الفرق بين العاطفة والإحساس من وجهة نظر علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الفرق بين العاطفة والإحساس من وجهة نظر علم النفس:

العاطفة والإحساس كلها سمات نتشاركها كبشر، وفقًا لوجهة نظر علم النفس اليوم العواطف هي تجارب متعددة الأوجه من الخبرات الذاتية الداخلية، وتعبيرات الوجه وردود الفعل الفسيولوجية، وإن إثارة الإحساس والعواطف التي يشعر بها الناس، ومعرفة سبب وجودها، هو دور مهم لأخصائي الصحة النفسية.

المهتمين باستكشاف الفرق بين الإحساس والعواطف وفهم العقل والسلوك البشري والطرق الاستراتيجية لمساعدة مرضى الصحة النفسية عادةً ما يهتمون بالعديد من البرامج التعليمية والنفسية من منظور إكلينيكي وجوانب نفسية وجوانب فسيولوجية أيضاً.

كثير من الناس يستخدمون مصطلحي إحساس وعاطفة كمرادفين، لكن لا يمكن استبدالهما، في حين أن لديهم عناصر متشابهة، هناك فرق ملحوظ بين الإحساس والعاطفة، حيث أن الإحساس يعبر عن كل من التجارب العاطفية والأحاسيس الجسدية مثل الجوع أو الألم، وتولد الأحاسيس، وفقًا لعلم النفس اليوم الإحساس هو تجربة واعية، على الرغم من أنها ليست كل تجربة واعية، مثل الرؤية أو أن كل اعتقاد إحساس.

بينما تعبر العاطفة وفقًا لعلم النفس اليوم أنه لا يمكن الشعور بأي عاطفة إلا من خلال التجارب العاطفية التي تسببها، على الرغم من إمكانية اكتشافها من خلال الأفكار والمعتقدات والرغبات والأفعال المرتبطة بها.

الأحاسيس ليست واعية:

الأحاسيس ليست واعية، ولكنها تظهر في العقل اللاواعي، بحيث يمكن إحضار هذه المشاعر إلى سطح الحالة الواعية من خلال العلاج النفسي الممتد، والفرق الأساسي بين الإحساس والعواطف هو أن الإحساس يتم اختباره بوعي، بينما تظهر العواطف إما بوعي أو لاشعوري، وقد يقضي بعض الناس سنوات، أو حتى عمرًا، لا يفهمون أعماق عواطفهم.

العواطف هي مواد كيميائية يتم إطلاقها استجابة لتحليلنا لمحفز معين دون غيره، بحيث يستغرق أدمغتنا حوالي ربع ثانية لتحديد المحفز، وحوالي ربع ثانية أخرى للحصول على المواد الكيميائية، ويتم إطلاق المواد الكيميائية للعاطفة في جميع أنحاء أجسامنا، وليس فقط في أدمغتنا، وهي تشكل نوعًا من حلقة التغذية الراجعة بين أدمغتنا وأجسادنا.

يحصل الإحساس عندما نبدأ في دمج المشاعر، والتفكير في الأمر، والسماح لها بالامتصاص، وفي اللغة الإنجليزية، نستخدم الإحساس لكل من الإحساس الجسدي والعاطفي، ويمكننا القول إننا نحس بالبرد جسديًا، ولكن يمكننا أيضًا أن نحس بالبرد عاطفيًا، وهذا دليل على معنى الإحساس أنه شيء نشعر به.

تكون الأحاسيس أكثر تشبعًا معرفيًا، حيث تتم معالجة المواد الكيميائية للعاطفة في أدمغتنا وأجسادنا، وغالبًا ما تتغذى الأحاسيس من مزيج من العواطف، وتمتد لزمن أطول من العواطف.

إذا بقيت إحدى الأحاسيس غير واعية، فغالبًا ما يكون ذلك من خلال القمع أو أي شكل آخر من خداع الذات، ويمكن أن يحدث خداع الذات أيضًا على مستوى تجربة عاطفية إذا كانت غير مقبولة أو مقبولة، على سبيل المثال، عن طريق الخطأ في إسناد نوع التجربة العاطفية أو شدتها، أو خطأ في نسب موضوعها أو سببها.

وبالتالي غالبًا ما يُفسر الحسد على أنه استياء  واللذة المستمدة من مصيبة الآخرين على أنها تعاطف، والخوف من الأشباح أو الظلام يكاد يكون مؤكدًا الخوف من الموت؛ لأن الأشخاص الذين تقبلوا الموت بالكاد يخافون من مثل هذه الأشياء، أي أنه أقرب للعاطفة من الإحساس.

أبعد من ذلك، يمكن القول أنه حتى أنقى الأحاسيس خادعة للذات بطبيعتها من حيث أنها تضفي وزناً في تجربتنا على شيء واحد، أو بعض الأشياء، على أشياء أخرى في هذا القدر، فإن الإحساس ليس تصورات موضوعية أو محايدة، ولكنها طرق رؤية ذاتية تعكس احتياجاتنا واهتماماتنا.

العاطفة استجابة فسيولوجية:

تعبر العاطفة عن استجابة فسيولوجية فورية للمحفزات المتصورة والمتنبأ بها، والمواد الكيميائية التي يتم إطلاقها في جميع أنحاء الجسم تدوم حوالي ست ثواني، فإن الإحساس يعبر عن الأحاسيس البدنية والذهنية والنفسية التي تنشأ عندما نستوعب المشاعر، بحيث تكون الإحساس هي مواد كيميائية للعاطفة مشبعة معرفيًا.

تنظم العواطف باستمرار كل خلية حية للتكيف مع التهديدات والفرص الناشئة، وتعتبر على أنها توفر بيانات أولية حول العالم من حولنا والتي تعتبر ضرورية لعملنا، بينما تكون الأحاسيس هي كيف نبدأ في جعل الإحساس معنى تجعلنا ننتبه ونتعامل مع التهديدات أو الفرص المتصورة، ونحن نتصرف بناءً على المعلومات العاطفية.

العاطفة هي تجربة فسيولوجية أو حالة من الوعي التي تمنحنا المعلومات حول المحيط الخارجي، والإحساس هو الإدراك الواعي بالشخص من العاطفة نفسها، وتعتبر الاختلافات بين كل من العاطفة والإحساس في علم النفس متباينة فلا تكون بنفس المستوى لدى الجميع.

كثير من الناس بصراحة لا يدركون أن لديهم عاطفة بالنسبة لهم، العاطفة والوعي غير مرتبطين بقوة، ولا يدركون حتى أنهم خائفين، أو غاضبين، أو مكتئبين، ويجب أن تصبح حالتهم العاطفية ثابتة للغاية لدرجة أنها تجرهم إلى مزاج حاد أو يشير إليها شخص آخر، وبعد ذلك يمكنهم أن يدركوا إذا كانوا حزينين حقًا على أحدهم، أو خائفين من المال، أو الغضب من العمل وغيرها.

بالنسبة لكثير من الناس، هناك انفصال بين العاطفة والإحساس ولا يوجد وعي للعاطفة على الإطلاق، وهم لديهم العاطفة، لكنهم لا يعرفون عن ذلك، بحيث تكون العاطفة موجودة بالتأكيد، وسلوكهم يُظهر الإحساس للآخرين على الأقل، لكنهم لا يشعرون بها بوضوح، ربما يحتاجون إلى رسم بياني يوضح لهم كيف تبدو الأحاسيس.

لكن على وجه التحديد، يفترض أن هناك انفصال بين الإحساس وما ينبع من التدريب المستمر والمتكرر والمضاد للعاطفة الذي نحصل عليه، حيث يُزعم أن العواطف هي عكس العقلانية الخطأ، عكس الروحانية الخطأ، ومركز كل مشاكل العالم، فمن الممكن أن يكون بعض الناس لا يعرفون أحاسيسهم؛ لأنهم تدربوا منذ ولادتهم على قمعهم وتجاهلهم وتجنبهم.

هذا التدريب لا يساعد أي شخص، بل إنه يجعلنا غير مدركين عاطفيًا وفوضويين عاطفيًا؛ لأن الاحاسيس غير الواضحة يمكن أن تدور في داخلنا مثل الكرة والدبابيس شديدة النشاط، ولكن إذا شعر الشخص بهذا الإحساس فهو أكثر وعي وذكاء، على عكس التدريب الفاسد الذي نحصل عليه حول العواطف، فإن الإحساس ومعرفته يمكن أن يساعد في الواقع في العمل معها.

كيف تؤثر العاطفة والإحساس على السلوك؟

تعتبر العاطفة هي نظام تغذية مرتدة يكون تأثيره على السلوك غير المباشر، ويتم استخدام السلوك لمتابعة أو تجنب النتائج العاطفية المتوقعة والأحاسيس المتنبأ بها، كما يوفر السلوك أيضًا تغذية راجعة وتحفيز التقييم بأثر رجعي للإجراءات والحالات العاطفية الواعية التي يمكن أن تعزز التعلم وتغير المبادئ التوجيهية للسلوك المستقبلي لمفهوم الإحساس والعاطفة.

المصدر: علم النفس، محمد حسن غانم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.


شارك المقالة: