يوجد العديد من الأسباب التي تسبب الاضطرابات السلوكية للأفراد منها ما هو نفسي، وتقسم الأسباب النفسية إلى نظرية التحليل النفسي وآراء إريكسون والنظرية السلوكية سكينر واطسن وتفسيرات سوزان سواب لاضطرابات السلوك والتي سوف نتحدث عنها في هذا المقال.
العوامل النفسية المسببة للاضطرابات السلوكية
1- نظرية التحليل النفسي
التي ترى أن الفرد ينظر إلى وابوية على أنها المصدر الرئيسي لإشباع حاجاته، وعندما يتعرض الفرد لعدم إشباع تلك الحاجات أو الإفراط في إشباعها تحدث لديه اضطرابات سلوكية مختلفة، ومثال على ذلك الإتكالية الزائدة على الأفراد الآخرين أو الطمع وبحلول الزمن تتحول تلك الاضطرابات إلى الغضب الزائد أو إلى التشاؤم أو إلى البخل أو إلى الانفعالية أو إلى الاندفاعية أو إلى احترام النظم بصورة ملفتة للنظر.
2- آراء إريكسون
اتفق العالم (إريك إريكسون) مع أغلب آراء التحليل النفسي للعالم (فرويد) إلا أنه حاول التركيز بصورة واضحة على الدور الذي تقوم به العوامل النفسية الاجتماعية في عمليات النمو، وقد عادت أسباب الاضطرابات النفسية لمجموعة عوامل منها، إحساس الفرد بأنه يمتلك العالم المحيط به؛ بسبب الرعاية الأسرية له فإذا أحس بـالإهمال أو أحس بالرفض من قبل الأهل تتكون لديه مشاعر عدم الثقة بالنفس، وتتكون بمن حوله إذا استعمل الأهل طريقة التحكم وطريقة السيطرة وعاملوه بعنف يحصل لديه إحساس بالخجل واحساس بالتحدي.
بين العام الثالث والعام الخامس يحاول الفرد استنتاج العالم من حوله، فإذا ما قوبلت تلك المحاولات بتعليمات غير ملائمة، مثل مطالبته بضبط النفس أو إحساسه بأن محاولاته للاستنتاج خطيئة لا تتناسب مع العادات ولا تتناسب مع التقاليد، تولد لديه الخوف من عملية البحث عن المعرفة ويتبين سلبي، ويميل إلى الجبن وإلى الانطواء.
وفي الوقت ما بين العامل الخامس والعامل السادس وحتى فترة المراهقة تتحول اهتمامات الفرد تجاه تكوين علاقات اجتماعية مع الأفراد الآخرين، فإذا ما حاول الأهل تحجيم نشاطاته وكبتت رغبته في إنشاء علاقات الصداقة مع الأفراد الآخرين تكوين لديه مشاعر الإخفاق وتكون لديه عدم احترام الذات.
3- النظرية السلوكية سكينر واطسن
اهتمت تلك النظرية في تفسير عملية التعلم، وفي تعليم طريقة حصولها على العلاقة ما بين السلوك وما ينجم معه من تأثيرات، فاعتمدت على مبدأ التعزيز الذي يقوم بزيادة احتمالات استمرار السلوك واحتمالات تكراره في المواقف المتنوعة، فإذا كانت التأثيرات وطرق التعزيز إيجابية جاء السلوك متناسبة، أما إذا كانت التأثيرات سلبية حصل الاضطراب في السلوك.
4- تفسيرات سوزان سواب لاضطرابات السلوك
قدمت العالمة (سوزان سراب) نموذج بيئي يتكون من ثلاثة درجات، يبين الاضطرابات السلوكية التي تحصل عند الأفراد ونوعيتها وكذلك أسبابها نبينها فيما يأتي، النوع الأول يتضمن نوعية الموقف الذي يحدث فيه السلوك العادي أو في السلوك المضطرب، وقالت إن الموقف يمكن أن يكون في البيت أو في المدرسة أو حتى في مكان آخر، ومن تلك المواقف عادات المجتمع، وكذلك ثقافته إضافة إلى الأنشطة المختلفة سوا داخل المدرسة أو خارج المدرسة وتبين مدى نضج الفرد وتعلمه وكذلك التفاعل الأسري.
وتلاحظ العالمة (سواب) أن السلوك في كل موقف يعود الى درجة ذكاء الفرد، ودرجة تقبله المزاجي والبيئة التي يعيش فيها ريف أو حضر أو بادية، وأن هذا السلوك يتغير بناءً على الموقف فقد نجد الفرد المضطرب سلوكية في الصف قد يكون حكماً ملائماً في الملعب، والفرد الذي لا يميل إلى المشاركة في الأنشطة ويختار العزلة، وكذلك الإنطواء قد يكون مبتكرة في البيت إذا ما توافرت عنده عوامل الراحة وعوامل الهدوء.
النوع الثاني يتواجد فيه أنماط السلوك المضطرب ونسبة تعميم الفرد لهذا السلوك خلال المواقف السلوكية الموضحة سابقاً، فعلى سبيل المثال إذا حصل السلوك المضطرب للفرد صباحاً في البيت، فإنه من الممكن أن نقوم بتعميم هذا السلوك داخل المدرسة إذا لم تتواجد المناهج الملائمة وأساليب التدريس المناسبة وعدم وجود التوجيه الصحيح.
النوع الثالث ويتناول المجتمع الذي يعيش فيه الفرد، ويتناول ما يتكون فيه من مؤسسات تربوية، مثال على ذلك دور العبادة والمدارس وغيرها عناصر الثقافة، وكذلك وسائل الإعلام مثل التلفاز والصحف والعوامل الاقتصادية والمستوى الإجتماعى وطرق الرعاية المتواجدة، وكل عنصر من تلك العناصر له تأثيرات إيجابية إذا ما تواجدت فيه الخدمات التربوية، وتأثيرات غير إيجابية تحدث في حال عجز تلك المؤسسات عن الوفاء باحتياجات الطفولة وعدم القدرة على إشباعها.