبار غالباً يحتاجون من سبع إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة، كما أنّ أكثر من ربع البالغين يعانون من اضطرابات في النوم في فترات معينة، فبعضهم يشكون من اضطرابات النوم الطويلة والمزمنة، كذلك نجد مشاكل النوم عند الأطفال شائعة جداً.
هل اضطراب النوم مرض نفسي
ليس هناك دليل واضح على أنَّ اضطراب النوم هو مرض نفسي بحد ذاته، لكنَّ اضطرابات النوم والاضطرابات النفسية مرتبطة بالمرض النفسي، فالاضطرابات النفسية هي السبب الأساسي للأرق، أي عدم القدرة على النوم، حيث يعاني الأشخاص الذين لديهم اضطرابات نفسية من مشاكل نوم أخرى، مثل النعاس أثناء النهار، الخمول، الكوابيس.
إنَّ إضطرابات النوم من الممكن أن تزيد الاضطرابات النفسية سوءاً من خلال جعل الفرد مرتبك أو محبط، أيضاً تزيد حساسيته للألم والمشكلات الطبية، فالأشخاص الذين لديهم اكتئاب يميلون للاستيقاظ مبكراً ولا يمكنهم الرجوع للنوم مرة أخرى، هذا يمكن أن يجعل الاكتئاب أسوأ؛ لأنَّ كمية النوم الذي يحصل عليها الشخص لها تأثير على مرضه.
إنّ الأشخاص الذين لا يعانون من مرض نفسي ولكنهم يعانون من الأرق، هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب مثل الاكتئاب في وقت متقدم من حياتهم، حيث يمكن أن يكون للأرق تأثير سلبي على علاج الاضطرابات النفسية، فبعض الأدوية المستخدمة لعلاج هذه الاضطرابات لها آثار جانبية، يمكن أن تجعل من الصعب على المرضى الحصول على وقت كافي من النوم.
يجب أن يقوم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نفسي بالعمل عن قرب مع طبيبهم؛ من أجل التشخيص الصحيح والعلاج الذي سيساعدهم في الحصول على النوم الذي يحتاجونه.
علاج اضطرابات النوم والأمراض النفسية
العلاج السلوكي المعرفي CBT هو علاج منتظم ومركَّز لمرض الأرق، غالباً ما يقوم الطبيب النفسي المتمرّس بتقديمه، يشير CBT إلى مجموعة كبيرة من الاستراتيجيات السلوكية المستخدمة من أجل تصحيح السلوكيات الضارة أو الخاطئة، التي يمكن أن تسبب اضطراب النوم أو تزايده مع الزمن، هذا النوع من العلاج ليس فعالاً فقط ولكن فوائده تفوق الأدوية.