العوامل التي تؤثر في الانتباه في علم النفس المعرفي

اقرأ في هذا المقال


العوامل التي تؤثر في الانتباه في علم النفس المعرفي:

يعتمد التباين القوي بين الأفراد في أداء عملية الانتباه على عدد من العوامل، الدستورية والبيئية، التي تحدد المسارات التنموية المختلفة التي يمكن أن يتبعها الانتباه، وبالتالي كما هو الحال مع جميع المهارات المعرفية التي تم تطويرها، من أجل فهمها وتقييمها على أكمل وجه ممكن، بحيث يجب مراعاة خصائص الطفل، مع مراعاة تأثير العديد من العوامل.

العوامل التي تؤثر في الانتباه وترتبط بالفرد:

1- الحالة العاطفية والمزاجية التي يمر بها الفرد:

تتمثل في المثيرات والعوامل التي تصرف انتباه الأفراد سواء كان يتعلق بالمثيرات والعوامل الخارجية، أو يتعلق في الأمور الداخلية مثل التفكير، ومثل هذه العوامل والمثيرات تستنفذ انتباه الفرد وأفكاره، فالفرد الذي يعتبر متقلب المزاج أو لديه حالة من التوتر تكون درجة انتبهه للمثيرات الأخرى.

2- الحاجات والمعززات الذاتية:

تتمثل في وجود دوافع ملح بحاجة إلى الإشباع، وغالباً ما يصرف الفرد انتباهه عن العديد من المنبهات والمؤثرات الأخرى، فالجائع مثلاً يركز كل تركيزه واهتمامه على الكيفية التي يجب من خلالها أن يقوم باشباع هذا الجوع وهذا الدافع، مهملاً في الوقت نفسه منبهات أخرى، كما أن وجود دافع لدى الفرد لتحقيق غاية أو هدف معين تجعله يركز طاقته الانتباهية إلى تحقيق هذا الهدف أو الغاية.

3- التوقع:

يوجه الفرد في الغالب انتباهه إلى المثيرات المرتبطة بالتوقع والتنبؤ، وذلك عندما يتوقع ويتنبأ حدوث شيء ما وهو بذلك يهمل المنبهات الأخرى ولا يعطيها القدر الكافي من الانتباه.

4- القدرات العقلية الخاصة بالذكاء:

بحيث تزداد قدرة الفرد على الانتباه والتركيز مع ارتفاع القدرات العقلية لديه وتحديداً ارتفاع نسبه الذكاء.

5- الاختلافات البينية التي ترتبط بالجنس والميول والاهتمامات والثقافة السائدة ونوع المهنة:

غالباً ما يختلف الانتباه لدى الأفراد بالبنية والثقافة السائدة التي ممكن أن تكون عالية الانتباه.

العوامل التي تؤثر في الانتباه وترتبط بالمثير أو الموقف:

1- الخصائص الفيزيائية للمثير أو الموقف:

تتمثل هذه الخصائص باللون والشكل والحجم والقوة والمكان الخاص بالخلفية التي يسقط عليها المثير، فالمثيرات التي تتسم بشدة عالية من الممكن أن تجذب الانتباه أكثر من المثيرات الضعيفة، مثل الأصوات العالية تكون أكثر عرضة للانتباه من الأصوات المنخفظة، ومثل الضوء العالي الذي يكون أكثر جذب للانتباه من الضوء الخافت أو المعتم، والألوان المزهية تكون أفضل للانتباه من الألوان الغامقة.

2- الاختلاف في شدة المثير أو الموقف:

تعتبر المثيرات التي تمتاز بشد معينة ومتجانسة لا تجذب الانتباه إليها، فمثلاً المثيرات التي تسير حسب وتيرة ثابتة غالباً ما تؤدي إلى الملل والتكاسل وعدم الانتباه إليها، ولكن التغيير أو الاختلاف أو التذبذب في شدة وقوة هذه المثيرات والمواقف يعمل على جذب الانتباه إليها أكثر، ففي أغلب الحالات لا ننتبه إلى صوت محرك السيارة أثناء القيادة عندما يكون صوته منتظماً، ولكن سرعان ما يجب أن ننتبه لها عندما يتغير هذا الصوت.

3- التجديد والحداثة والغرابة في المثيرات:

تعتبر المثيرات المألوفة لا تجذب الانتباه إليها، وذلك بسبب أن الفرد أصبح معتاد عليها وأصبحت تقليدية، في حين أن المثيرات الجديدة أو غير المألوفة سرعان ما تحتل بؤرة اهتمام الفرد.

4- الممارسة والتدريب:

تعتبر عملية التدريب على توزيع الانتباه إلى أكثر من مثير من شأنه أن يؤدي إلى تنفيذها معاً، حيث أن أحدهما ربما يتم تنفيذه على نحو اتوماتيكي وبأقل قدر من الانتباه.

علاقة الانتباه باليقظة والتشتت:

تعتبر اليقظة جانب مركزي في كثافة الانتباه، بحيث يتم قياس اليقظة الجوهرية بمهمة تفاعل بسيطة، في هذا الاختبار، ويوفر الوسيط معلومات حول سرعة المعالجة، بينما يشير الانحراف المعياري إلى مستوى اليقظة المستقرة والمحافظة عليها، بالإضافة إلى ذلك، عند مقارنة أداء الأطفال للانتباه واليقظة مع قيم الأداء المعياري تم حساب الوسيط المئوي والانحراف المعياري.

ويعتبر التشتت أحد الجوانب الأساسية للانتباه المركز هو القدرة على الحفاظ عن قصد على السيطرة على بؤرة الانتباه في المواقف المعقدة وفي ظروف تشتت الانتباه، بحيث يبرز الأطفال الأصغر سنًا بسبب ارتفاع مستوى التشتت لديهم، والتي غالبًا ما يفقدون من خلالها رؤية أهدافهم من لحظة إلى أخرى عندما يجذب شيء آخر انتباههم.

لذلك فإن انخفاض درجة التشتت يعد شرطًا أساسيًا مهمًا للعمل المركز وله أهمية خاصة للأطفال في سن المدرسة، والغرض من هذا هو إجراء مهمة اتخاذ قرار معروضة بشكل مركزي، بينما في نصف التجارب يظهر منبه مشتت للانتباه في محيط المجال البصري.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسفعلم النفس، محمد حسن غانمعلم النفس العام، هاني يحيى نصريالانسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم


شارك المقالة: