العمل وعلاقته بالصحة النفسية للمرأة

اقرأ في هذا المقال


أسوأ ما يمر به الفرد التعب النفسي، فتؤثر الحالة النفسية للفرد على جميع سلوكياته وتصرفاته، فتؤثر على سلوكياته مع الأصدقاء والأهل، وتصرفاته في المواقف التي يتعرض لها.

حاجة المرأة للعمل

تتطلب الحياة دخول المرأة للعمل؛ وذلك لدعم عائلتها في سدّ الاحتياجات والمتطلبات الكثيرة، ويعتبر دخول المرأة في عمل معين أحد الطرق التي تُحقق المرأة من خلاله ذاتها، بحيث تصبح قوية وواثقة من نفسها وقدراتها، وتصبح أكثر قدرة على التعبير، ويساعد العمل المرأة بالقضاء على ساعات الفراغ التي تؤدي إلى الملل، عن طريق التعرف على أشخاص جدد وتكوين صداقات كثيرة.

فوائد العمل على الصحة النفسية للمرأة

  • يساعد العمل المرأة على الدخول في أعمال صعبة وتتحدى غيرها، مما يجعلها واثقة من نفسها، وتغيّر فكرة البعض عن رفض عمل المرأة.
  • شعور المرأة الموظفة بالاستقلالية في اتخاذ القرارات السليمة.
  • شعور المرأة بالراحة والسعادة الدائمة، مما يؤثر على سعادة أسرتها وجميع من تتعامل معهم.
  • يساعد العمل المرأة على التحكم بانفعالاتها، بحيث تصبح أكثر حكمة وموضوعية.
  • يساعد العمل على زيادة التوعية عند المرأة، بحيث تنظم حياتها وحياة أسرتها بأفضل الطرق.
  • العمل يساعد المرأة بالحصول على المزيد من العلم والمعرفة، بحيث تكون المرأة مُثقفة وذات خبرة للتعامل مع المجتمع المهني وقوانينه.

أهمية العمل في حياة المرأة

  • الاستقلال المالي: يتيح العمل للمرأة تحقيق الاستقلال المالي، مما يعزز إحساسها بالقيمة الذاتية ويمكنها من الاعتماد على نفسها في تلبية احتياجاتها الشخصية والأساسية. هذا الاستقلال يعتبر عاملًا مهمًا في تعزيز الثقة بالنفس وتحقيق الرضا الشخصي.

  • تقدير الذات والشعور بالإنجاز: العمل يسمح للمرأة بتوظيف مهاراتها وقدراتها، مما يجعلها تشعر بالإنجاز عند تحقيق النجاح في حياتها المهنية. هذا الشعور بالإنجاز يلعب دورًا حيويًا في تعزيز الصحة النفسية، إذ يشعر الشخص أنه مفيد وذو قيمة في المجتمع.

  • التفاعل الاجتماعي: من خلال العمل، تتاح للمرأة فرص للتواصل والتفاعل مع الآخرين، سواء كانوا زملاء في العمل أو عملاء أو غيرهم. هذا التفاعل الاجتماعي يعزز الشعور بالانتماء ويقلل من الشعور بالعزلة الاجتماعية، مما يساعد في تحسين الحالة النفسية.

التحديات النفسية المرتبطة بالعمل

رغم الفوائد العديدة للعمل، تواجه المرأة تحديات تؤثر على صحتها النفسية، خاصة إذا لم تتمكن من إيجاد توازن مناسب بين حياتها المهنية والشخصية.

  • الضغوط المهنية: الضغوطات التي تواجهها المرأة في مكان العمل يمكن أن تكون مرهقة نفسيًا. سواء كانت تلك الضغوط ناتجة عن حجم العمل، متطلبات الأداء العالي، أو التعامل مع التمييز والتحيز الجنسي، فإنها قد تؤدي إلى القلق والتوتر.

  • التوازن بين العمل والحياة الشخصية: واحدة من أكبر التحديات التي تواجه المرأة هي تحقيق توازن بين متطلبات العمل ومسؤولياتها العائلية. العبء المزدوج الذي تتحمله في العمل والمنزل يمكن أن يؤدي إلى إرهاق جسدي وعاطفي، مما يؤثر سلبًا على صحتها النفسية.

  • التوقعات المجتمعية: المرأة العاملة قد تواجه توقعات متناقضة من المجتمع. البعض قد يتوقع منها أن تكون ناجحة في عملها بينما تقوم برعاية الأسرة في الوقت ذاته، وهو ما يضيف ضغوطًا إضافية عليها. هذه التوقعات قد تؤدي إلى شعور بالذنب أو القلق إذا شعرت أنها غير قادرة على تلبية جميع هذه التوقعات.

تأثير العمل على الصحة النفسية للمرأة

  • التوتر والقلق: بيئات العمل المليئة بالضغوط والمتطلبات العالية قد تؤدي إلى مستويات مرتفعة من التوتر والقلق. المرأة قد تشعر بالإرهاق العاطفي بسبب الجهود المستمرة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على حالتها النفسية.

  • الاحتراق الوظيفي: الاحتراق الوظيفي يحدث عندما تشعر المرأة بالإرهاق البدني والعقلي بسبب العمل المفرط أو الشعور بالضغط المستمر. يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الحماس والشغف تجاه العمل، مما يؤثر على أدائها المهني وصحتها النفسية.

  • الاكتئاب: بعض النساء قد يعانين من الاكتئاب نتيجة التحديات النفسية التي تواجههن في مكان العمل. الاكتئاب يمكن أن يكون نتيجة للإرهاق المستمر، الشعور بالفشل أو عدم القدرة على تلبية توقعات الآخرين.

  • الشعور بالعزلة: إذا كانت المرأة تعمل في بيئة عمل غير داعمة أو تعاني من التحرش أو التمييز، فقد تشعر بالعزلة وعدم التقدير. هذا الشعور بالعزلة قد يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب.

التأثير الإيجابي للعمل على الصحة النفسية

على الرغم من التحديات، يمكن أن يكون للعمل تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية للمرأة إذا تم توفير بيئة عمل داعمة وتوازن صحي بين الحياة المهنية والشخصية:

  • تعزيز الثقة بالنفس: العمل يمنح المرأة فرصة لإظهار مهاراتها وإنجازاتها، مما يعزز ثقتها بنفسها ويزيد من إحساسها بالكفاءة.

  • دعم التوازن النفسي: عندما تجد المرأة توازنًا بين عملها وحياتها الشخصية، يمكن أن يكون العمل مصدرًا للرضا والسعادة. الشعور بالإنجاز في العمل وتحقيق التوازن بين المتطلبات المهنية والأسرية يعزز الصحة النفسية.

  • التفاعل الاجتماعي الإيجابي: بيئة العمل الداعمة التي تتيح فرصًا للتفاعل الاجتماعي والتعاون مع الآخرين يمكن أن تكون مصدرًا للراحة النفسية. الشعور بالانتماء إلى فريق عمل يعزز الشعور بالدعم ويقلل من الشعور بالوحدة.

  • الاستقلالية والسيطرة: العمل يعطي المرأة شعورًا بالسيطرة على حياتها. هذا الشعور بالاستقلالية يمكن أن يعزز الصحة النفسية ويقلل من مشاعر العجز أو التبعية.

العمل يلعب دورًا مزدوجًا في حياة المرأة من حيث تأثيره على الصحة النفسية. فهو يمكن أن يكون مصدرًا للقوة والاستقلالية وتعزيز الثقة بالنفس، لكنه أيضًا قد يحمل تحديات وضغوطات قد تؤدي إلى التوتر أو الاحتراق النفسي. تحقيق توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية وتوفير بيئة عمل داعمة تعد من أهم العوامل التي تساعد في تحسين الصحة النفسية للمرأة العاملة.


شارك المقالة: