اقرأ في هذا المقال
- الفرضية المعرفية العلمية في علم النفس
- الفرضيات المعرفية المتشككة في علم النفس
- أهم الفرضيات المعرفية المتشككة في علم النفس
علماء النفس ليسوا الوحيدين الذين يسعون إلى فهم السلوك البشري وحل المشكلات الاجتماعية، بل يسعى العديد من الفلاسفة والقادة والسياسيين والاجتماعيين من بين آخرين، إلى تقديم تفسيرات للسلوك البشري، لكن يعتقد علماء النفس أن البحث النفسي المعرفي هو أفضل أداة لفهم البشر وعلاقاتهم مع الآخرين، حيث يقوم عالم النفس المعرفي بجمع البيانات لاختبار ما إذا كان الناس قادرون على التحكم بنشاط في سلوكهم أم لا.
الفرضية المعرفية العلمية في علم النفس
يشارك جميع علماء النفس المعرفيين في العمليات الأساسية لجمع البيانات واستخلاص النتائج حول هذه البيانات، فلقد تطورت الأساليب التي يستخدمها العلماء على مدار سنوات عديدة وتوفر إطارًا مشتركًا لتطوير المعلومات وتنظيمها ومشاركتها، الفرضية المعرفية العلمية في علم النفس هي مجموعة الافتراضات والقواعد والإجراءات التي يستخدمها العلماء لإجراء البحوث النفسية.
بالإضافة إلى اشتراط أن يكون العلم تجريبيًا تتطلب الطريقة العلمية أن تكون الإجراءات المستخدمة موضوعية ذات طابع معرفي، أو خالية من التحيز أو الانفعالات الشخصية للعالم، حيث تحظر الطريقة العلمية المعرفية كيفية قيام العلماء بجمع البيانات وتحليلها، وكيفية استخلاص النتائج من البيانات، وكيفية مشاركة البيانات مع الآخرين، تزيد هذه القواعد من الموضوعية عن طريق وضع البيانات تحت رقابة علماء النفس الآخرين وحتى عامة الناس.
نظرًا لأن البيانات يتم الإبلاغ عنها بشكل موضوعي فإن علماء النفس الآخرين يعرفون بالضبط كيف قام العالم النفسي الأساسي بجمع وتحليل البيانات، هذا يعني أنه لا يتعين عليهم الاعتماد فقط على تفسير العالم للبيانات وقد يتوصلون إلى استنتاجاتهم الخاصة التي من المحتمل أن تكون معرفية مختلفة، ومنها تم تصميم معظم الأبحاث الجديدة لتكرار نتائج الأبحاث السابقة أي التكرار أو الإضافة أو التعديل، وينتج عن الطريقة العلمية تراكم المعرفة العلمية من خلال الإبلاغ عن البحوث وإضافة وتعديل هذه النتائج المبلغ عنها من قبل علماء نفس آخرين.
الفرضيات المعرفية المتشككة في علم النفس
يتمثل أحد أهداف البحث النفسي في تنظيم المعلومات في عبارات ذات مغزى يمكن تطبيقها في العديد من المواقف، تُعرف المبادئ العامة بحيث تنطبق على جميع المواقف في مجال معين من التحقيق باسم القوانين أو الفرضيات المعرفية المتشككة في علم النفس، هناك قوانين معروفة في العلوم الفيزيائية، مثل قانون الجاذبية وقوانين الديناميكا الحرارية، وهناك بعض القوانين المقبولة عالميًا في علم النفس، مثل قانون التأثير وقانون ويبر، ولكن نظرًا لأن القوانين مبادئ عامة جدًا وقد تم بالفعل ترسيخ صلاحيتها بشكل جيد فهي نفسها نادرًا ما تخضع للاختبار العلمي بشكل مباشر.
الخطوة التالية من الفرضيات المعرفية المتشككة في علم النفس في التسلسل الهرمي للمبادئ المنظمة هي النظرية، حيث تعتبر النظرية هي مجموعة متكاملة من المبادئ التي تشرح وتتنبأ بالعديد من العلاقات المرصودة، ولكن ليس كلها ضمن مجال معين من الاستقصاء.
أحد الأمثلة على نظرية مهمة في علم النفس هو نظرية مرحلة التطور المعرفي التي اقترحها عالم النفس السويسري جان بياجيه، تنص النظرية على أن الأطفال يمرون بسلسلة من المراحل المعرفية أثناء نموهم ويجب إتقان كل منها على التوالي قبل حدوث الانتقال إلى المرحلة المعرفية التالية، هذه نظرية مفيدة للغاية في التنمية البشرية لأنه يمكن تطبيقها على العديد من مجالات المحتوى المختلفة ويمكن اختبارها بعدة طرق مختلفة.
النظريات المعرفية الجيدة لها أربع خصائص مهمة تتمثل بأن النظريات المعرفية الجيدة عامة، بمعنى أنها تلخص العديد من النتائج المختلفة، والنظريات المعرفية الجيدة قليلة البخل بمعنى أنها توفر أبسط تفسير ممكن لتلك النتائج وتلبي نظرية المرحلة في التطور المعرفي كلا هذين المطلبين، حيث يمكن أن يفسر التغيرات التنموية في السلوك الإنساني عبر مجموعة متنوعة من المجالات، ومع ذلك فإنه يفعل ذلك بشكل ضئيل من خلال افتراض مجموعة بسيطة من المراحل المعرفية.
تقدم النظريات المعرفية الجيدة أفكارًا للبحث في المستقبل، حيث تم تطبيق نظرية المرحلة للتطور المعرفي ليس فقط لتعلم المهارات المعرفية ولكن أيضًا في دراسة تطور الأطفال الأخلاقي، وأخيرًا النظريات المعرفية الجيدة قابلة للدحض مما يعني أن متغيرات الفائدة يمكن قياسها بشكل مناسب وأن العلاقات بين المتغيرات التي تنبأت بها النظرية يمكن أن تظهر من خلال البحث على أنها غير صحيحة.
حيث أن نظرية المرحلة للتطور المعرفي قابلة للدحض لأنه يمكن قياس مراحل التفكير المعرفي ولأنه إذا اكتشف البحث، على سبيل المثال أن الأطفال يتعلمون مهام جديدة قبل أن يصلوا إلى المرحلة المعرفية المفترض أنها مطلوبة لهذه المهمة فإن النظرية سوف أن تظهر على أنها غير صحيحة.
لا توجد نظرية واحدة قادرة على تفسير كل السلوك الإنساني في جميع الحالات، بدلاً من ذلك تكون كل النظريات المعرفية محدودة من حيث أنها تقدم تنبؤات دقيقة في بعض المواقف أو لبعض الأشخاص ولكن ليس في مواقف أخرى أو لأشخاص آخرين، وهذا ما يجعل الفرضيات المعرفية في موضع الشك، نتيجة لذلك هناك تبادل مستمر بين النظرية والبيانات يتم تعديل النظريات الحالية على أساس البيانات التي تم جمعها، ثم تقوم النظريات المعدلة الجديدة بعمل تنبؤات جديدة يتم اختبارها بواسطة بيانات جديدة.
أهم الفرضيات المعرفية المتشككة في علم النفس
تتمثل أهم الفرضيات المعرفية المتشككة في علم النفس من خلال ما يلي:
1- فرضية البحث
عادة ما يتم تأطير النظريات المعرفية على نطاق واسع بحيث لا يمكن اختبارها في تجربة واحدة، لذلك يستخدم علماء النفس بيانًا أكثر دقة للعلاقة المفترضة بين أجزاء معينة من النظرية تتمثل في فرضية البحث كأساس لأبحاثهم النفسية، حيث أن فرضية البحث هي توقع محدد وقابل للتزوير حول العلاقة بين أو بين متغيرين أو أكثر، ويعتبر المتغير هو أي سمة يمكن أن تفترض قيمًا مختلفة بين أشخاص مختلفين أو عبر أوقات أو أماكن مختلفة.
تنص فرضية البحث من الفرضيات المعرفية المتشككة في علم النفس على وجود علاقة بين متغيرات الاهتمام والاتجاه المحدد لتلك العلاقة، على سبيل المثال تتنبأ فرضية البحث بوجود علاقة بين متغير واحد ،ومتغير آخر يسمى التعلم، وبالمثل في فرضية البحث عن المشاركة في العلاج النفسي ستقلل من القلق، فإن المتغيرات التي يُتوقع أن تكون ذات صلة هي المشاركة في العلاج النفسي ومستوى القلق.
2- الفرضية الأخلاقية
من الأسئلة التي يجب على جميع علماء النفس المعرفيين معالجتها تتعلق بأخلاقيات أبحاثهم، فإن علماء النفس يفكرون باستمرار في أخلاقيات أبحاثهم، وقد يسبب البحث في علم النفس بعض الضغط أو الأذى أو الإزعاج للأشخاص الذين يشاركون في هذا البحث، على سبيل المثال قد يطلب الباحثين من طلاب علم النفس التمهيدي المشاركة في مشاريع بحثية ثم يخدعون هؤلاء الطلاب، مؤقتًا على الأقل، حول طبيعة البحث.
قد يثير علماء النفس التوتر أو القلق أو المزاج السلبي لدى المشاركين، أو يعرضونهم لصدمات كهربائية ضعيفة، أو يقنعونهم بالتصرف بطرق تنتهك معاييرهم الأخلاقية، وقد يستخدم الباحثين الحيوانات أحيانًا في أبحاثهم مما قد يؤذيها في هذه العملية.