يرجع علم النفس التربوي لأكثر من 1000 سنة؛ ذلك عند رفض العديد من الفلاسفة طرق التدريس، أهم الفلاسفة بيبس وديموقريطس وكومينيوس، أمّا علم النفس المدرسي فقد ظهر بين القرنين السابع عشر والحادي والعشرون، أدى فضولهم لدراسة التعلم في سن الطفولة والمشاكل السلوكية لهذا النوع من علم النفس، أمّا الشخصيات الهامة وراء علم النفس المدرسي فهم؛ ايتنر يتمر وجرانفيل ستانلي هول ووأرنولد جيزيل.
علم النفس المدرسي:
يقوم علم النفس المدرسي بكونه أحد فروع علم النفس التربوي باستهداف عملية الإرشاد وإعطاء النصح لطلاب المدرسة بجميع المراحل، ساهم هذا الفرع في علم النفس بتطوير المناهج الدراسية وتخليصها من الشوائب والحشو الزائد، كما يهدف أخصائيون علم النفس المدرسي لتشخيص أو قياس العجز التعليمي، كذلك الاضطرابات الانفعالية أو النفسية.
يدرس الأخصائيون في علم النفس المدرسي طرق استخدام مبادئ علم النفس والمناهج الخاصة به وأساليبه في علاج المشاكل المدرسية، ذلك سعياً لتحسين الأداء المدرسي، كما أنه يدرس العلاقات في المؤسّسات التربوية، يقوم الأخصائيون المدرسيون بتحديد مدى صلاحية الطفل للدراسة في المدرسة، هذا الأمر الذي يدعو إلى استخدام الاختبارات والمقاييس النفسية واختبارات الاستعدادات الدراسية إلى جانب استخدام اختبارات الذكاء.
يدرس الأخصائيون النفسيون في المدرسة المسببات التي تؤدي إلى الفشل الدراسي، بكل تأكيد يوجد العديد من هذه الأسباب تبدأ من التخلف العقلي وصولاً إلى الأمراض النفسية والانفعالية وإهمال الطفل للدراسة أو معاناته من المشكلات الأسرية، كذلك يتعرف الأخصائيون في علم النفس المدرسي على المواد الدراسية التي تناسب الطلاب.
يركّز الأخصائيون في علم النفس المدرسي على النظام التعليمي الأولي والثانوي، كما يساعد على تحضير الوحدات الخاصة بالمنهج ويدرس اضطرابات السلوك الخطرة، كذلك يطبّق الاختبارات النفسية ويهتم بالامتحانات والنتائئج الخاصة بها، أيضاً يقوم بتطبيق المفاهيم النفسية والإجراءات السيكولوجية، يؤدي دوره إلى تطوير الجو المدرسي أو تحقيق ما يعرف باسم التنمية المدرسية ويخصص جزء كبير من وقته في تشخيص المشكلات المدرسية والسلوكية للتلاميذ.
علم النفس التربوي في المدرسة:
تعد عملية التعلم من العمليات العقلية الصعبة التي تتعلق ببعض العوامل النفسية والاجتماعية والعقلية، كما لها علاقة بالظروف المحيطة في المكان الذي تتم فيه عملية التعليم، كذلك العناصر الرئيسية التي تعتمد عليها عملية التعلم؛ كالمدرسين والطلاب والمناهج، أيضاً يرتبط بكل عنصر من عوامل متعددة يتوقف عليها نجاح عملية التعليم في الوصول لأهدافها.
أمّا عملية التعليم فهي تعتمد على أهداف يُخطط لها بصورة مسبقة دون أن تفقد عملية التعليم قدرتها على الاستدامة، فعلم النفس التربوي في هذا المجال يقوم بدراسة هذه العوامل بشكل عملي ليحدد الأبعاد ويرسم الأهداف، بحيث يجعل كل عامل فعال في حاضره ومستعد للاحتفاظ بهذه الفعالية أو زيادتها بما يمتلك من مرونة التقبل للمستحدثات التربوية والنفسية.
الفرق بين علم النفس التربوي والمدرسي:
إنّ علم النفس المدرسي والتربوي من مجالات علم النفس، إلا أنّ علم النفس التربوي يقوم بالتعامل مع طرق تأثير علم النفس في التدريس، كذلك كيفية تأثير الكتب والمواد الدراسية على الناس وتقييم طرق التدريس، أيضاً يحسّن من فعالية المواد المدرسية، أما علم النفس المدرسي فهي يقوم بالتعامل مع علاج المعضلات التعليمية للأطفال والمراهقين، كما أنّه مسؤول عن تشخيص الظروف الحالية.
يتم استخدام طرق البحث في علم النفس التربوي من أجل ربط النتائج وحل المشكلات، كما يقوم باستخدام الأساليب الكمية أو النوعية؛ ففي الأساليب الكمية غالباً ما تستخدم الحسابات والأرقام في البيانات التي تم جمعها، أمّا الطرق نوعية فإنّ استخدام الكلمات من خلال تعاريف “هذا” هو الأكثر، في علم النفس المدرسي يقوم الأخصائيون باستخدام مبادئ علم النفس التربوي والسريري لأداء واجباتهم ومسؤولياتهم.
في علم النفس التربوي حتى تصبح عالم نفس تربوي يجب أن تكسب درجة في علم النفس التربوي، من ناحية أخرى لكي يكون أي شخص طبيب نفسي في المدرسة قد يكون الشخص حاصل على درجة البكالوريوس في علم النفس ودرجة الماجستير والدكتوراة، بالرغم من عدم عمل جميع علماء النفس المدرسيين في المدارس، يعمل البعض كمقاولين مستقلين في الجامعات والعيادات ومراكز الطب الشرعي والمستشفيات والمزيد.
يتعامل علم النفس المدرسي بصورة أساسية مع طرق التدريس ومواد التعلم وتأثيره على الأطفال والمراهقين، أمّا في علم النفس المدرسي يتم تحديد السلوكيات المحددة والمشكلات التنموية والتعليمية و يشمل العلاج.