النجاح في علم النفس:
النجاح عكس الفشل وهو يعبر عن حالة تحقيق وإنجاز هدف أو طموحات معينة، وأن يكون الفرد ناجحًا يعني تحقيق الرؤى والأهداف المخططة، علاوة على ذلك، يمكن أن يكون النجاح في علم النفس حالة اجتماعية معينة تصف شخصًا مزدهرًا كان من الممكن أيضًا أن يكتسب شهرة لنتائجه الإيجابية، ويصف النجاح في علم النفس تحقيق الثروة والازدهار أو الشهرة.
من أهم الإجراءات الرئيسية لتحقيق النجاح في الحياة معرفة إلى ماذا يرمي النجاح في الحياة الذاتية، بحيث يتعدى المفهوم الواقعي للنجاح التعريفات السابقة والتقليدية للنجاح، مثل الحصول على الكثير من المال، والثراء، والحصول على الكثير من الأشياء الملموسة والمستويات العلمية المكتسبة.
لا يمكن تقدير وتقييم النجاح الحقيقي في الحياة بأشياء معينة، ولكن بدلاً من ذلك بعدد الأفراد المتمكنيين من بالانتقال إلى حياة أفضل تكون متطورة وذات تنمية وتحسن مستمر؛ بسبب ما حققه الفرد وهذا هو معنى النجاح، وليست الجوائز التي يجمعها الناس في حياتهم، لكن معنى النجاح هو أن يعيش الفرد حياة سعيدة وأن يجعل هذا العالم مكانًا أفضل للجميع.
العوامل الرئيسية للنجاح من خلال علم النفس:
يعتبر النجاح من أهم الأهداف التي يسعى لتحقيقها العديد من الأفراد وبجميع المستويات والطبقات الاجتماعية، ويعتبر النجاح ذو سمات وعوامل متعددة تساعد على تحقيقه بالشكل المطلوب وحسب المستوى المطلوب، حدد علم النفس السمات الأساسية اللازمة للنجاح والتي تتمثل في عقلية النمو، والعزيمة والمثابرة، والمرونة النفسية والاجتماعية وغيرها.
عقلية النمو:
تساعد الطريقة التي ننظر بها إلى الفشل ونتعامل معه على تنمية النجاح في حياتنا، وهذا يبدأ بعقلية النمو، وتعتبر عقلية النمو أننا نؤمن من خلال العمل الجاد والجهد أنه يمكننا أن ننمو ونتعلم، حتى في مواجهة الفشل، هذا يعني أننا نؤمن بأن الإتقان ممكن إذا واصلنا المحاولة، واستمرينا في المجازفة، وعملنا على التحسين، والفشل ليس حالة دائمة.
وبناءً على عمل عالمة النفس كارول دويك فعندما نعتقد أن القدرات ثابتة وعقلية ثابتة، فإننا نفسر الفشل كدليل على نقص القدرة، ونتوقف عن المحاولة، وعندما نعتقد أنه يمكن توسيع القدرات من خلال التعلم وعقلية النمو غير الثابتة، فإننا ندرك الفشل كفرص للتعلم ونفكر في حالات الفشل من أجل توسيع قدراتنا.
العزيمة والمثابرة:
من أجل توسيع قدراتنا، نحتاج بعد ذلك إلى العزيمة والمثابرة، أي مزيج من الشغف والمثابرة، كما يقول لي إن امتلاك العزيمة يعني السعي الدؤوب إلى تحقيق الأهداف وعدم السماح للنكسات بردع التقدم. إنها أكثر من مجرد موهبة، أكثر من الذكاء، وهي تعتبر ممارسة للتعلم المستمر وبذل الجهد.
المرونة النفسية:
للمضي قدمًا مع عقلية النمو والعزيمة والمثابرة، فإن المكون الآخر هو المرونة النفسية، أو القدرة على تكييف السلوك مع عالم متغير باستمرار، والاحتياجات المتغيرة التي نجد أنفسنا نواجهها، بحيث يقول (لي) أن المرونة النفسية تجعل الناس يفكرون خارج الصندوق، وأن يكونوا مبدعين عند مواجهة عقبة، كما أنه يسمح للشخص بتغيير المسار حسب الحاجة إذا كان ما كان يفعله لا يعمل.
من خلال هذه السمات الأساسية، يمكننا أن نتعلم كيفية تسخير الفشل كأداة للمضي قدمًا والمثابرة لتحقيق النجاح، ولكن ربما لا يمكننا أن ننجح بمحاولة القيام بذلك بمفردنا ويجب أن نكون اجتماعيين ونكوّن مجموعة خاصة بنا.
التكيف الاجتماعي:
تمامًا مثل قدرة البشر على التكيف للعمل معًا كمجتمع أثناء الصيد لتجنب الخطر، من المهم لنجاحنا الوصول إلى المساعدة عندما نحتاج إليها، بحيث لم يتم بناء البشر ليكونوا كائنات منعزلة وحيدة، بل نحتاج إلى الاتصال والتواصل والدعم من الأشخاص الآخرين، وخاصة المشابهين والمقربين منا، في أسوأ أيامنا وحتى عندما نسعى جاهدين لتحقيق الأفضل.
ويتعلم الناجحين أيضًا قبول المساعدة من الآخرين بحيث يقول لي إن الكثير من الأفراد لا يحاولون فعل كل شيء بأنفسهم، بل لديهم نظرة ثاقبة على حدودهم الخاصة وهم مرتاحين في الذهاب إلى الآخرين الذين لديهم نقاط قوة في مجالات وجهات نموهم الخاصة، فلا يوجد سبب للخوف من الفشل، وفي الواقع، يعتبر الفشل جزء مهم للنجاح بحد ذاته، وهو السبب الأساسي الذي يجعلنا نواصل النمو والتعلم والازدهار، وفي النهاية النجاح.
الموقف هو المفتاح:
غالبًا ما يكون هناك تركيز ضئيل جدًا في المنطقة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في ازدهار صاحب الامتياز، وهذا العامل هو أهم عنصر للنجاح من خلال علم النفس الذي يتمثل في الموقف، بحيث يؤكد رجال الأعمال المشهورين أندرو كارنيجي ونابليون هيل ونورمان فينسنت بيل وماكسويل مالتز وبريان تريسي أن الخصائص السلوكية تشكل نسبة عالية من نجاح الشخص، على الرغم من أهمية المهارات والمعرفة، إلا أنها لا تشكل سوى نسبة قليلة من المكونات الضرورية للنجاح.
المفهوم الذاتي:
الأفضل هو التأكد من أن صاحب الامتياز في النجاح مدرك لذاته حقًا، بحيث يدور الوعي الذاتي في جوهره، حول فهم أصل الأفكار والمشاعر والآراء الحالية، وغالبًا ما تملي هذه المشاعر ما يعتقد أصحاب الامتياز أنه يمكنهم تحقيقه، ويشير علماء النفس إلى هذا على أنه مفهوم الذات.
يعتقد العديد من الأفراد الذين يرغبون بالنجاح أنهم قادرين فقط على كسب دخل سنوي معين وهم بذلك لا يدركون أن ما يكسبونه يمكن أن يكون مقيدًا بمفهومهم الذاتي، وأن النتائج التي يحققها الناس في الحياة تحكمها الصور التي يحملونها عن أنفسهم في عقولهم اللاواعية.
التحفيز:
إذا كان بإمكان الأفراد تعلم كيفية النظر بموضوعية إلى مفاهيمهم الذاتية الحالية، فيمكن تعليمهم لتحسين مواقفهم وإجراءاتهم ونتائجهم، مانحو الامتياز الذين يفهمون أن أنماط العادات الحالية لأصحاب الامتياز يمكن تغييرها تمامًا، وسوف يستفيدون من خلال التركيز على توجيه الهدف الشخصي لأصحاب الامتياز.
وتعتبر ذروة الأداء والتدريب على المواقف هي الوسيلة لتحفيز الأفراد على العادات الإنتاجية، وسيكون أصحاب الامتياز الاستباقيين، والذين حددوا أهدافًا لتكون أكثر فاعلية، ويحافظون على موقف مستمر من التوقعات الإيجابية، الأكثر نجاحًا، وهؤلاء أصحاب الامتياز مسؤولين عن مفاهيمهم الذاتية وفهم سيكولوجية النجاح.
أهمية الأهداف لتحقيق النجاح:
للحصول على صورة واضحة لمكانة أصحاب الامتياز المحتملين والحاليين اليوم في تحقيق النجاح، فيتوجب كتابة جميع الأهداف الشخصية والتجارية والمهنية الخاصة بجميع الجوانب الحياتية، بحيث تعتبر الأهداف المكتوبة هي الطريق إلى الوعي الذاتي، وإذا تم كتابتها يوميًا أو على الأقل أسبوعيًا، فإن هذه الممارسة سترفع الأداء بشكل جذري، وتزيد من وضوح التركيز وتحافظ على التصميم على تحقيقه.
ومن الأفضل أن تكون الأهداف الخاصة في النجاح ذات إجراءات ومراحل متسلسلة، فقد ركز علماء النفس الخاص بالنجاح على أهمية ترتيب وتنظيم الأهداف حسب الأهمية والأولوية، وعدم البدء في أي هدف قبل الانتهاء من الهدف الحالي للفرد.